2024-11-25 08:01 م

العلاقات القطرية الإسرائيلية

2014-08-24
بقلم : غسّان الأنيس
تحتفظ قطر بعلاقات تجارية و سياسية مع (اسرائيل) و هي الأوقح و إن شئت قلت الأكثر تورطا بين دول الخليج العربية في علاقاتها مع (اسرائيل) و ذلك لعدة أسباب ، و نسب إلى قطر أنها بدأت علاقاتها (شبه العلنية) مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام  1996  و افتتحا المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب ، وتولى حاكم قطر عمل علاقات علنية مع (إسرائيل) على كل الأصعدة من التجارة إلى الأمن وأشياء أخرى.

و صرّح وزير خارجيتها بقناة الجزيرة بعدم إمكانية غلق المكتب التجاري القطري في (اسرائيل) و لا مصلحة قطرية في إغلاقه ، و أنّ السبيل إلى تسوية الأزمة في لبنان والصراعات الأخرى في الشرق الأوسط هو المحادثات المباشرة بين الدول العربية و(إسرائيل) ، ودعا الوزير إلى «ضرورة وجود علاقة بين العرب و(إسرائيل) و ذلك لمصلحة العالم العربي، وأنه مع استقرار المنطقة بوجود دولة إسرائيل).
و يجزم ناشط حقوقي بحريني أنّ التعاطي مع الاسرائيليين و التطبيع معهم و كذا إنشاء قناة الجزيرة كان متفقا عليه مع الأمريكيين قبل الإنقلاب على الحاكم السابق خليفة آل ثاني و مجئ الثنائي للسلطة حمد و حمد ، الحاكم و رئيس مجلس الوزراء ، فما كانت تعمله و تستمر عليه كان صفقة تلتزم السلطة فيها ببنودها.

و جريمة الانقلاب على الحكام الآباء من قبل الأبناء في الدول العربية في الخليج الفارسي تتكرر و تعطي نموذجا لحالات الأحقاد في القصر الواحد بل الأسرة الواحدة بل بين الوالد و ولده، و إذا تصورنا جيدا المشهد حين ينقلب الابن على أبيه و يأخذ الحكم منه و يستعد لأصعب الاحتمالات بما فيها سفك الدماء و العقوق العملي ضد أقرب الناس إليه يسهل علينا حينها أن نتصور خسة و دناءة الصفقات التي تتبع الانقلاب على المستويين الداخلي و الخارجي ، و حينها لا نندهش من دور قطر أو السعودية أو دول الخليج الأخرى التخريبي والفتنوي في الدول و المناطق العربية و الاسلامية.

و جاء في وثيقة لويكيليكس حول العلاقات الإسرائيلية الخليجية في حديث بين المستشار السياسي المدير العام المنوب لشئون الشرق الأوسط ياكوف حاداس الاسرائيلي مع فيلتمان مساعد الأمين العام لشئون الشرق الأدنى الأمريكي ، قال حداس أن هناك إشارات لضغوط مختلفة على القطريين والتي بدأت تؤتي ثمارها. و أشار حاداس إلى أن قطر تستطيع فقط أن تمد غزة بالمساعدات الإنسانية عبر (اسرائيل)، كما أن الدبلوماسيين القطريين المعينين في قنصليتهم بغزة عليهم أن يدخلوا عبر (اسرائيل) بما أن مصر لا تسمح لهم بدخول غزة عبر المعبر. بالنسبة للوقت الراهن، لا يسمح الإسرائيليون لكل من المساعدين القطريين أو الأفراد بأن يعبروا لغزة. و أشار حاداس أيضا إلى أنه قد تمت دعوته لزيارة الدوحة لمناقشة إعادة فتح مكتب التجارة الإسرائيلي، واعتبر حاداس أن ذلك من العلامات الإيجابية. اضاف أننا نحتاج أن نفهم القطريين أنهم لا يمكن أن يتوقعوا عودة التعاون والعلاقات مع (اسرائيل) بدون إعادة فتح المكتب التجاري الإسرائيلي( ). 
وقال المندوب الاسرائيلي للمستشار السياسي للسفارة الأمريكية في تل أبيب منتقدا لطريقة معاملة قطر لإسرائيل منذ عملية غزة إن تغيّر السياسة القطرية تجاه (اسرائيل) بعد عملية غزة قد لا يكون له (علاقة بالتغير الأيديولوجي تجاه المعسكر المتشدد) بل قد لا يكون سوى محاولة لمنافسة السعودية, وكشف في هذا الاطار عن تلقيه دعوة من الدوحة لمناقشة إعادة فتح مكتب التجارة الإسرائيلي( ).

و في  كتاب (قطر وإسرائيل... ملف العلاقات السرية) يربط مؤلفه الدبلوماسى الإسرائيلى ريفيل  بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وبين تسريع نمو العلاقات بين قطر و (اسرائيل) فيقول إن الأمير سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية فى قطر، الأمر الذى وفر حماية أمريكية للإمارة فى مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لا سيما إيران والسعودية( ).

أما عمليا فإنّ السعودية احتلت أراضي حدودية كانت جزءً من قطر و ضمتها إليها غصبا و قسرا ولم تفعل إيران ذلك أبدا ، كما أنّ السعودية لديها نزاعات حدودية مع كل دول الخليج الفارسي العربية الأخرى.
وأشار ريفيل إلى تصريح أدلى به الأمير القطرى الجديد لقناة «ام بى سى»، بعد 3 شهور فقط من توليه الحكم، قال فيه: «هناك خطة لمشروع غاز بين قطر و (إسرائيل) والأردن ويجرى تنفيذها»، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادى المفروض من جانب العرب على (إسرائيل) !

ويدّعي سامى ريفيل إنّ إقبال قطر على التطبيع مع (اسرائيل) ، وتصدير الغاز إليها تحديدا، كانا يستهدفان الترويج عالميا للحقل الشمالى الموجود فى قطر، الذى يوصف بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعى فى العالم، ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب. 
و رأينا أنّ هذا تهريج وتسطيح لفهم العلاقات الاستراتيجية و تبرير غريب لإن صدق فهو أقبح من ذنب التطبيع.
و لكن «ريفيل» يؤكد صعوبة نسج العلاقات القطرية- الإسرائيلية التى شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التى حظى بها من مسؤولين كبار فى قصر الأمير و وزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية كبرى. ويقول: «عملت خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها على تحويلها إلى لاعب مهم فى منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية و حجم سكانها».

