2024-11-24 03:40 م

العلاقات البحرينية الإسرائيلية و التطبيع

2014-09-07
بقلم : غسّان عادل الأنيس
العلاقات بين الكيانين
أزمة قوية لدى الدول العربية التي تنطوي جميعا تحت منظمة حضيرة الدول العربية و هي أزمة إدارية ، و أنّ قراراتالحضيرة ليس لها خطة تنفيذ و المنظمة أساسا منظمة هزيلة فضلا عن قراراتها التي تكتسب صفتها من الهزل و الضعف لا تنفذ بشكل صارم و لا يتقيد بها الموقعون على القرار ، و أنّ القرارات المصيرية لهذه المنطقة العربية أصبحت بيد سفهائها من الدول التي تفتقد للقانون أساسا و تفتقر للشرعية أصالة كالسعودية و دول الخليج ، و لعب البترودلار دورا سلبيا في اخضاع القرار السياسي العربي لهذه الدول ، فتخلت الدول الكبرى العربية عن ثقلها و تراجعت مصر و دول شمال أفريقيا و العراق لصالح الأنظمة الرجعية العربية في الخليج، و أصبحت مصر بثقلها السكاني ذي الثمانين  مليونا و المساحة الهائلة من الأرض و تاريخها و حضارتها و ثقافتها  تسير خلف دويلات لا زالت تتبع نظام القبيلة لا الدولة بالطرق البَدَوية البِدْوية. و قامت هذه الدويلات بمعاداة دول و أحزاب الصمود و المقاومة كسوريا و حزب الله و حماس و الفصائل الفلسطينية بل تحالفت  و تآمرت ضدها، و شارك في صياغة قرارها عناصر خارجة عن المصلحة الوطنية و الدينية و الأخلاق و أصبحت الأحقاد عنصر مرجّح لقرارها و مناقشاتها، و جعلت بعض دولها كالسعودية و البحرين الطائفية مدار و مركز قرارها السياسي و اتجاهه. 
هذه الدويلات و القطة العجوز السعودية التي تتحين فرصة ابتلاعهم تعوض عدم شرعيتها بالعلاقات مع اللوبي الغربي و الصهيوني ، و تقدم سيادتها طبقا للأمريكيين ، و هي لا يصدق عليها دول مستقلة حقيقة ، فلا تقول لا أبدا لسيدها و حاميها من شعوبها الأمريكي الذي يأمر فيطاع ، فهي ليست لها قدرة أساسا بقطع العلاقات تماما مع الدولة الاسرائيلية. 
و النظام في البحرين هو النموذج فهو لم يقطع علاقاته بالاسرائيليين يوما ، بل ليس له القدرة على ذلك ، و له ميزة أخرى من الشبه بالاسرائيليين ، فإنّ المتشابهين يلتقيان و يتعاطفان مع بعضهما في أزماتهما ، و كلاهما يفتقد و يفتقر إلى الشرعية الحقيقية بعد اغتصاب الأرض ، و كلاهما سيخرج منها مدحورا بعد سنوات من الانتهاكات و القهر و الكوارث ، فهو من أسرع المطبعين في المنطقة العربية بأسرها وأنما الشعب الذي يوقف تلك المحاولات و وقوعها في بيئة رافضة يحد من الاعلان عنها ، و قد شهدت الأعوام الماضية عددا من اللقاءات و الزيارات بين مسؤولين بحرينيين وإسرائيليين ، و برزت مواقف لمسؤولين رسميين بحرينيين تؤكد على التودد للاسرائيليين و التقرب منهم  و بالايحاء للأمريكيين أنهم مستعدون للتطبيع العلني حينما تدق الساعة قبل الآخرين في حضيرة الدول العربية وهم يتلهفون لذلك و يطلبون أجرا له من الأمريكيين و الاسرائيليين و هو أجر السبق في العلاقات العربية الاسرائيلية بعد مصر و الاردن و موريتانيا.
أول ما يلاحظ من العلاقة العلنية بالاسرائيليين كان في أثناء الحرب 1973 حينما كان الشارع العربي يغلي ضدهم و من خلفهم من الدول الاستكبارية كان النظام في البحرين يستقبل الطائرات الاسرائيلية و يزودها بالوقود، و قد عرضت الأدبيات البحرينية المعارضة لطائرة اسرائيلية في مطار البحرين قيل أنّها كانت قادمة من استراليا،  و ذلك شئ مؤكد لدى المعارضة و أنّ النظام استقبل الطائرة و زودتها بالوقود في زمن الحرب ! و لكن كم عدد الطائرات الاسرائيلية التي هبطت و تزودت و استقبلها النظام المجرم فذلك لا نعلمه و قد لا يعلمه حتى آل خليفة لكثرته ، أما ما يجري في القواعد الأمريكية من هبوط و اقلاع و استقبال و توديع و تجهيزات و تغييرات و مؤامرات وشن الحروب و غير ذلك فممنوع على النظام معرفته ضمن اتفاقية تأجير القواعد الأمريكية في البحرين و لو أنّ كلبا أمريكيا عضّ حاكما من آل خليفة لما جاز للحاكم أن يشتكي على الكلب ، و قد تكررت مثل هذه الحوادث التي تثبت دناءة النظام و استهتاره بسيادة البلد فهذه بنت النظام مريم آل خليفة هربت مع عشيقها الجندي الأمريكي في القاعدة الأمريكية في البحرين بهوية عسكرية أمريكية مزورة فلم يتجرأ هذا النظام الفاجر بكلمة في صحافته و لم تحرك هذه الحادثة غيرته و لم يشعر بجرح كرامته ! وهذه مجندة أمريكية سوداء تختلف مع بحرينية حامل مقرب على سعر فستان الزواج فتأتي مع آخرين من المارينز و يرفسونها في بطنها و حينما تشتكي للشرطة يأتي أشباح الأمن و يقولوا صراحة بأنهم لا يستطيعون عمل أيّ شئ لأنّ المعتدين أمريكيين ! و من القاعدة الأمريكية! و عندما نذكر لون المجندة فذلك وصف لبيان الطبقية الواقعية في المجتمعات وليس تمييزا ، حاشا لله. فهذا النظام الحثالة الذي يذبح شعبه و يعذبه بالليل و النهار يخرس و لا ينطق حينما يتعلق الأمر بأسياده السفلة. 
