بدأ الجيش السوري عملية عسكرية جديدة في حي جوبر، شمال العاصمة، حيث شنّ عشرات الغارات الجوية المصحوبة بقصف مدفعي عنيف ضد تجمعات المسلّحين، في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات في ريف القنيطرة في محيط المعبر الحدودي مع الجولان المحتل
على الرغم من عدم توقّف المعارك بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في حي جوبر، شمال العاصمة، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية جديدة، تعتبر الأوسع، عبر جميع المحاور. استفاق المدنيون على أصوات لم تسمع في أنحاء العاصمة وريفها طيلة أعوام الأزمة السورية. وغطّى الدخان الكثيف سماء المنطقة، إثر استهداف 86 مركز تجمع للمسلحين، باستخدام مكثّف للمدفعية السورية، إضافة إلى 22 غارة جوية في اليوم الأول من العملية.
مصدر ميداني أكد لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية أنّ «الجيش سيطر على جامع طيبة وسط الحي، مواصلاً تقدمه في عمق الحي الدمشقي». وبالتزامن مع هجوم الجيش على جوبر، فجّر المسلحون نفقاً تحت مبنى لقوات الجيش، يقع غربي الشركة الخماسية في جوبر، ما أوقع شهيدين و5 جرحى، حسب المصدر. ويضيف المصدر أن «الجيش اكتشف شبكة أنفاق ممتدة تصل برج المعلمين على مشارف جوبر بالبنك الإسلامي داخل الحي، عبر حفر أنفاق مضادة». ويذكر المصدر أنّ خسائر المسلحين «تجاوزت 255 بين قتيل وجريح ومفقود، خلال اليوم الأول من العملية التي استغرق التخطيط لها من قبل الجيش أسبوعين». وكانت الأهداف التي أصابها الجيش تبدأ من مؤازرات المسلحين المتوجهة إلى جوبر في كل من دوما وحرملة والنشابية وعربين ودير العصافير. ويأتي الرد العسكري السوري قاسياً بعد بيان تشكيل القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، تحت قيادة قائد «جيش الإسلام» زهران علوش.
من جهته، ذكر «المرصد السوري» المعارض أن الطائرات السورية استهدفت «أجزاء الحي التي يسيطر عليها المعارضون بـ18 غارة، وأنه استخدم أيضاً المدفعية والصواريخ في القصف»، مشيراً إلى أنه «أكبر استخدام للكثافة النارية وأعنف قصف يشهده حي جوبر منذ سيطرة الكتائب المقاتلة على الجزء الأكبر منه» منذ حوالى سنتين.
«النصرة» تحتجز 43 من قوات حفظ السلام
في موازاة ذلك، تدور اشتباكات عنيفة في محيط المعبر الحدودي مع الجولان المحتل في ريف القنيطرة، لليوم الثاني على التوالي، على الرغم من سيطرة مسلحي «جبهة النصرة» على المعبر. واستطاع الجيش السوري استعادة قرية جبا في ريف المحافظة أمس بعد المعارك العنيفة، في الوقت الذي أكّدت فيه الأمم المتحدة أن مجموعة مسلحة احتجزت 43 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية في الجانب السوري من مرتفعات الجولان المحتل. وقالت المنظمة الدولية في بيان إن 81 جندياً آخرين «لا يستطيعون حالياً مغادرة مواقعهم في محيط قريتي رويحينة وبريقة». من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أنّ «المجموعات الإرهابية المسلحة اختطفت 43 جندياً من قوات الفصل الدولية (أوندوف) في الجولان السوري المحتل». وحمّل البيان «المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها المسؤولية الكاملة عن سلامة الجنود الأمميين المختطفين، وتطالب بالإفراج عنهم فوراً».
المصدر: صحيفة "الاخبار" اللبنانية