ويشير «ريفيل» إلى اتفاق قطرى- إسرائيلى لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها فى مزارع إسرائيلية بوادى عربة، من أجل منافسة منتجات السعودية والإمارات.
ويدّعى «ريفيل» أن التوترات التى شهدتها العلاقات المصرية- القطرية ترجع إلى الضغوط التى مارستها مصر( في عهد مبارك) على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه (اسرائيل)، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لإسرائيل بدلا من مصر، وهى الصفقة التى كانت وما زالت تثير الكثير من الجدل فى الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضا. ويشيد الدبلوماسى الإسرائيلى بالشيخة موزة، قرينة أمير قطر، واصفا إياها بأنها باتت السيدة الأكثر تأثيرا فى العالم العربى، متفوقة بذلك على كل زوجات الرؤساء والملوك العرب! 

تعسا لموزة رضا الاسرائيليين عنها و للمرء أن يتساءل مع (حفظ الكرامة) مالذي قدمته موزة للاسرائيليين مقابل هذا الرضا ؟
و في تقرير نقلته مواقع الكترونية حول الاختراق الإسرائيلي لمنطقة الخليج يعود إلى العام 2003 ذكر أنّ قطر أقامت علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) عبر المكتب القطري التجاري في تل أبيب ، وعقب انتفاضة الأقصى أصدرت قطر بياناً في نوفمبر 2000 أعلنت فيه قرارها بإغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة تحت ضغط دول إسلامية بعدم حضور مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في الدوحة .و لكنه عقب ذلك التقى وزير خارجية الكيان الصهيوني وقتها شلومو بن عامي وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني في باريس ، حيث قال الوزير الإسرائيلي إن الوزير أعلمه أن قطر لم تتخذ قراراً بقطع علاقاتها مع الدولة العبرية ، وتناولت مباحثات الوزيرين استمرار العلاقات بين البلدين ، وقالت صحيفة (هآرتس) إن قطر لم تتخذ قراراً بقطع علاقاتها مع (إسرائيل) كما فعل غيرها من الدول العربية بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، وأكّد أنّ المكتب التجاري الإسرائيلي يمارس أنشطته في العاصمة القطرية.

وفي الاجتماع الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد في الدوحة حضر وزير التجارة الصهيوني روني ميلو الذي رأس الوفد الإسرائيلي، وقال: أن المكاتب التجارية في الخليج جمدت كافة عملياتها لكنها لا تزال تتنفس وعلى قيد الحياة.
و تحدث الوزير الصهيوني عن تبادل تجاري بين (إسرائيل) ودول الخليج مقدراً حجمه بعدة ملايين من الدولارات، وأكد أنّ هناك سلعاً إسرائيلية تدخل أسواق الخليج عن طريق شركات عربية وفلسطينية.
و قال أنّ الوفد الإسرائيلي بالمؤتمر أجرى عدة اتصالات مع بعض الوفود بهدف تحقيق تقدم وعدم عرقلة المشاريع المشتركة مع هذه البلدان. و العمليات التجارية والتعاون الاقتصادي المشترك بين (إسرائيل) ودول الخليج يجب أن تستمر بغض النظر عن مسائل السياسة موضحاً أن السلام يجب أن يقوم على قاعدة الاقتصاد.
و ذكرت معلومات أنّ جامعة كورنيل الأمريكية للدراسات الطبيعية افتتحت فرعاً لها في الدوحة بالاتفاق بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم والتنمية الاجتماعية والجامعة الأم ، و تترأس مجلس المؤسسة القطرية موزة المسند حرم أمير قطر و هي التي عقدت الاتفاق، وقالت: إن فرع الكلية سوف يتجاوز الخلافات الدينية والثقافية وسيكون مثالاً لعولمة سلمية ، وقد سجل في الجامعة 15 طالباً إسرائيلياً.

و لا تمل قطر من التودد للاسرائيليين فهي التي تعيش فوق آبار النفط و الغاز ولكنها بشيخ امارتها حمد آل ثاني يشجع رجال اعمال اسرائيليين على الاستثمار كما ذكرت صحيفة (هآرتس) في مقال بعنوان (ربيع ضبابي)( ). حيث يرى كاتب المقال أن قطر مستعدة أكثر للانفتاح على (الاسرائيليين) و لكنها تعاني نقصا من المبادرين و لو ان (اسرائيل) كانت مبادرة سياسية أيضا لكان الأمير مستعدا لفتح أبواب قطر على مصراعيها( ).
و الاسرائيليون يصولون و يجولون في مؤتمرت تقام على أرض قطر و التي تضاعفت بشكل كبير مثير في السنوات الأخيرة و من بينها المؤتمر السنوي الرابع لـ (منتدى حلف الحضارات) التابع للأمم المتحدة شهر 12/2011 و استقبل القطريون (الاسرائيليين) و من بينهم أساتذة جامعات وصحفيين و (مجموعة نشطاء سلام)( ).
و التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سراً مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم في باريس للحديث عن موضوع السلام الفلسطيني وصفقة التبادل مع جلعاد شاليط( ).

و أبدت دولة قطر استعداها تزويد إسرائيل بالغاز والى مدة غير محدودة وبأسعار رمزية ، بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعى إلى (اسرائيل) من خلال خط الأنابيب المصري الواقع في سيناء بعد أن فجره مجهولون، قامت السلطات القطرية بعملية تزويد سريعة لإسرائيل من خلال ضخ الغاز الطبيعى لها عوضا عن توقف الغاز المصري( ).

 

و قطر تتصرف كالصغير الذي يلعب مع الكبار و يشعر أنه كبير فهي تتناغم مع المشروعات الأمريكية و تستضيف أكبر قواعدها في المنطقة و علاقاتها مع ايران لا زالت جيدة ، و هي تتقدم في التطبيع و العلاقات مع الاسرائيليين و لديها علاقات مع حركة حماس ، ونسبت قناة فضائية مصرية مع فيديو انتشر لاحقا على اليوتيوب أنّ أمير قطر حمد آل ثاني قد بنى مستوطنة (اسرائيلية) دون نفي قطري و دون تأكيد من مصادر أخرى مستقلة ، و هي قطر نفسها التي بنت بيوتا دمرتها الحرب في تموز 2006 في منطقة الجنوب اللبناني.