فآل خليفة متلهفون للعلاقة مع (اسرائيل) و لكنهم لا يعرفون كيف وأين و متى يعلنونها خشية اهتزاز الوضع الداخلي الذي هو في اضطراب دائم من سياستهم النكراء، فمرة يلتقي وزير خارجية آل خليفة مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية (اسرائيل) ، و أخرى يدعو إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم (اسرائيل) ، و مرة يرسل للنظام وفدا رسميا إلى (اسرائيل) بتبرير استلام عدد من البحرينيين ، و يأخذ حصته من التطبيع.
ثم تأتي النوبة لولي العهد فيدعو علنا للتطبيع الاعلامي و التوجه للإسرائيليين من خلال الإعلام و لكنه لا يكتب في (هآرتس) و لا ( يديعوت أحرونوت ) بل يكتب مقالته أو ما طلب منه في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية ، و مرة يلتقي مع الاسرائيليين في هامش منتدى دافوس الاقتصادي.
و مرة يرفعون الحظر عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية و يغلقون رسميا مكتب مقاطعة (اسرائيل)، و يستقبلون وفودا اسرائيلية ، ويلتقي الحاكم الرئيس الاسرائيلي ، كل ذلك تمهيدا لتأتي لحظة التتويج التي يعلنها الحاكم باعادة العلاقات الدبلواسية كاملة علنا، و ثمن ذلك كله قمع الشعب البحريني و التعتيم على مظلوميته.
و النظام يقوم بالعلاقات سرا و يتكتم عليها و ما ينشر إلا ما يخرج من العلاقات و اللقاءات إلى العلن ، و الغريب اننا أصبحنا نعلم بلقاءات نظام آل خليفة و علاقاته بالاسرائيليين بنفيه و تكذيبه ، فكلما نفى أو كذب و هو الكذّاب فإنّ ذلك قد حصل في الواقع ، و قد ذكرت تقارير اسرائيلية بأن البحرين بصدد تطبيع علاقاتها مع (اسرائيل) و إنها سرية وستظهر للعلن .
أما الصحافة الاسرائيلية فقد نشرت صحيفة (هآرتس) الصادرة في 20 / شباط / 2011  إنّ البحرين أقامت خلال السنوات الاخيرة علاقات سرية مع (اسرائيل)، والتقى مسؤولون من البحرين مع اسرائيليين لأكثر من مرة في دول أوروبية أو على هامش اجتماعات الامم المتحدة.
و نشرت الصحافة الاسرائيلية مثل (يديعوت أحرونوت) وصحيفة (هآرتس) معلومات حول الاتصالات بين (اسرائيل) وبين الدول العربية والاسلامية، وادعت ان كلاً من أندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وليبيا وسلطنة عمان وقطر والبحرين واليمن وتشاد، بدأت اتصالات مع (اسرائيل) منذ سنوات، وتبادلت زيارات عدة بينها لتفعيل مكاتب لتبادل المصالح( ).
وأشارت برقية من وثائق ويكيليكس تعود إلى العام 2007، فيما اعتبرته صحيفة (هآرتس) انها بداية فتح العلاقات البحرينية الاسرائيلية في شهر تشرين الاول عام 2007 ، و أنها شهادة على (اعتدال) البحرين، ما قاله وزير الخارجية البحريني لبعثة المنظمات اليهودية الامريكية و أكد أمامهم (ان عودة اللاجئين الفلسطينيين يجب ان تكون الى الدولة الفلسطينية وليس الى (اسرائيل))(  )، و هو ما يعني التخلي عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجّروا منها عام النكبة. و لكن بأيّ حق و بأي صفة يتكلم هذا القنّ  وزير خارجية أصغر دولة عربية عن الفلسطينيين و يوزعنا في أراض و يحرمنا من أراض ، كأنّها ملك أبيه ، ومن خوّله و من وكّله ؟ و ليس له حق أن يتحدث عن شعب البحرين لأنه و حكومته لم يأتيا عن طريق الشعب بل بالقسر و الاستبداد.
و كتبت صحيفة (هآرتس) إلى وجود علاقات سرية وعلى مستوى عال بين (إسرائيل) والبحرين في السنوات الأخيرة، وأن مسؤولين من كلتا (الدولتين) قد التقوا عدة مرات في أوروبا و على هامش الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة( ).
و ذكرت صحيفتا  (الغارديان» و«الإندبندنت» البريطانيتان تقريرا تشيران فيه لعلاقات بحرينية- إسرائيلية و أنّ السلطة في البحرين وافقت من حيث المبدأ على السماح للخطوط الجوية الصهيونية باستخدام مجالاتها الجوية، وفتح سفارات ومكاتب تجارية، والسماح بدخول السياح الذين يحملون الختم الصهيوني على جوازات سفرهم إلى أراضيها ، و كذّب النظام ذلك(  ).
