2024-11-29 08:38 م

موسكو تحضر لزيارة المعلم والمفاوضات حول سورية قابلة للاستئناف

2014-10-28
موسكو/ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرص استئناف المفاوضات حول الشأن السوري تزداد لكن الحالة الراهنة لعملية التسوية شديدة التعقيد.

وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أنه بعد جولات عدة من المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والائتلاف السوري المعارض «تم وقف هذه المفاوضات لأسباب مختلقة، وذلك على رغم توصل الطرفين إلى تفاهم حول ضرورة بحث قضيتين بصورة متزامنة، هما مكافحة الإرهاب والتوافق حول المعايير المحددة للعملية السلمية».


وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن «قرار تجميد الحوار بين الطرفين كان غير مدروس ومصطنعاً»، مضيفاً أن «اتصالاته مع نظيره الأميركي جون كيري وممثلي دول المنطقة تدل على أن هناك إدراكاً لضرورة إيجاد أساس مجدد لاستئناف المفاوضات السياسية».

وحول مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال لافروف إنه «دبلوماسي خبير وعمل لمدة طويلة في دول المنطقة وثمة حاجة ماسة إلى خبراته في المسار السوري».

وأشار لافروف إلى أن المفاوضات كي تكون ناجحة يجب أن تكون شاملة من حيث تمثيل القوى المعنية بتسوية الأزمة في سورية، معتبراً أن حضور ممثلي «الائتلاف الوطني» ضمن وفد المعارضة ضروري، لكن يجب أن يضم هذا الوفد كذلك ممثلي المجموعات المعارضة الأخرى، بما فيها تلك التي تنشط داخل الأراضي السورية.

وشدد الوزير الروسي على ضرورة أن يمتد مبدأ شمولية العملية التفاوضية إلى اللاعبين الخارجيين أيضاً، قائلاً: «إن عزل إيران والمملكة العربية السعودية عن هذه العملية سيكون خطأ كبيراً». وأضاف أن من الضروري ضمان مشاركة جميع الدول المجاورة من دون استثناء حول طاولة المفاوضات، إلى جانب أبرز الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وأكد الوزير لافروف أن موسكو ستواصل جهودها لخلق الظروف المواتية لاستئناف العملية التفاوضية في أسرع وقت ممكن، وذلك عبر اتصالاتها اليومية مع دمشق ومجموعات المعارضة السورية كافة.

وتابع لافروف: «من الخطأ رفض التعاون مع سورية وإعلان الحق في شن غارات جوية ضد الإرهابيين على أراضيها في الوقت الذي تسعى القيادة السورية بصدق للتعاون في هذا الصدد».

وأكد أنه «من المشجع أنه تم في الوقت الحالي الاعتراف بمكافحة الإرهاب عالمياً باعتبارها أهم مهمة في المنطقة، لكن يجب اتخاذ إجراءات محددة وفق القانون الدولي لتحقيق تلك المهمة بمشاركة كل الأطراف المعنية».

في غضون ذلك، أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا.

وقال بوغدانوف في لقاء مع مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون أمس، «نقوم الآن بالتحضير لزيارة وزير خارجيتكم وليد المعلم». وأضاف: «نجري الحوار معكم في عدة مجالات… اللقاءات مع رجال دين مهمة لأن جذور الكثير من النزاعات تنبع من معتقدات الناس».

وأكد بوغدانوف أن موسكو تأمل في إجراء أول جلسة لفريق «روسيا والعالم الإسلامي» قبل نهاية العام الحالي. واقترح على مفتي سورية الانضمام إلى هذا الفريق، مذكراً أنه شكل منذ نحو 10 سنوات بعد حصول روسيا على وضع مراقب في منظمة التعاون الإسلامي.

إلى ذلك، تصدى الجيش السوري واللجان الشعبية لمسلحي «جبهة النصرة» الذين حاولوا التسلل إلى مدينة إدلب فجر أمس عبر محورها الشمالي الغربي، وتحريك عدد من خلاياهم النائمة ضمن أحياء المدينة، وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل العديد من المسلحين الذين كانوا يحملون أحزمة ناسفة.

كما عمد الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات عسكرية لتدعيم مواقعه ونقاطه في خطوط التماس، بينما عمد المسلحون إلى تكثيف رمايات الهاون وأسطوانات الغاز باتجاه المدينة، وشنوا هجوماً آخر من جهة الشمال الشرقي لكن بوتيرة أقل، في محاولة منهم لإشغال الجيش على أكثر من محور.

في غضون ذلك يواصل الجيش تقدمه في الريف الشمالي لمدينة حماة محكماً السيطرة على قرية البويضة بعد قضائه على أعداد كبيرة من المسلحين. كما «أوقع الجيش إرهابيين قتلى ومصابين ودمر عدداً من آلياتهم في عمليات استهدفت تجمعاتهم وأوكارهم في عدد من أحياء ومناطق حلب وريفها»، فيما دمرت وحدات أخرى من الجيش شاحنة قاطرة ومقطورة محملة بالذخيرة بمن فيها أثناء مرورها من محور حنورة أم الدبابير بريف حمص الشرقي آتية من منطقة العقيربات بريف حماة».