و تدخل حكام قطر في ليبيا و سوريا مباشرة مثير و غريب و يبدو أنه المرسوم لهم في الجزائر و الأردن أيضا في السنوات القادمة إذا وقعت اضطرابات سياسية و تضخم الأحداث في الكويت عبر قناتها الفضائية الجزيرة و تتتعمد اهمال ثورة البحرين و أحداث شرق الجزيرة العربية و المغرب و كأنها موعودة من الأمريكيين لاحتلال موقع متقدم لمنطقة الشرق الأوسط إن هي خدمت مشاريعهم و قد يكلفها طموحها هلاك حكامها خاصة مع التغيرات السريعة في المنطقة و العالم.
أبعد الله أنظارنا عن يوم شؤم يسير فيه قطيع الحضيرة العربية وراء حمد بن جاسم و واجهة دينية مزيّفة وثورات مختطفة إلى العصابات الصهيونية في (فلسطين المحتلة) و عجّل بفناء أعدائنا.

علاقات و تجارات
دعا وزير خــارجية قطر الدول العربية «للتجاوب مع الخــطوات التي تتخذها إسرائيل» وأشــار إلى أن «العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين قطر وإسرائيل ممكنة حتى قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المناطق ، وكانت قطر وعمان قد أقامتا قبل ذلك علاقات علنية مع إسرائيل( ).

و زار وزير الصناعة والتجارة والتشغيل الاسرائيلي بنيامين بن أليعزر  الدوحة في أيار 2010 ( ).
وبعد وقت قصير من اغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح في دبي مطلع العام 2010 ، عرضت قطر استئناف العلاقات الدبلوماسية معها مقابل السماح لها بتنفيذ مشاريع بنية تحتية في قطاع غزة( ).
و ذكر أنّ التعاون بين قطر والصناعات الأمنية الإسرائيلية قد اوقف في 2011 ، و بعد شهرين أي في أيار 2011  نشر أن رئيسي الحكومتين القطرية والإسرائيلية التقيا في باريس، لكنهما لم يفلحا في اختراق الطريق المسدود في العلاقات بين الدولتين. ورغم ذلك اقتبس عن أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، قوله إن قطر ستواصل علاقاتها مع إسرائيل «طالما بقيت الأخيرة جادة تجاه عملية السلام»، وأشار إلى حقيقة أن قناة الجزيرة تصور إسرائيليين يزورون الدوحة تمثل شهادة على استمرار العلاقات بين الدولتين( ).

و في تشرين الأول 2011 نشر أن إسرائيل تدرس، مرة أخرى، إمكانية استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر في أعقاب ضائقة الغاز الشديدة التي تعيشها شركة الكهرباء الإسرائيلية جراء التشويشات الشديدة في تدفق الغاز من مصر( ).


الوجه و الواجهة الدينية
أما الوجه و الواجهة الدينية في قطر فهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي ذكرت عنه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في مقابلة معه قوله أن الدول ( التي تشهد صعوداً للإسلاميين في الحكم ستتعامل مع الغرب و(اسرائيل) لكنهم لن يقبلوا بالاستضعاف، خاصة أن اسرائيل تفرض سياساتها بالقوة)( ) ، وهو موقف الحكم القطري لطمأنة (الاسرائيليين) و من ورائهم ، وهو موقف متخاذل و صاغر و خطير جدا يجب على القوى الاسلامية الصاعدة للحكم رفضه و عدم الانسياق ورائه أو تبرير مواقفها السياسية مع الكيان الصهيوني على أساسه.
وهو القرضاوي نفسه الذي يقف مع نظام آل خليفة الدكتاتوري القمعي الهمجي ضد الشعب البحريني المظلوم و المقاوم ! لا نعلم ماذا سيكون جوابه أمام الله سبحانه و تعالى يوم القيامة حينما يسئل عن وقوفه مع نظام الفسقة الفجرة قتلة الأنفس المحترمة و مرتكبي الانتهاكات الفظيعة وقطّاع الطرق و اللصوص ضد شعب أعزل مؤمن يطلب حريته وكرامته؟
و بعدما أرسل حزب الله الطائرة الايرانية بدون طيار و حلقت في سماء فلسطين و كشفت الأرض و البحر و أرسلت المعلومات في خطوة كبيرة لم يجرأ كل العربان عملها انتفض الصهاينة و حلفاؤهم و خرج القرضاوي ثانية في خطبة الجمعة  ليوم 12 تشرين الأول 2012  طالبا من المسلمين في الحج الدعاء على الايرانيين و معتبرا ذلك واجبا و وصفها بعدوة العرب، و قرنهم بروسيا و الصين ، و اتهم حزب الله في الأزمة السورية و تحول إلى مهرّج طائفي ، و مالبث أن ذهب إلى الحج فمرض و دخل المستشفى شافاه الله من أمراضه جميعا ما ظهر منها و ما بطن.

و هذا التهريج كان في موسم يذبح فيه الآلاف بل قيل مئات الآلاف من المسلمين في بورما (ميانمار) و يستغيثون ولا من مغيث و أحرقت بيوتهم و اغتصبت نساء منهم و هجّروا   و مورس عليهم التطهير العرقي ، و بالتقسيم الطائفي الذي يتبعه الشيخ القرضاوي فإنّ القتلى سنة ، و القاتل بوذي ، لكنّ ذلك لم يحرّك لسان الشيخ ليطلب و يوجب الدعاء على قتلى المسلمين في ميانمار في الحج.
و منذ سنة 1948 حتى هذا اليوم تنتهك اسرائيل حقوقنا و تنهب أموالنا و تقتل أطفالنا و رجالنا و تسجننا و نساءنا و تشن الحروب ضدنا فتفتك بنا و تسفك دماءنا لكنّ ذلك لا يحرّك لسان الشيخ ليوجب الدعاء ضد الصهاينة ، و لا أعلم من اختاره و نصبه رئيسا لاتحاد علماء المسلمين دون علم المسلمين ، و إذا كان رئيس اتحادهم بهذا المستوى من قلة الوعي و النضج فسلام عليهم.

و لكن أطرف ما قيل فيه و تناقلته مواقع الكترونية و صحافة عربية نهاية شهر آب 2012 هو ما نقل عن طليقته الجزائرية بأنّه عميل للموساد ويتحدث العبرية نطقاً وكتابة و أسرار أخرى و عن علاقاته ولقاءاته السرية مع الموساد الإسرائيلي وزيارته لتل أبيب أوائل عام  2010 ، و لأنّ النقل عن طليقته فذلك يمنعنا من اعتماده او تصديقه( ).