وقبل نحو أسبوع من خبر الصحيفتين أي في بداية شهر كانون الأول 2009 ذكرت صحف إسرائيلية أن الولايات المتحدة أبلغت تل أبيب بأن دولتين خليجيتين على استعداد لاستئناف علاقاتهما مع (اسرائيل) مقابل أن توافق حكومة بنيامين نتانياهو على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
و ذكر في دراسة للعلاقات الاقتصادية و السرية و التطبيع أنّ المذكرة الاسرائيلية بشأن البحرين تتحدث عن أنّ الاتصالات المنتظمة معها بدأت عام 2001، وأن هدف هذه الاتصالات الرئيسي يتركز في الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. وأن هناك علاقات مهمة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية. وبحسب المذكرة الإسرائيلية فإن الشيء الأكثر أهمية على هذا الصعيد هو أن هناك اتفاقا كاملا بين (إسرائيل) والبحرين على العلاقات الدبلوماسية، وأن اختيار الوقت المناسب في الإعلان عن هذه العلاقات أصبح الآن هو المحك وأن ذلك قد يكون قريبا( ).
و وقعت (اسرائيل) مع الأردن مشروع بناء محطة الغاز في العقبة وإقامة عدة محطات مشتركة للكهرباء وتسعى (اسرائيل) لإقامة شبكة من خطوط أنابيب نقل النفط من قطر والكويت والبحرين والسعودية وعمان لذات الغرض وهو السيطرة على الأسعار وتخطط (اسرائيل) لتوظيف السلطة الفلسطينية والأردن والعديد من دول الخليج العربية لتحقيق مصالحها وجني الأرباح الطائلة للمحافظة على قوتها العسكرية ولاستيعاب المزيد من المهاجرين اليهود وإقامة المزيد من المستعمرات اليهودية وتهويد المزيد من القدس العربية. وتعمل للانتقال من مرحلة التطبيع الثنائي إلى مرحلة توظيف أدوار الآخرين للهيمنة على ثروات المنطقة العربية في مجالات النفط والغاز والمياه(  ).
هذه العلاقات بين النظامين العنصريين أكدتها جهات مختلفة و ذكر موقع عنيانمركزي أنّ تل ابيب تقيم علاقات سرية مع نظامالبحرين ، و أنّ الولايات المتحدة واسرائيل تعيشان حالة من القلق والخشية الشديدينعلى البحرين وان يسقط هذا البلد في أيدي الشيعة.
وقد استفادت العائلة الحاكمة في البحرين عبر الاتصالات السرية  والعلنية مع قوات الاحتلال الاسرائيلية من الخبرات  الاسرائيلية في القمع وتغيير الحقائق ، و ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية عام 1998 ان الاستخبارات البحرينية استعانت بالموساد الاسرائيلي لقمع الانتفاضة الشعبية في البحرين في التسعينيات ، نظرا لتجربته في التصدي للانتفاضة الفلسطينية.  
بينما وصفت الصحيفتان الاسرائيليتان هآرتس) و (يديعوت احرونوت) في 27/3/2011   العلاقة بين كيان الاحتلال الاسرائيلي ومملكة البحرين بالجدية ، و أفادت تقارير الصحيفتين ان العلاقة بين كيان الاحتلال الاسرائيلي والبحرين لم تعد سرا خافيا على احد من متابعي السياسة في المنطقة والعالم، فقد كشفت حركة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني الكثير من الاوراق بهذا الشأن.
كل تلك المحاولات الرسمية تأتي زمن الغطرسة الاسرائيلية فسلطاتها تقتل الشعب الفلسطيني و تعتقله و تسجنه و تسئ إلى كرامته و تتوسع في المستوطنات و تمنعه من حق العودة و تشن الحروب على لبنان و قطاع غزة و ترمي سوريا و السودان بصواريخها في ظل غياب كامل لحضيرة الدول العربية التي لا تعترض و لا تهمس رفضا.
و هؤلاء المطبعون لا يفقهون قراءة التاريخ فإن الحقوق العربية و الفلسطينية لا تعطى بالتنازلات و العلاقات و التطبيع وأنما بالقوة و هي متوفرة الآن أكثر من أيّ زمن مضى ، لقد هزم حزب الله الاسرائيليين في أكثر من حرب و أخرجهم مدحورين من لبنان يجرّون ذيول الخيبة و الخسارة و حرر الأرض و الإنسان و البستان بكل عز و فخر و كرامة، بينما أعطيت سيناء لمصر بشروط و إذلال.
و الحكم في البحرين استبدادي و لا يعبر عن الإرادة الشعبية للمواطنين البحرينيين في كل ما يصدر منه ، و قد أوضحت الثورة منذ 14 شباط 2011  ذلك جليا لكل ذي عقل و عينين ، فالمظاهرات العارمة التي اجتاحت المدن و القرى البحرينية كانت استفتاء لا يقبل الجدل على رفض الشعب لهذا النظام المجرم و على عدم شرعيته ، فكل ما يصدر منه غير شرعي و غير قانوني و باطل، و أنّما يستمر في حكمه مستبدا ، و كل ما صدر و سيصدر في العلاقات مع الاسرائيليين انما يمثل راي الخونة في النظام الحاكم و لا يمثل الشعب البحريني أبدا ، الذي يخرج البيانات و المظاهرات المنددة بموقف النظام و علاقاته مع الاسرائيليين. فلا يمثل تصريحات الحاكم أو وزير خارجيته أو ولي عهد النظام إلا أنفسهم و عائلتهم و مرتزقتهم فقط دون الشعب البحرينى الأبيّ ، و يمثل موقفا باحثا عن الرضا الأمريكي الراعي الأساسي لنظام آل خليفة ، أو استجابة لأوامرهم و توجيهاتهم و ليس الشعب بمسؤول أبدا عن خنوع نظام آل خليفة و انحطاطه.
