2024-11-24 09:58 م

الملهاة الإنسانية .. تضليل ٌ إعلامي وقتل الإنسان للإنسان

2014-05-07
بقلم: المهندس ميشال كلاغاصي
لطالما كان الإنسان عدو الإنسان وقاتله .... فمنذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض واجه العديد من المنافسين على خيراتها من ماء وغذاء و مأوى .. وواجه تحديات طالت وجوده و بقائه .. فراح يفكر و يبحث و ُينتج أدواته ووسائله التي تعينه و تمكّنه من البقاء و الفوز بغنائم وهبات الأرض عبر مسيرة ٍ لم تكن لتخلو من المغامرات و المخاطر و العذاب . ومع مرور الزمن , استطاع حسم المعركة لصالحه , و أصبح سيد الأرض و بإمتياز .. و لكن بقي السؤال.. هل انتهت صراعاته و معاركه ..؟ و غدا بلا أعداء ..؟ و أصبح وجوده اّمنا ً ..؟ . للأسف .. فقد وجد نفسه على أعتاب مرحلة جديدة من الصراعات و الحروب .. ووقف وجها ً لوجه أمام عدوه الجديد ألا و هو الإنسان نفسه ثانية ً ..!! لقد تنوعت أسباب الصراع الجديد , ووصلت لدرجة ٍ من التعقيد تبلورت فيها صفات الجشع و الطمع و حب السيطرة و الهيمنة .. في بعض النفوس .. فانقسم العالم بين عاقل ٍ مسالم , و اّخر شرير و ذو أطماع و شهوات و رغبات تفوق حاجته و إمكاناته و مقدراته .. فلبس الشر و الشرير و بحث عن السيطرة على العالم من جديد .. و اتخذ الصراع شكل الإعتداء و السطوة و العنف و القتل . فاستخدم الشرير الذكاء و الكذب و الخداع كوسائل رادعة للقيم الإنسانية و التعاليم الإلهية .. فكسر القيم و انتحل الدين و اختبىء تحت عبائته , و استعمل عقله و ذكاؤه لتطوير أدوات شره المختلفة . هذه الصراعات ولدّت الحروب و جعلت بعض الشعوب تتفوق على غيرها بفضل قساوة قلوبها و ما امتلكته من أسلحة ٍ و أدوات شر .. فتعاظم الشر بين البشر و سطت دول ٌ و شعوب و كيانات و عصابات على باقي البشر . و بين مدافع ٍ عن الحقوق و النفس .. و شرير ٍ طامع ٍ , بقي العامل المشترك بينهما .. قتل الإنسان للإنسان .. وخوفا ً من خسارة المعركة صنّع الإنسان اّلات قتل ٍ لا تخطر على بال . لقد تطلّب الصراع الطويل حشد الجنود و المؤيدين .. و أصبح البحث الدائم عن المنتسبين الجدد هدفا ً و غاية . فتعاظمت أهمية وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها .. و تبلور مفهوم الإعلام المسيس لجلب المؤيدين الجدد أو حتى سرقتهم من الطرف الاّخر . لقد أثرت و تحكّمت وسائل الإعلام – الى حد بعيد – في مواقف و معتقدات البشر و حددت سلوكياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر .. فقد لجأ سائسي العقول الى استخدام معنى ً زائف للأفكار التي يرفضها الناس بإرادتهم ووعيهم عن طريق أفكار ٍ مموهة و مضللة فأصبحنا في زمن ٍ تروج فيه صناعة العقول و غسيلها و تعليبها . لقد تحولت تكنولوجيا تضليل العقول الى استراتيجيا تستخدمها – بعض - الدول لتمرير سياساتها , و غدت معها أجهزتها الإعلامية جاهزة تماما ً للإضطلاع بدور فعال حاسم في عملية التضليل .. عن طريق إخفاء حقيقتها في ظل رعاية ٍ تبدو في ظاهرها معتدلة أو طبيعية . لقد ّركزت عمليات التضليل اّلياتها على طبيعة عقل الإنسان ( واعي – باطن – لا واعي ) , و انتشرت المعاهد العلمية و كثرت الأبحاث في هذا الشأن , وقد توصلت إحدى الدراسات الى أنه باستخدام سرعة 1300 من الثانية في عرض الصور يمكنها أن تمرر رسائل أو صور على شكل وميض , و بالرغم من أن الأشخاص لا يرونها .. لكنهم يتجاوبون معها لا إراديا ً ( تجارب العالم جيمس فيكري ) , الذي ُ اعتبر صاحب الرسائل الخفية في الصور و الأفلام و الإعلانات و حتى الراديو , إذ تستطيع هذه الرسائل أن تؤثر على قناعاتنا دون أي شعور ٍ منّا . فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي دأب العلماء ( تيسلا , أنشتاين , ماركوني , بوهاريتش ,.... ) على تطوير هذه التقنيات , و دخلت الولايات المتحدة الأمريكية هذا المجال و أقامت الأبحاث المتعددة فيما يسمى " التقنيات العسكرية السرّية " , ومما تسرّب عنها تلك التجارب التي ُأجريت على السفينة الحربية " بريدج " عام 1943 التي اختفت في ميناء فيلادلفيا .. و ظهرت في سواحل نورثفولك في فرجينيا , و بمجرد إنتهاء التجربة عادت الى الظهور في مكانها الأصلي . كما انتشرت الأبحاث التي اعتمدت على الترددات الشديدة الإنخفاض ELF و ELV . فقد تمكن العالم ماركوني عام 1936 من إثبات قدرتها على اختراق الحواجز المعدنية و تعطيل المحركات و التجهيزات الكهربائية . كذلك توصل العالم بوهاريتش لإكتشاف ترددات تجعل الإنسان يشعر بالسعادة و الإنسجام مع المحيط .. و أخرى تجعله عدواني و ذو سلوك تخريبي .. و بعضها الاّخر يجعله مكتئبا ً محبطا ً و يرتفع ميله للإنتحار . في حين تمكن العالم كارل ساندرز من تطوير شرائح و رقاقات الكترونية صغيرة ُتزرع تحت الجلد في الساعد أو المعصم أو خلف الرقبة .. إذ تستطيع هذه الرقاقات أن ُتغني الإنسان عن حمل النقود , و تقوم بكافة التحويلات المالية عن طريق اعتماد اّلية بصمة الكف أو الساعد , و يمكن استعمالها كهوية تحمل كافة المعلومات الشخصية . لقد تطورت برامج التحكم بالعقول لدرجة ٍ لا توصف .. و هي أقرب الى الخيال , إذ يصعب تصديقها كبرنامج MK – ULTRA و برنامج MONARCH . حيث تعمل هذه البرامج على إزالة الشخصية الحقيقية للأشخاص عن طريق معالجة كهربائية خاصة للعقول فتجعل الناس مهوسين بأفكار معينة .. كما يحدث في برمجة الإنتحاريين الذين ُيستخدمون للإغتيالات .. و في الإستحواذ الكامل على تفكير النساء و الأطفال لإشباع رغبات أشخاص ٍ شاذين جنسيا ً و سياسيين و مجرمين و عبدة شيطان .. لضمان الطاعة المطلقة و لتنفيذ المهمات الخاصة التي لا يمكن لعاقل تنفيذها و انجازها . اخوتي .. لقد دخلت وسائل الإعلام بيوتنا و حياتنا .. و أدخلت معها أدوات شرّها تحت عنوان العولمة و الحداثة .... و لم يتنبّه الكثيرون لمخاطرها و غاياتها , فبتنا نرى لدى أجيالنا الشابة خصوصا ً سلوكيات غريبة و أفكار بعيدة عن واقعنا و ثقافتنا .. إنهم يحاولون سرقة عقولنا و أولادنا و تاريخنا و معتقداتنا .. لنكون " الإنسان " و " الثائر " و " المثقف " و " السياسي " الذي يريدون .. و تراهم يخططون و يرسمون حياتنا و مستقبلنا و مستقبل أوطاننا .. WAKE UP .