دعوة لاقتران الثورات بالصلح مع (اسرائيل)
و دعا حاكم قطر حمد آل ثاني لاقتران (الربيع العربي) بربيع تسوية مع (إسرائيل)  وقال حمد لدى افتتاحه منتدى اقتصادي في الدوحة في 20 أيار 2012  : ادعو (اسرائيل) لان تتخذ خطوة ايجابية من اجل السلام والعيش المشترك"، على حد قوله( ).


حضور مؤتمر معهد السياسات الاستراتيجية
حضر مستشار دولة قطر سليمان الشيخ المؤتمر السنوي لمعهد السياسات الإستراتيجية الذي عقد في الكيان الاسرائيل تحت عنوان (عين العاصفة (اسرائيل) والشرق الأوسط) ، و حضرت شخصيات عربية أخرى كالاردني الحسن بن طلال والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات.
وفي مقابل ذلك استنكر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص ذلك الحضور و قدم إستقالته من منصب نائب رئيس مجلس أمناء (المؤسسة العربية للديمقراطية في قطر) إحتجاجاً على حضور مستشار دولة قطر سليمان الشيخ المؤتمر و اعتر حضور بعض الشخصيات العربية المؤتمر بأنه (ظاهرة نابية ومستهجنة)( ).


المال و المقر قطري و الضحية الشعب السوري
ذكر باحث سوري في الشؤون الإستراتيجية أنّه تم ضبط أسلحة و قذائف إسرائيلية ومناظير ليلية وصواريخ لاو والشيبون في معارك بابا عمرو  في حمص ، و أنّ الموساد و بلاك ووتر  أشرفا من قطر على عمليات حمص في سوريا ! و أنّ مكتباً تنسيقياً أنشئ في قطر برعاية أميركية – خليجية ، يجمع رجال استخبارات أميركيين وفرنسيين وخليجيين وتحديداً من قطر و السعودية ، إضافة إلى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ (سي آي اي ) و الموساد الإسرائيلي ومن شركة بلاك ووتر و رموز في المجلس السوري الانتقالي. و أنّ صفقة أجرتها قطر مع شركات تسليح إسرائيلية وأميركية، لتسليح المجموعات المسلحة بتمويل خيليجي( ).


السطوة الاعلامية و قلب الحقائق
إنّ السطوة الاعلامية الغربية  بقيادة أمريكا و حفائها الغربيين و توابعها في المنطقة العربية السعوديين و القطريين و أذنابهم هزت الموازين لدى العرب فأصبح التقييم مختلا و تدخلت الطائفية في التقييم فخرج من الموضوعية إلى الهوى و صار يصغّر في مكان و يبالغ فيه في مكان آخر ، فيبالغ فيما يصدر من الرئيس المصري مرسي الذي أظنه رئيسا مؤقتا أو رئيس مرحلة و كذا ما يصدر من الأتراك من مواقف في المنطقة العربية و أعلامها ، و يصغّر ما يصدر من الايرانيين الذين هم مركز الاستهداف الصهيوني و الإمبريالي ، فمصر و تركيا يحتضنان الدبلوماسيين الاسرائيليين و يحميانهم و قنصلياتهم و سفارتيهم و لا يتجرؤون أن يصرّحوا أو يهددوا نظريا بقطع العلاقات مع ( إسرائيل) و يتعاملون معها بشكل رسمي مباشر. 

 

و رسالة الرئيس مرسي المؤرخة في 29 شعبان 1433 هـ ( 19 يوليو 2012 م) تكفي المؤونة فقد بدأها بـ  (عزيزي وصديقي العظيم) و ختمها بــ (صديقكم الوفي) ، وجاء فيها ( صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دوله اسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم )  و قال ( لما لي من شديد الرغبة في ان اطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا) ،  و (لا سيما ان كان لي الشرف بان اعرب لفخامتكم عما اتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد) و قد نشرتها صحيفة (اسرائيلية) و انتشرت في النت ، و ماجاء في الرسالة إما أن يكون صدقا أو يكون نفاقا  و الحمل على حسن الظن هنا يعني النفاق ، و الحال وهنا على وهن ، قال تعالى ( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ)( )، فبماذا نعتذر للشعب الفلسطيني المذبوح و المغتصبة أرضه و المنتهكة حقوقه؟ و ماذا لو كتب الرسالة الرئيس الايراني احمدي نجاد ؟ أو وقف بجانب الاسرائيليين كما يفعل الأتراك في الحزب الاسلامي الحاكم ؟
الايرانيون ثاروا و انتصروا و أغلقوا السفارة الاسرائيلية في طهران و حولوها إلى سفارة فلسطينية منذ 33 سنة ، و دعموا الفلسطينيين و نصروهم و سلّحوهم ، و عادّوا الاسرائيليين و الأمريكيين ، و كلفهم ذلك وسبّب لهم الحصار و العقوبات و التضييق ، و هم يستطيعون ايّما أرادوا رفع كل ذلك بالمهادنة مع الظالمين المستكبرين يمنعهم المبدأ و العقيدة من ذلك ، و هذا هو الفارق بين الايرانيين و غيرهم ، و لكن الاعلام العربي أعور تماما.
لقد كسرت قطر و قناة الجزيرة الحصار الإعلامي الذي قام به العرب  حول الكيان الصهيوني و غيّروا قواعد اللعبة و بعد أكثر من عشر سنوات من تأسيس القناة القطرية و أخواتها الفضائيات العربيات البائسات لم تعد القضية الفلسطينية هي الأولى و المصيرية و المقدسة لكل عربي و لا الصهاينة هم الأعداء ، و كنت أجزم حين شاهدتها بأنّ فكرة إنشائها لم يأت بها العربان لأنهم بعيدون عن مراكز البحوث و الدراسات و خاصة السيكولوجية والنفسية و علوم الإعلام وصناعة الرأي العام و لأنهم لا ينظرون إلى المستقبل و لا يخططون له بل الغرب هو صاحبها .
و أصبح المشاهد العربي المسكين يستقبل في بيته التطبيع العربي (الاسرائيلي) ، و عدم الكره للعدو الصهيوني ، و الاستماع لوجهات النظر الآسرائيلية في الاعلام العربي ، و مشاهدة رجال الساسة الاسرائيليين ، و تقديم الديمقراطية الاسرائيلية ، و الحملات الانتخابية الاسرائيلية .
لقد خدم العرب و بعض قنواتهم الإعلامية الصهيونية أكثر مما خدمها بعض الصهاينة أنفسهم ، حتى وصل الأمر أن يقدم العربان رؤوس بعضهم هدايا لأعدائهم ، و قريبا سيندمون حينما يكتشفون أن الأمر كان سرابا و ستنتهي اللعبة.
و أخطر لعبة لعبها الاعلام العربي هي قضية تمزيق المسلمين و التحريض للاقتتال بينهم و نشر الفتنة بينهم  و التركيز على رجال الفتنة و الشرور و خدمة البلاط لتقديم خضوعهم و خنوعهم، فقد شاركت الجزيرة بشكل مباشر في الدماء التي سفكت في العالم الاسلامي و قامت ببث الفرقة و الفتنة و الأكاذيب ، لقد كانت شاهد الزور الكبير الذي يخدع العرب و يسخر منهم.
و في العراق مثلا أجادت هذا الدور السلبي و نفخت في الفتنة ليلها و نهارها ، و قبل ذلك قدمت القناة المجرم كضحية ، لقد كان من أكبر دكتاتوري الدنيا ، طاغية لا يقاس ، نظام حقير امتهن قتل شعبه و تعذيبه و انتهاك حقوقه و سلب أمواله و هتك أعراضه و اللعب بمقدراته و كرامته ، و لما حمى وطيس الحرب أخرج من حفرة صاغرا و ذليلا ، هذا المشهد قلبه الاعلام العربي عن صدام التكريتي فأصبح ضحية.
ثم خرج عليها شيخها القرضاوي دجّالا بعد القصاص مباشرة ليسخر من عقول العرب ليدخل الطاغية في الجنة لأنه شهد الشهادتين قبل موته ، و بهذا القياس فإنّ كل طغاتنا في الجنة.
و تقوم قناة الجزيرة علنا بالتطبيع عبر استضافتها ساسة و مسؤولين اسرائيليين يشاهدهم ملايين العرب ، كما تقوم بتغطيات واسعة للحروب و الكوارث الاسرائيلية ضد العرب و لكنها لا تقوم بالتغطيات الاعلامية بالزيارات المتبادلة بين الكيان و دولة قطر. 
و حينما زار بيريز قطر كانت قناة الجزيرة الفضائية أحدى محطاته كما نقل ناشطون و لكن لم تخرج الزيارة على شاشتها ، و قيل أنه تفقد اقسامها و أجرت قناة الجزيرة الدولية مقابلة معه ، و بثت صور عن الزيارة في 2007 عبر الانترنت ، و قد عرض ناشطون هذه الصورة لزيارة بيريز للقناة.