و أنّ الشعب البحريني يتطلع إلى ذلك اليوم العظيم و الموعود الذي يتحرر فيه الأقصى و الأرض المقدسة كاملة غير منقوصة بكل كرامة و عزة، وهو شعب رافضي يرفض الذل و الهوان و الظلم و يقف عونا للمظلوم و خصما للظالم.
التطبيع
يرى حكام دول الخليج العربية و بشكل خاص البحرين أنّ مواقع القرار الدولي و أقواها واشنطن هي بأيد صهيونية و تحت اللوبي اليهودي الذي يستمد سياسته من سلطة الدولة الاسرائيلية ، و في الوقت ترى هذه الدول أنها حقيقة فاقدة للشرعية فلا أحد اختارها من شعوبها و لا تم التصويت عليها فهي مغتصبة للسلطة و تحكم بقوة القمع من جهة و بمظلة هذه القوى و هي قوى الاستكبار العالمي من جهة أخرى ، و هي و كما أوضحت تلك المسألة وثائق المراسلات بين السفارات الأمريكية في دول الخليج العربية و بين وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس لاحقا ترى أثرا سحريا للوبي الصهيوني ، وقد اختصرت الطريق للوصول إلى مواقع القرار الأمريكي بمحاولات استرضاء الكيان الاسرائيلي مباشرة و التطبيع معه ، و ما كان العائق الأكبر إلا شعوب المنطقة التي ترفض التعايش و التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، و هي كذلك محكومة بحزمة قوانين و أعراف في منظمة الحضيرة العربية التي تسمى خطأ جامعة -فالمجموعة التي تضم حسني مبارك و القذافي و بن علي و عبد الله صالح و صدام و آل سعود و آل خليفة وبقية الطغاة العرب لا تستحق تسمية أكثر من زريبة الدول العربية و تخفيف الاسم رعاية للقرّاء و حفاظا على نفسياتهم-  فهي تتودد مباشرة إلى كيان غير شرعي و لكنه مؤثر نسبي في اللاعب السياسي الأكبر الأمريكي و الأوربي.
و النموذج الأبشع هو نظام آل خليفة الذي لا يعبر عن الإرادة الشعبية أبدا بل هما متباعدان تماما ، فالنظام يهرول للاسرائيليين و يطبع معهم بينما الشعب يرفضهم و يجعل شعاره ليوم القدس كلا كلا للتطبيع، و ليس للنظام أهمية لهذه الإرادة و لا ينظر أبدا لها و لا لمجموعة الثوابت و الحقوق الفلسطينية المتفق عليها بين الشعوب العربية و كذا حضيرة الدول العربية ، و هي أزمة رئيسية لديه إذ أنه لا يرتكز على قيم و لا مبادئ.
و النقطة الرئيسية الأولى للتباين و الاختلاف بين الشعب و العصابة الحاكمة هو في الجذور فالشعب أصيل و عاش و مات أجداده على هذه الأرض و عمروها و له بيئته و حياته و مبادئه و قيّمه ، بينما العصابة الحاكمة من آل خليفة أجنبية عن الشعب و خارجية عن الأرض و غريبة عن الوطن و أنما قدمت من صحراء الجزيرة العربية بعقلية الـغزو و سفكت الدماء و نهبت الأموال و مارست الانتهاكات و تسلطت على الشعب المسالم ، و لا يربطها بشعب البحرين علاقة نسب او تاريخ أو ثقافة ، ثم تحالفت مع القوى الاستكبارية البريطانية ثم الأمريكية لتثبيت حكمها ، و لذا فإن سياستها كلها تتفرع على أصولها الخبيثة ، وهذه نقطة جوهرية و رئيسية يحتاج معرفتها كل باحث في شؤون المنطقة و البحرين لأنها مفتاح لمعرفة كثير من السياسات التي تبدو غريبة و شاذة ، فإذا ما عرف السبب بطل العجب. 
فهذه العصابة الحاكمة تستخدم كلمة دولة (اسرائيل) في خطابها دون أدنى تحفظ، و تدعو إلى التطبيع علنا ، و تجتمع مع الاسرائيليين و تدعوهم للبحرين ، و تقترح اقتراحات غريبة و معلبة للتطبيع ، و تستمر في الخطوات التطبيعية لتبدو للأمريكيين و الاسرائيليين انها الأسبق و الأسرع من دول الخليج العربية الأخرى ، و لكن الأمر الواقع أن الأمريكيين و الاسرائيليين يعرفون حجم العصابة الحاكمة في البحرين جيدا و حدودها و لذلك فإنّ تطبيع العصابة ليس له أثر مهم على مجمل الدول العربية ، و لكن له أثر ظاهري و مكاسب صورية من الحليف الأكبر فكلما انبطحت العصابة الحاكمة و قدمت فروض الطاعة لتوجهات الادارة الأمريكية أعطيت الأضواء لقمع الشعب و مزيد من الرعاية و الدعم ضد توهماتها من الخطر الخارجي الايراني.