 

قناة الجزيرة كان لها دور خفي في تشكيل الرأي العام العربي و هو ما يعبر عنه بقتل عقيدة الحرب و العداء (لأسرائيل) في نفوس العرب و تحويل بوصلة العداء إلى ما تعاديه أمريكا و (إسرائيل) ، و تمارسه القناة بخبث دون أن يعلم كثير من موظفيها و أعلاميها ذلك، و حذفت كثيرا من العروبيين واستبدلتهم بمذهبيين.
أما تغطية الجزيرة في حرب الأيام الثمانية في غزة تشرين الثاني 2012 و كذا وسائل الاعلام السعودية فقد كانت موضع مدح اسرائيلي و وصفتها دوائر سياسية و اعلامية اسرائيلية بالتغطية غير المعادية والمتوازنة، و أنها تفاجأت من تغطية قناة الجزيرة القطرية و الاعلام السعودي للأحداث في غزة( ). و أنّ القنوات التلفزيونية السعودية والقطرية لم تعد تمارس عملية تحريض ضد (اسرائيل) ، واعتبرت الدوائر الاسرائيلية هذا التغيير بأنه من ثمار ما يسمى بـ (الربيع العربي) الذي تديره الولايات المتحدة، وتنفذه ارهابا على الارض السعودية وقطر وتركيا ودول اوروبية، بتنسيق مع اسرائيل الذي تقدم السلاح للعصابات في سوريا( ).

موسم الحج إلى غزة
بينما يتهيأ الحجيج للتلبية و اكمال مراسم الحج قام حاكم أمارة قطر يوم 7 من شهر ذي الحجة 1433هـ( ) بزيارة غزة لعدة ساعات ثم أعلن عن زيارة لحاكم أمارة البحرين بعد اسبوع قبل إلغائها. وقد اختلف الفسطينيون في الزيارة اختلافا كبيرا  وطرفاه بين مؤيد لزيارته و استقباله و بين داع لضربه بالنعال .
وقد اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) زيارة حاكم قطر تهدف إلى الفصل الجغرافي بين الضفة و غزة(  ). و أنّ قطر قامت بتوظيف الإمكانيات الإعلامية والمالية الضخمة في خدمة المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف تدمير بنية الدول العربية وإضعافها وإثارة الفتن والحروب الأهلية في المنطقة العربية مما أودي بحيات مئات الآلاف لغاية الآن ، و ان زيارة أمير قطر غير مرحب بها من قبلنا ومن قبل غالبية أبناء شعبنا الفلسطيني الحر(  ). و كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة قد أكدت سابقا وفي أول السنة الحالية 2012 أن الدور التخريبي لقطر لا يؤهلها للعب دور إيجابي على الساحة الفلسطينية(  ).
و ذكرت صحيفة المنار المقدسية حول الزيارة و أجوائها أسندتها إلى معلومات حصلت عليها أنّ زيارة حاكم مشيخة قطر نوقشت في الدوائر الاسرائيلية والأمريكية و توجت الاتصالات السرية بين الدوحة وتل أبيب بزيارة سرية قام بها رئيس وزراء المشيخة حمد بن جاسم الى ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي ولقائه مع بنيامين نتنياهو وكبار مستشاريه، هذه الزيارة تمت قبل ساعات قليلة من بدء رحلة حاكم المشيخة الى غزة عبر مصر، واستمرت زيارة بن جاسم خمس ساعات كاملة، قبل أن ينتقل الى القاهرة بانتظار وصول أميره( ).
و كتبت صحيفة المنار المقدسية أنّ مصادر أشارت الى أنّ جميع الدول الخليجية قد تلقت تعليمات من الولايات المتحدة، بترتيب زيارات الى غزة، دعما لبرنامجها الذي اوكل الى احد التيارات بتنفيذه( ). و أنّ هذا الحجيج الخليجي الى قطاع غزة ظاهره انساني، ولكنه في الحقيقة تكريس للانقسام في الساحة الفلسطينية، وانشاء كيان فلسطيني مشوه، واسقاط منظمة التحرير (الممثل الشرعي الوحيد) للشعب الفلسطيني. و هذه الزيارات تتم بتنسيق مع (اسرائيل) والولايات المتحدة وما يجري هو حلقة من حلقات الربيع الاطلسي الذي يسميه البعض زورا بالربيع العربي( ). 
و القبول  (الاسرائيلي) بالزيارة و التنسيق تمت ترجمته بما ذكر عن تحليق 12 طائرة اسرائيلية حماية و ترحيبا بزيارة حاكم قطر إلى غزة.