و ينفي أوباش النظام بعد كل عملية تطبيع أنهم يطبعون ، فهم ينفون أنهم يطبعون عندما يرسلون وفدا إلى (اسرائيل) ، و عندما يستقبلون وفدا اسرائيلي في المنامة ، و عندما يدعون إلى التطبيع في الأعلام ، و عندما يلتقون بالاسرائيليين ، و الحقيقة لقد مارسوا كل عمليات التطبيع بالأقوال و الأفعال و مباشرة و بالالتواء و بالخفاء و بالعلن و دعوا صريحا لرفع حالة العداء بين العرب و الاسرائيليين و اعطوا الاسرائيليين الحق في اغتصاب الأراضي و الحقوق العربية دون أن يحق لهم أي شئ من ذلك و لا أن يتكلموا عن الدول العربية و لم يخوّلهم أحد بل ليس لهم حق أن ينوبوا عن الشعب البحريني المقاوم و الذي يعلنها صراحة صرخة ضد التطبيع ، و لا يحق لهم إلا الحديث عن أنفسهم و مرتزقتهم يدفعهم لذلك صفقتهم مع الأمريكيين بحفظ عرشهم المهزوز مقابل الهرولة و الايحاء بضرورة التطبيع للدول العربية كافة ، فهم النموذج الأبرز في دول الخليج العربية للتطبيع و هم المطبع الأول.
و لم تتوقف محاولات الارتباط و العلاقات و مجمل أمثلة التطبيع مع (اسرائيل) و لكنه اتخذ منحا سريا في غالب محطاته و ملتويا في آخر كدخول البضائع ، و لا يخرج منها للعلن إلا ما نذر من زيارات و علاقات و تجارات و غيرها سنذكر بعض نماذجها التي ظهرت للعلن و ذكرتها وسائل الأعلام.
الخارجية الاسرائيلية في البحرين
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر تاريخ 15/12/2008  إن «إسرائيل والبحرين تجريان في السنوات الأخيرة اتصالات سرية)، و أنّ «المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلي السابق رون بروساور زار البحرين قبل سنتين بصفته مبعوثا خاصا من قبل ليفني». وتابعت ان «هدف زيارة بروساور حينئذ كان إجراء حوار سياسي حسّاس مع البحرين.
و كانت اتصالات بدأت في حرب تموز ضد المقاومين في لبنان وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصادرة في 23/ أيلول/2006 أنّ (اسرائيل) أجرت خلال الأشهر الأخيرة اتصالات سرية مكثفة مع البحرين، تضمنت زيارات سرية إلى البحرين قام بها مساعد وزارة الخارجية الاسرائيلية السابق رون بروساور، ومساعد الوزارة الحالي أهارون أبراموفيتش( ).
وفد بحريني في (اسرائيل)
يتعامل الحكم في البحرين مع أرض البحرين كمزرعة و مع الشعب كقطيع فيها ، و لا يعترف هذا النظام المستهتر لأي قيمة أو كرامة لشعب البحرين ، و لا تعرف له غيرة أو حمية تجاه هذا الشعب ، فهو يعذّبهم في الداخل و ينفيهم للخارج و يحاول أن يضايقهم في بلدان المهجر، وهو مثلا لم يتحرك لتحرير المعتقلين في قاعدة كوانتينامو وهم خدمه و تركهم سنينا دون أن يتحرك له جفن و لا شفة. و لكن إذا تعلق الأمر بالتطبيع مع الاسرائيليين فإنّ النظام الغاشم يهرول إلى (اسرائيل) ليفاوضهم بعد أن يحل ضيفا بمبرر استلام مجموعة بحرينية ثم يعترف بذلك.
و قد أعلن إنّ (إسرائيل) اعتقلت خمسة مواطنين بحرينيين من على متن سفينة (روح الإنسانية) التي اعترضتها قوات البحرية الإسرائيلية خلال توجهها لقطاع غزة للمساهمة في فك الحصار المفروض عليه منذ عامين، وعلى متنها 21 متضامنا من 11 جنسية.
و قد أعلن النظام أنه أرسل وفدا رسميا يوم 3/7/2009 إلى تل أبيب لاستلام خمسة مواطنين بحرينيين اعتقلتهم (اسرائيل)  من مياه غزة الإقليمية ونقلتهم إلى مرفأ «اشدود» الإسرائيلي ، وهذه هي أول زيارة معلنة لمسئولين بحرينيين لإسرائيل التي تعترف بها في السر و تنكر علاقاتها في العلن.
و هذه الهرولة من وزارة خارجية و داخلية النظام بدأت ببعثة إلى مطار بن غوريون بحجة استلام المواطنين البحرينيين المحتجزين ، و كأنّها الوسيلة الوحيدة لاخراج هؤلاء الخمسة من فلسطين عبر التطبيع فصار الهدف نقيض الغرض ، فقد ذهبوا لمساعدة الفلسطينيين في غزة و كسر الحصار فوقعوا موضوعا لتطبيع العلاقات و مبررا لها و تشديد الحصار.
و لم نسمع أي احتجاج قوي من النظام العنصري في البحرين ضد النظام العنصري الاسرائيلي على اختطاف هؤلاء الخمسة و عملية القرصنة.
و هذه الزيارة مهمة و مناسبة لكسر العلاقات السرية و البدء بعلاقات علنية جهرية فإنّ التطبيع النفسي و كسر حاجزه أكبر ما يواجه الأنظمة العميلة في المنطقة ، و لا يشك أحد أنّ الاسرائيليين سيخرجون هؤلاء الخمسة دون أن تتدخل (الحكومة المعظّمة) في البحرين و دون أن تتجشم عناء السفر إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ، و ماذا تستفيد من التحفظ عليهم و بماذا تقايضهم ، و مالذي لا تستطيع الحصول عليه من نظام آل خليفة حتى يصبح هؤلاء ورقة غير كاسدة، و حتى المنظمات الانسانية التي لم تتصل بهم سلطة النظام في البحرين كالهلال الأحمر و غيره تستطيع أن تخرجهم من توقيفهم ، و كل ما تريده (اسرائيل) من الأنظمة على شاكلة نظام آل خليفة يأتيها بأمر من موظف صغير في السفارة الأمريكية في المنامة ، وهي أوضحت مدى سهولة العلاقات بينهما بسرعتها و مدى استعداد النظام في البحرين لأن يكون بالون امتحان يتقاذفه الساسة الاستكباريون. و لا تتعجب إذا كشف يوما ما أنّ هؤلاء الخمسة ذهبوا باتفاق بين السلطتين العنصريتين الصهيونية و المتصهينة دون علمهم فهم ضحية أو معه فهم متواطئون ، و السجن أحبّ إلى الشرفاء مما يدعونه آل خليفة من التطبيع مع الصهاينة ، و المكوث في السجن أعزّ و أشرف من أن يهرول المتصهينون لاخراجهم.
استعداد آل خليفة للقاء الوفود الإسرائيلية
البحرين دولة صغيرة في المساحة و جزيرة و قليلة السكان و حكامها تعشعش في عقولهم العقد ، عقدة النقص واحدة من تلك ، و لذا فهم يبحثون عمّا يعوض ذلك النقص و إن كان وهما فهو يفرح حكام البحرين و له قابلية الاحتفال به و التفاخر ، و في المؤسسات الدولية التي يسيطر عليها الغربيون و الولايات المتحدة الأمريكية تقوم أمريكا بتوزيع الأدوار و لا يكون إلا ما تريده تقريبا في هذه المؤسسات المفبركة ، وهي تقايض الشخص صاحب المنصب الاداري و دولته ، فالذي يعيّن المناصب هي أمريكا تقريبا لمن ترضى عنهم، و في هذه الحالة تقدم أمريكا طعما لحلفائها الصغار مقابل تطبيعا لحلفائها الكبار أي (اسرائيل).
و في الأمم المتحدة منصبين إداريين رفيعين أحدهما أمين عام الأمم المتحدة و الذي يشغله الآن بان كي مون ، و الثاني رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، و قد تولت البحرين في الثاني عشر من أيلول 2006 رسميا رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين، وذلك خلال افتتاح أعمال الدورة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إذ تسملت هيا بنت راشد آل خليفة رئاسة الجمعية بالإجماع منصبها رسميا .
و ذكر أنّ انتخابها كان بالاجماع ، و أنها أصبحت بذلك ثالث امرأة في العالم وأول سيدة عربية مسلمة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ المنظمة الدولية.
و ذكرت  (المنتخبة بالاجماع) صاحبة المنصب التشريفي هيا آل خليفة في تصريحات صحافية إنها لا تمانع من لقاء مسئولين إسرائيليين في إطار عملها بالأمم المتحدة، مؤكدة أنها «تمثل رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا تمثل بلدها في كل الأحوال وفق منصبها).
و هذه تأتمر بأوامر المعتوه الأكبر حمد آل خليفة الذي ذكرته وثيقة لويكيليكس(  ) ، مصنّفة سرّية، قال حمد حاكم البحرين إن البحرينيين يجب أن يقيموا سلاماً حقيقياً مع الإسرائيليين، «نحن جدّيون في الدفع في هذا الاتجاه، وفي لقاء الإسرائيليين». 
وتقول الوثيقة( ) إنه خلال اللقاءات المشتركة، فإن البحرينيين أخبروا الإسرائيليين أن الفلسطينيين تحت الاحتلال وطريقهم طويل كي يصلوا إلى بناء الدولة الفلسطينية، فيما «حزب الله» و«حماس» و (إيران) لا يريدون السلام. وقال الحاكم إنّ البحرين تعمل مع محمود عباس، وأخبرته بأن يعمل ما يجب عليه، وألّا يهتم لـ (حماس).
وتشير البرقيات التي نشرها موقع (ويكيليكس) إلى استعداد بحريني لمواصلة العلاقات حتى مع حكومة نتانياهو– ليبرمان.
رفع قرار مقاطعة البضائع الاسرائيلية
و إغلاق المكتب
بينما يقاطع الشعب البحريني البضائع الاسرائيلية بل ودعوات بمقاطعة البضائع الأمريكية الداعم الأكبر لـ (اسرائيل) تقوم السلطات البحرينية بقرار رفع الحظر عن البضائع الاسرائيلية، و تم اعلان القرار في أيلول2005 ، لأنّه لا يوجد حظر حقيقي للبضائع أساسا من قبل السلطات البحرينية في العقد الأخير ، وهذا اعلان رسمي فإن المقاطعة من الدرجتين الثانية أي البضائع التي ترد من «إسرائيل» بوساطة دولة أو دول أخرى ، والثالثة أي التي تخص الشركات التي تتعامل مع «إسرائيل»  مرفوعة من سنة 1993 و 1994(  ). و بحسب جمعية مقاومة التطبيع فإن بعض الشركات الإسرائيلية استطاعت أن تخترق أسواق البحرين عبر الدخول في رؤوس أموال بعض الشركات المتعددة الجنسيات التي تورد بعض الأجهزة والأدوية للبحرين.