حاكم قطر وسيط العرب و (الاسرائيليين)
أن يقبل الاسرائيليون بحاكم قطر وسيطا بينهم و بين العرب فهذا يعني أنهم يثقون فيه و ينظرون إليه أنّه وسط بين الفريقين ظاهرا ، أما إذا كانوا يمدحونه و يمجدونه فيعني أنهم ينظرون إليه كحليف و صديق.
و هذه كانت نظرة يوسي بيلين، نائب وزير خارجية الكيان الإسرائيلي السابق، حيث اعتبر زيارة حاكم قطر لقطاع غزة، فرصة لأن يتوسط بين الإسرائيليين وحكومة حماس من أجل التوصل إلى تفاهمات على المدى البعيد بين الجانبين. 
ونقلا عن موقع بوابة الشروق ، كتب بيلين، في مقاله بصحيفة (يسرائيل هيوم)، إنّ أمير قطر لا يمكن أن يخاطر باستثماراته الضخمة في قطاع غزة في جولة عسكرية جديدة بين حماس و(اسرائيل) ، وأنّ أكثر ما يميز سياسته هو (البراجماتية)، فهو يستضيف مسؤولين (اسرائيليين) كبار علانية وليس سرًا ، وبنفس الدرجة يستقبل خالد مشعل، وأن يكون صديقًا مقربًا لبشار الأسد ثم يعارضه ، وإنّ حقيقة الشيخ حمد أنه زعيم عربي طموح قادر على أن ينطق باسم (اسرائيل) حتى وهو يتجول في قطاع غزة ، و في حال تشكيل حكومة إسرائيلية بعد الانتخابات القادمة ترغب في دفع المسار السياسي الاستراتيجي، فسيتمكن الشيخ حمد من لعب دور في دفع مبادرة السلام العربية فهو يرغب في ذلك، وسيكون من الصعب على كثير من الزعماء العرب أن يرفضوا ذلك( ).

مساعدات بشرط قطع العلاقات
ذكرت مصادر فلسطينية اجتمعت برئيس الوزراء الفلسطيني هنية بعد زيارة (حمد آل ثاني) لغزة أنّ أمير قطر قال له (عليكم وقف تحالفكم هذا مع ايران عدوة الاسلام والمسلمين إذا اردتم ان تحصلوا على معونات اقتصادية ومالية و وقف القصف الاسرائيلي عليكم).
ونقلت المصادر الفلسطينية عن لسان هنية الشروط التي وضعها أمير قطر:
- وقف التحالف مع ايران.
- بدء المفاوضات مع اسرائيل دون شروط مسبقة.
- الاعتراف بإسرائيل.
- الاعتراف بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) وعدم الاصرار على استعادة الجزء الشرقي منها.
- إعلان وقف الكفاح المسلح والسير بالمفاوضات كخيار وحيد.
و أنّ هنية رفض هذه الشروط و اعتبرها تعني تسليم غزة للإسرائيليين
و انّ الجعبري القائد العسكري في حماس كان من المدافعين عن التحالف مع ايران وحزب الله وسوريا واغتياله يشير الى خطة للتخلص من الجناح العسكري لحماس أو بعض أصحاب القرار داخل هذا الجناح من أجل تطويعه كما حصل مع الجناح العسكري لحركة فتح( ).
بالنسبة لنا فإنّ الأمر واضح لا لبس فيه وهو أنّ الأدوات العربية (للصهيومبريالية) و مثالها قطر تحاول منذ سنوات دعم حركات المقاومة بأموال و مشاريع بهدف اخضاعها لقراراتها و الاملاءات الأمريكية و الاسرائيلية و قد حاولت مع المقاومة اللبنانية من قبل و فشلت ، و قد وقع بعض سياسيى حماس في الفخ المنصوب باغرائهم أو بخديعتهم ، ألا ترى خالد مشعل حينما تسقط صواريخ فجر5  الايرانية على رؤوس المعتدين و تجعلهم يتسولون انهاء الحرب و الهدنة يشكر قطر و تركيا و مصر وهي الدول الحاضنة للدبلوماسيين الاسرائيليين، و حينما يصرّح بأنه منحاز للشعوب ضد الأنظمة الدكتاتورية فإنّ الحديث حول سوريا وليس شعوب الاردن و الجزيرة العربية و البحرين و دول الخليج العربية.