و يتم التبادل التجاري بين البحرين و (اسرائيل) عبر قبرص والأردن. وتصدر (إسرائيل) للبحرين معدات وآلات ميكانيكية وأدوات قياس ومنتجات معدنية(  ) .
كما وجدت في أسواق البحرين مستحضرات تجميل (إسرائيلية) الصنع و بضائع أخرى.
و  وجدت في أحدى المحلات الكبيرة محارم ورقية رطبة مخصصة للأطفال الرضع مصنوعة بالكيان الصهيوني، وحسب المعلومات فإنّ الشركة المستوردة لهذه السلعة الصهيونية مسجلة في البحرين باعتبارها شركة استيراد بريطانية( ). 
و تولي (اسرائيل) تطبيع علاقاتها التجارية مع البحرين اهتماماً كبيراً باعتبارها المعبر البري للسلع الإسرائيلية إلى العربية السعودية فضلاً عن كون السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين ، و باعتبارها أهم المراكز المالية في المنطقة العربية حيث يمكن لإسرائيل من خلالها اختراق أسواق الخدمات المالية العربية خاصة في ظل انتشار ما يعرف ببنوك (الأوف شور) بها.
و رفع الحظر كان معلوما في صحافة و حكومة (اسرائيل)  فقد ورد تقرير في جريدة (هآرتس) بخصوص رسالة بحرينية نقلها أحمد بن محمد آل خليفة إلى الممثل التجاري الأمريكي في البحرين تؤكد أنّ المملكة البحرينية سترفع الحظر من الدرجة الأولى المفروض على الكيان الصهيوني.
و يعتبر رفع الحظر عن الشركات الصهيونية مخالفة صريحة لقرار حضيرة الدول العربية ، الذي أعلنته في الستينيات بحظر التعامل مع الصهاينة على 3 مستويات : أولها مع الشركات الصهيونية، والثاني مع الشركات التي لها أعمال في الكيان الصهيوني ، وثالثها مع الشركات التي تتعامل مع شركات صهيونية( ).
و لكن الاعلان الرسمي بالرفع مطلقا كان في تصريحات لصحيفة الوسط البحرينية من قبل ( نائب رئيس مجلس الوزراء) وزير الخارجية البحريني السابق محمد بن مبارك آل خليفة حيث صرّح ان بلاده اتخذت قرارا برفع الحظر، و أغلقت مكتب مقاطعة البضائع الاسرائيلية في المنامة.
أما تبرير ذلك الرفع أو الاعلان عنه فيمثل خزي آخر و تم الاعلان عنه في نيويورك حيث يشارك وزير الخارجية البحريني في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة و قال ان المنامة قررت رفع الحظر عن البضائع الاسرائيلية لان ذلك أحد شروط اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة. و أنّ ذلك حسب مصادر دبلوماسية في نيويورك جاء بعد طلب مباشر من المفاوضين ومجموعات الضغط الاميركية بان تعلن البحرين رسميا وعلنيا عن رفع الحظر كشرط اساسي للتصديق على اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن من قبل الكونغرس الاميركي ، وكأنّ دولة البحرين لا تستطيع العيش بدون توقيع اتفاقية تعاون وتبادل تجاري مع الولايات المتحدة ، و كأنّ التوقيع سيسبب اندحار الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة ، و قد يعلمون أنّ ذلك سيجعل من البحرين محطة جديدة من محطات التوغل الصهيوني في الدول العربية.
و تبريرات رفع الحظر كانت مخزية و حديث الخارجية البحرينية حينها كانت أخزى ، حيث قالت بأن الواقع السياسي اليوم قد اختلف عن الواقع السائد قبل أربعين عاماً بمعنى أنّ المقاطعة أصبحت من الماضي والاستخفاف بالشعب البحريني و الشعوب العربية المقاطعة و المقاومة ، و هو حديث مستورد من الأمريكيين فهو حديث السفير الأمريكي في البحرين آدم إيرلي مع إحدى الصحف المحلية حيث إدّعى فيه أن المقاطعة إسلوب الستينات والسبعينات أي أنه عفى عليه الزمن في عصر التجارة الحرة ، و هذا حديث مزدوج و أعور فإنّ إسلوب المقاطعة الإقتصادية والسياسية والعسكرية والجوية وغيرها مازال من أهم أسلحة السياسات الخارجية للدول و أنّ أمريكا تقاطع كوبا منذ ما يقارب الستين عاما وتمنع سفر مواطنيها إليها رغم وجود أكثر من مليون أمريكي من أصل كوبي يعيش أغلبهم في ولاية فلوريدا التي تبعد بعد بضعة أميال من شواطئ كوبا، وهي تقاطع إيران لأكثر من ثلاثين سنة وكوريا الشمالية وسوريا وغيرها ، بل المقاطعة سيف سليط تشهره الولايات المتحدة ضد الدول المعارضة لسياساتها.
و هذا الدجل يخالف اعترافات الاسرائيليين أنفسهم الذين يخشون المقاطعة وينزعجون منها أشد الانزعاج و إن كانت جزئية ، حيث ينقل عن وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي قوله :( إذا انتقلت المقاطعة لاماكن أخرى في العالم فسنواجه متاعب جمة)( ).
أما الالتقاط الاسرائيلي فكان سريعا رغم أن البحرين بوضعها العام لا تمثل للاسرائيليين أية نقطة سياسية استراتيجية و أنما يتم الالتقاط ليكون مؤشرا لدفع دول أخرى في المنطقة نحو التوافق وصولا إلى التطبيع و السلام التي ترغب فيه (اسرائيل) بينها و بين (العالم العربي) و يمكن ان تسهم في دفع (عملية السلام) في الشرق الاوسط على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف، فيما نطق مسؤول آخر في الخارجية الاسرائيلية بمزيد من الاستغلال و هو و إن قدّر هذا القرار و لكنه ينتظر التطبيق.