تنسيق قطري تركي (اسرائيلي) في حرب غزة
ذكرت مصدر ملم بالشأن الأمني الإسرائيلي من الداخل أنه خلال العملية العسكرية (عمود السحاب) التي استمرت ثمانية أيام كانت هناك غرفة تنسيق و خطوط هاتفية حمراء تربط القيادة العسكرية و الاستخباراتية الإسرائيلية مع الاستخبارات الأمريكية والقطرية والتركية والمصرية.
و  نشر موقع (المراقب) الاخباري تقريراً سرياً يتضمن وثيقة إسرائيلية عن تنسيق جرى بين قطر وتركيا و(اسرائيل) قبيل شن الحرب على غزة، وانّ هذه الدول كانت تعمل مشتركة لمخطط واسع وبتنسيق دقيق بين أجهزتها المخابراتية.
و خلال زيارة حمد آل ثاني لمصر لدخول قطاع غزة كان يجتمع سرا في الدوحة قادة المنظومات الاستخباراتية من الولايات المتحدة و تركيا و قطر و ممثل عن المخابرات العامة المصرية ، لتقويض ما سمي بمحور طهران دمشق حزب الله حماس والجهاد الإسلامي ،  وتقرر البدء بتنفيذ خطة بيتولى الجانب الإسرائيلي بإجراء عملياتي عسكري ضد قطاع غزة.
و المرحلة الأولى يتولاها سلاح الطيران الإسرائيلي والبحرية الإسرائيلية والهدف هو تدمير شامل وتام للمخزون الصاروخي لدى المنظمات الفلسطينية بحيث يسهل ويسرع من عملية استسلام القطاع أو المطالبة بوقف إطلاق النار عن طريق الاستعانة بكل من مصر وتركيا للتدخل من أجل وقف إطلاق النار وبتدخل أمريكي مباشر.
و وقف إطلاق النار سيكون مشروطا بإنهاء أيّة علاقة بين قطاع غزة وتحديدا حركتي حماس والجهاد بإيران وبحزب الله وسوريا.
 و في حالة عدم إنجاز عملية التدمير الشامل للصواريخ يجري الإعداد لشن هجوم بري كاسح على قطاع غزة، ولكن يسبق الهجوم تصعيد للعمليات الجوية والبحرية والقصف الصاروخي والمدفعي لتحقيق المزيد من إضعاف القدرة الصاروخية وقدرة المنظمات الفلسطينية على المواجهة وتصعيد لحاجتها إلى تدخل تلك الأطراف مصر وتركيا وقطر، قبيل اللجوء إلى الهجوم البري الواسع تتحرك هذه الدول باتجاه قطاع غزة وفي مقدمتها مصر من أجل عرض دور الوساطة والتدخل والتحذير من أنّ عدم استجابة كل من حماس والجهاد الإسلامي لهذه الوساطة فإن هناك كارثة تنتظر الحركتين ، و الهدف اخضاع قطاع غزة لكي تتجه (اسرائيل) بعد ذلك إلى الحدود الشمالية ، إلى حزب الله بإسناد ودعم من هذه الأطراف، و نشر موقع وكالة (ابنا) وثيقة بالعبرية حول هذا التنسيق.
فكانت زيارة حاكم قطر عملية تمويه لما يخطط لقطاع غزة من عدوان إسرائيلي مدعوم إقليميا تركيا قطريا سعوديا ودوليا الولايات المتحدة، و لكن صمود الأهالي و بركة صواريخ الفجر أوقفت المخطط( ).

اجتماع ولي عهد قطر و نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي
نقلت وكالة أنباء ابنا عن موقع مراقب عن حصول اجتماع سري لولي عهد قطر تميم بن حمد  مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي (سليفان شالوم) في المغرب قبل استضافة المغرب لمؤتمر اصدقاء سوريا في 12/12/2012. 
وبحسب المصدر فإنّ سليفان شالوم كان يحمل معه أكثر من رسالة لينقلها إلى الجانب القطري ليتكفل بدوره بنقلها إلى مجلس التعاون الخليجي ، و تتعلق بأوضاع سوريا ، و مصلحة اسرائيلية كبرى في إحداث تغيير داخل سوريا طالما كانت له تداعيات إيجابية على موقف سوريا من (إسرائيل) و يؤدي إلى فك ارتباط سوريا سواء بعلاقاتها مع إيران أو مع حزب الله أو مع من وصفها بالمنظمات الإرهابية الفلسطينية. و  اهتمام (اسرائيل) بالحصول على ضمانات وتأكيدات بأنّ النظام الجديد الذي سيتولى مقاليد الحكم في سوريا سيكون على استعداد لإنهاء حالة الحرب و إقامة علاقات شاملة وتطبيع سياسي واقتصادي وثقافي شامل مع (اسرائيل) ، 
أما الرسائل القطرية التي حملها معه ولي العهد القطري فهي حول اعتزام دول الخليج إقامة علاقات مع (إسرائيل) أكثر اتساعا وأكثر علانية و اعترافها الكامل القانوني والواقعي بإسرائيل بعد سقوط النظام في سوريا وحلول نظام جديد يضم كل أطياف المعارضة. و فك الارتباط مع ايران و حزب الله و الفصائل الفلسطينية، و بعدم السماح لأي تواجد فلسطيني مسلح فوق أراضيها سواء كان مناوئا لإسرائيل أو للدول الغربية التي احتضنت ودعمت المعارضة( ).


قطر تفتح على نفسها الأخبار
و فتحت قطر على نفسها أبواب الأخبار فالبلد صغير المساحة قليل السكان و ليس  له تاريخ كبير و لا حضارة تذكر بل و لا دولة بالمعنى الكامل للكلمة فكيف له ان يلعب دورا مهما في الساحة الاقليمية و في (حضيرة) الدول العربية ، و ارتباطه مع الأميركيين و الاسرائيليين مثير و  وقح ، و أصبحنا نقرأ كل يوم خبرا في الصحافة يتهم قطر بالتواطئ و التآمر.
منها ما ذكر أنّ ( اسرائيل) أجرت اتصالات مع امريكا وقطر قبل 12 ساعة من اغتيال القائد العسكري الجعبري( )، و ذكرت الصحيفة أنّ ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي أجرى مكالمة مع حاكم مشيخة قطر ورئيس وزراء المشيخة وتناولت المكالمة مسألة التهدئة في قطاع غزة، ورحب ديوان نتنياهو بجهود قطر في هذا الاتجاه، وفي ذات الوقت قررت (اسرائيل) للتمويه فتح المعابر، وقام رئيس الاركان بالمشاركة في اطلاق تدريبات عسكرية ، و اتصلت كذلك قبل 12 ساعة من عملية الاغتيال بالادارة الامريكية و أطلعتها أنها بصدد ضرب (هدف حيوي) في غزة، ورحبت واشنطن بذلك ، و سمتها الصحيفة بخطوات لكسب الدعم والاسناد والتمويه( ).
و  أجرى رئيس ديوان رئاسة الوزراء في(اسرائيل) بعد تنفيذ عملية الاغتيال اتصالا هاتفيا آخر مع حاكم مشيخة قطر، وطلب منه العمل على انجاز تهدئة خشية تطورات خطيرة في المنطقة، فقامت الدوحة بالاتصال مع القاهرة وقيادة حماس لتهدئة الموقف ، و ذكرت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي اوروبي أن الجناح العسكري وبعض قادة حماس السياسيين رفضوا الطلب القطري، ومنهم من طلب بقطع علاقات الحركة مع الدوحة ووصفوا حكامها بأنهم عملاء لاسرائيل وينفذون مخططاتها( ).

و منها ما ذكر حول علاقة هدايا أمير المشيخة لقادة حماس و اغتيالهم ،  و أنّ ساعات شيخ قطر التي اهداها لحركة حماس كساعات رولكس واقلام حبر هي التي قادت (اسرائيل) الى تحديد اماكن وجود قادة الحركة العسكريين بدقة متناهية اسفرت عن قتل اهم قائدين عسكريين للحركة في اليوم الاول من الهجوم الاسرائيلي أولهما الجعبري خلال تنقله بسيارة عادية وسط غزة والثاني خلال وجوده في منزل داخل احد المخيمات.
 وان هذه الساعات والأقلام تقوم ببث اشارة لاسلكية الى قمر صناعي اسرائيلي ومن خلالها تمكنت اسرائيل من رصد اماكن وجود القادة العسكريين بدقة شديدة وقتلتهم( ).