و ليس في البحرين مؤسسات دستورية حقيقية لتمنع أو تناقش ما يبرمه النظام و ما يمضيه و إن كان قرار استراتيجي كهذا فلا يصادق عليه في البرلمان و لا يسمع عنه للمعترضين و لا يُمحص في الصحافة ، و لا مكان لاعتراضات الجمعيات السياسية و مؤسسات المجتمع المدني ، و يتم الكتمان على الاعتراضات الشعبية ، و يقمع و يعذّب أبناء الشيعة المعترضون على الانفتاح مع الصهاينة و لا صوت فوق صوت الاستبداد.
و قد سأل المعترضون ما الذي تجنيه البحرين من اتفاق التجارة الحرة حتى تبدأ بالتنازل و التطبيع كشرط لها ؟ و لماذا تخرج البحرين من الحضيرة العربية و تستفرد بقرارات و هي أصغر دولة عربية ؟ و أليس قرار المقاطعة أحد قرارات مؤتمرات الحضيرة العربية البائسة التي البحرين عضو فيها؟ 
فلم يبق أمام الشعب إلا مقاطعة البضائع الاسرائيلية مباشرة في السوق و كذا مقاطعة التجار و الشركات المستوردة للبضائع الاسرائيلية.
و إذ يقال أنّ البرلمان أو ما يسمى في البحرين المجلس النيابي واجهة مزيّفة و ديمقراطية فاسدة فهذا  مثال واضح لذلك فقد اتخذ قرارا بحظر التعامل مع العدو الصهيونى و لكنه لا قيمة له و لا أثر و كأنّه لم يجتمع و لم يصوّت ، فهذا البرلمان مكون من أربعين شخصا وصل أكثر من نصفهم بدوائر انتخابية ظالمة و بتزويرات و مراكز متنقلة ، و على هذا النيابي مجلس آخر يسمى مجلس الشورى مكون من أربعين شخصا يختارهم كلهم الحاكم ، و الشورى هو الذي يصوّت و يقرر ما يخرج من النيابي!!! و النتيجة هو أن القرار بيد الحاكم و هو عينه الاستبداد، فأيّ فساد أكبر من هذا ؟
استيراد قطع اسلحة (اسرائيلية)
كشفت جريدة السبيل الاردنية المقربة من التيار الاسلامي الاردني بالوثائق عن فضيحة تمس شركة اردنية تقوم بشراء قطع غيار عسكرية اسرائيلية وتوردها الى الجيش البحريني وعدد آخر من الدول العربية ، وقالت الجريدة في تحقيق مطول ان الوثائق الصادرة عن شركة الصناعات الهندسية العربية، ومراسلات داخل الشركة وخارجها، كشفت النقاب عن استمرار التعامل بين الشركة وشركات اسرائيلية، فيما قال مصدر مسؤول في الشركة ان تعاملها مع جهات اسرائيلية يأتي لاعتبارات تجارية بحتة( )، و برر مسؤول في ادارة الشركة قوله أنّ التعامل مع الشركات الاسرائيلية تحكمه المنافسة التجارية والبحث عن أقل الاسعار والقرب الجغرافي الذي يسمح بتوريد احتياجات العطاءات في فترة أقصر بكثير من اللجوء لخيارات أخرى. و ذكر تقرير الصحيفة ان الشركة قامت بتاريخ 20/1/2004  بشراء ألف قطعة مطاط ثابت للآلية العسكرية (M60A3)  من «اسرائيل» بموجب الفاتورة رقم (12- 2004) بسعر (12) دولار للقطعة الواحدة وتزويدها للقوات المسلحة في دولة البحرين، ويؤكد كتاب رئيس قسم المشتريات السابق لرئيس مجلس الادارة ان القطع التي بيعت للبحرين كلها من منشأ اسرائيلي ، فيما تتعهد فاتورة صادرة عن الشركة للقوات المسلحة في البحرين ان القطع هي صناعة اردنية خالصة.
تعيين سفيرة يهودية في واشنطن
تم تعيين اليهودية هدى عزرا  نونو كسفيرة بحرينية في واشنطن في أيار 2008 ، و كانت قد عيّنت في منصب سفيرة في الديوان العام لوزارة الخارجية بقرار سياسي تبعه مباشرة تعيينها سفيرة في عاصمة السياسة الأميركية واشنطن ، و هي سابقة خطيرة في الدول العربية فهي أول دولة عربية تقدم على شغل أحد مقاعدها الدبلوماسية لأحد أفراد الطائفة اليهودية. وكتب موقع حركة حباد علي شبكة الإنترنت يصف نونو بأنها أول دبلوماسية يهودية من دولة عربية تشغل هذا المنصب، و كشف النقاب عن قيامها بأداء الصلوات اليهودية بشكل دائم في المعبد التابع لحركة حباد بواشنطن.
و البحرين لا يوجد بها يهود و انما عائلات يهودية مهاجرة و قيل عائلة واحدة فقط بقيت و هي عائلة نونو التي هاجرت من العراق.
سفيرة الكراهية والتطبيع هذه تقوم بوظيفة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية و هي التزوير والتشويه والتحريض على الكراهية نيابة عن نظام آل خليفة  ضد غالبية الشعب البحريني و بحضور سلمان بن حمد آل خليفة ولي