و ذكر موقع أن هذا هو السبب الذي جعل الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد نصر الله المعروف بالاحتياطات الامنية لعدم استقبال أمير قطر في زيارتيه إلى لبنان بعد حرب تموز 2006 ، وهو الريبة وعدم الثقة( ) !!
و منها ما ذكرته صحيفة «يديعوت احرونوت» حول مجموعة الشروط التي وقّعت عليها قطر لاستضافة «المونديال»، منها إقناع سوريا بالتخلي عن دعم «المنظمات الإرهابية»، ومتابعة الدعم لجنوب لبنان مما يقرّب امير قطر من حزب الله والسعي لكشف موقع السيد حسن نصر الله من خلال هدايا تقدّم له تساعد على تحديد مكان وجوده عبر الأقمار الصناعية، والضغط على تركيا من اجل مقاطعة سوريا، وإثارة الملف الكردي، وتفعيل دور قناة «الجزيرة» من خلال تغطيتها لملفات حساسة في كافة الدول العربية وفق مخططات تصل من مؤسسات إعلامية أميركية متخصصة بذلك، وإثارة ملفات الفساد في العالم العربي ... ( ).

و منها ما ذكرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) و مواقع عربية و نسبته إلى صحيفة (دي تلغراف) الهولندية عن مصدر امني قطري أنّ الرئيس السوري «بشار الاسد) رفض اثناء الحرب على غزة 2012  لقاء حاكم قطر حمد آل ثاني بعد طلب قدمته قطر عبر أوساط عربية للقاء يجمعهما. و ذكر عن نية قطر انهاء الازمة السورية مقابل التهدئة في غزة وأن يطلب الرئيس الاسد من الحركات الفلسطينية وقف قصف المستوطنات الإسرائيلية مقابل تعهد قطر وتركيا بعدم دعم أيّ من المجموعات السورية المعارضة وتسليم اوراق مهمة من تركيا الى السلطات السورية( ). وهذا ممكن و لكننا نتوقف في تصديقه و في هذا الوقت و لأنّ حكّام قطر لديهم طريق ذهاب فقط دون خط رجعة و هو من أكبر أخطائهم الاستراتيجية.

و منها ما نسب إلى مسؤول قطري تقدم بطلب لجوء سياسي الى دولة فنزويلا قوله انّ دولة قطر لديها تعليمات من الحكومة الاسرائيلية، باشعال الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وهذا جزء من مخطط اميركا في الشرق الاوسط وأهمه توتير الوضع في سوريا ولبنان والاردن( ). و أنّ لدى قطر غرفة عمليات مشتركة تضم ضباطا امنيين اسرائيليين لمتابعة الوضع في سوريا عبر تركيا( ).
ومنها ما ذكر من تعاون استخباري قطري اسرائيلي خلال حرب لبنان 2006 ، و ذكرت اسبوعية (المنار) الفلسطينية نقلا عن مصادر مطلعة أن قطر شاركت الكيان الاسرائيلي في حربه على لبنان عام 2006، من خلال تمويل شبكات استخبارية زرعتها في الساحة اللبنانية بتنسيق مع جهات لبنانية ممولة من جانب الامير السعودي بندر بن سلطان( ). 
  وقالت المصادر السياسية مستندة الى تقارير استخبارية غربية وأمريكية بشكل خاص أن هذه الخلايا الاستخبارية القطرية كانت تزود كيان الاحتلال بمعلومات عن أماكن تواجد قيادات ومؤسسات حزب الله، وأن رئيس الوزراء القطري الحالي حمد بن جاسم التقى سرا مسؤولين اسرائيليين ثلاث مرات عشية الحرب وخلالها، وابدى استعداده لتمويل الحرب ماليا ودفع ثمن أية اسلحة تبتاعها (اسرائيل) من أيّة جهة كانت( ) .
و منها ما ذكرته صحيفة المنار و نسبته إلى دوائر سياسية نقلا عن تقارير استخبارية، اتفاق قطر مع سلطات الاحتلال على اسقاط السلطة الفلسطينية أو ارباكها اذا ما خالفت ما تخطط له (اسرائيل) وامريكا بالنسبة للصراع في المنطقة، وخلق فوضى في مصر وسوريا والاردن( ) .

و منها ما نقل عن تورط آل ثاني في التجسس على الجزائريين لصالح  (اسرائيل) فقد كتب موقع أوقات الشام عن مصادر جزائرية مطلعة أن مؤسسة الهاتف النقال القطرية المستثمرة بالجزائر (الوطنية للاتصالات(نجمة)) متورّطة في التجسّس على الحياة الخاصة للجزائريين، وذلك من خلال تعمّدها بيع أشرطة مكالمات مشتركيها لمراكز دراسات غربية منها مراكز سويدية، وهي مراكز استخباراتية في السر وأكاديمية في العلن، وتدير هذه المراكز بحسب تلك المصادر لوبيات إسرائيلية( ).
و منها الحديث عن استثمارات قطرية في (إسرائيل).


تفسير سلوك حكّام قطر
لماذا قطر تسير في هذا السلوك ؟ و تقف ضد أنظمة عربية بالمال و الاعلام ؟ معرفة الحقيقة لن تطول و سرعان ما يكشف الغطاء ، سواء كان بالتحالف القطري مع الامبرياليين و الصهيونيين ، و بخطط يكون فيها حكّام قطر ولاة أمر لا يجوز عصيانهم في المنطقة العربية  و الاسلامية ، كما يسّوق الرجعيون لولاة الأمر و إن كانوا فسقة فجرة ، أو بابتزازها بفضائحها ،  أو بتصييرها دولة كبرى في المنطقة بعد اقتطاع جزءً من أرض الجزيرة العربية بعضه حق مسلوب من أرضها القطرية و آخر بعد تقسيم الجزيرة العربية التي يقع تحت أمرة حكّام السعودية وهي مرحلة متأخرة من سلسلة التواطئ القطري مع (الامبرياصهيونية).
هذا التقسيم و التآمر يشير إليه بعض أبناء آل سعود فالابن رقم 18 طلال بن عبد العزيز آل سعود الذي يعيش حالة صراع الحك