2024-11-30 02:39 م

تبديلات في جيش إسرائيل.. تمهيداً لخليفة غانتس

2014-04-26
تل أبيب/ صادق وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون على تشكيلة التعيينات الجديدة في هيئة أركان الجيش، التي ستحدد صورة القيادة العسكرية في عهد ما بعد رئيس الأركان الجنرال بني غانتس.
واعتبر تعيين الجنرال أفيف كوخافي، الذي يرأس حالياً شعبة الاستخبارات العسكرية، قائداً للجبهة الشمالية الخطوة الأبرز نحو ترشيحه لاحقاً لمنصب نائب رئيس الأركان. وفي كل حال فإن التعيينات الجديدة ليست مجرد تغييرات شخصية بقدر ما تشير إلى رؤية مستقبلية لتطورات الأوضاع وهي ستدخل حيز التنفيذ في الصيف المقبل.
وأشار المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل إلى أن سلسلة التعيينات التي توافق عليها وزير الدفاع ورئيس الأركان ستبلور صورة هيئة الأركان في الولاية المقبلة لمن سيرأس الهيئة بعد غانتس، الذي ينهي ولايته في شباط العام 2015.
وفي كل حال، فإن أهم حلقتين في سلسلة التعيينات الجديدة هما اختيار كوخافي لقيادة الجبهة الشمالية والجنرال هرتسي ليفي لقيادة شعبة الاستخبارات. ومن المقرر أن تكتمل باقي التعيينات قبل أربعة أو خمسة أشهر من انتهاء ولاية غانتس.
تجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي شهدت في الولاية السابقة هزات شديدة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد القيادي. فقد تم تعيين رئيس للأركان ثم تغيير هذا التعيين قبل تنفيذه وإعادة ضابط استقال ليتولى رئاسة الأركان. غير أن ما يُعرف بفضيحة «هرباز» حيث تم التآمر داخل الجيش بين قيادات عليا من أجل منع تعيين يؤاف غالانت رئيساً للأركان لم تنته بعد. فالقضاء الإسرائيلي قد يستدعي قريباً رئيس الأركان السابق الجنرال غابي أشكنازي للتحقيق، وربما تقديمه للمحاكمة في قضية التآمر هذه.
وبالرغم من أن التقديرات تتحدث عن أن نائب رئيس الأركان الحالي الجنرال غادي آيزنكوت هو المرشح الأوفر حظاً لخلافة غانتس، إلا أن البعض يشير إلى احتمال تأثير قضية «هرباز» على فرصه. ومعروف أنه كان صديقاً لأشكنازي واطلع على الوثيقة المزورة التي أعدها متآمرون على تعيين غالانت.
ومعروف أيضاً، أن نائب رئيس الأركان السابق الجنرال يائير نافيه يعتبر مرشحاً لخلافة غانتس، إلا أن المعلقين يعتبرون أن فرصته ضعيفة جداً مع يعلون. ويعتقد كثيرون أنه لأسباب مختلفة قد يبادر يعلون بمطالبة الحكومة للمصادقة على تمديد ولاية الجنرال غانتس لعام خامس.
وفي جميع الأحوال، فإن قضية التوتر على الجبهة الشمالية واحتمال حدوث تطورات فيها بسبب الأزمة السورية كانت واردة في التعيينات. وما اختيار أفيف كوخافي، الذي ترأس الاستخبارات العسكرية في ظروف «الربيع العربي» قائداً للجبهة الشمالية إلا تعبير عن هذا الاهتمام.
وقد أشار عاموس هارئيل إلى أن تعيين كوخافي في قيادة الجبهة الشمالية هو ترشيح له لرئاسة الأركان ليس في الولاية المقبلة وإنما بعدها. فقد راكم كوخافي خبرة في الاستخبارات وقبلها في سلاح المظليين، وعليه جمع خبرة في قيادة المنطقة الأشد حساسية في الجولان ولبنان.
أما اختيار هرتسي ليفي لقيادة شعبة الاستخبارات فينبع من حقيقة دأب الجيش الإسرائيلي على اتباعها، وهي تعيين ضابط ميداني من القوات البرية وليس ضابط استخبارات في هذا المنصب. وكانت المنافسة حول هذا المنصب قد دارت بين ليفي وقائد الجبهة الوسطى نيتسان ألون، وكلاهما سبق أن قاد وحدة النخبة في هيئة الأركان المعروفة باسم «سييرت متكال». كما سبق وخدم الاثنان كقادة ألوية في لبنان. وربما من أجل إبقاء ألون في الجيش سيتم تعويضه عن هذا المنصب بتعيينه قائداً لشعبة التخطيط.
وهناك تعيينان جديدان آخران، هما ترفيع اثنين من حملة رتبة عميد إلى رتبة لواء. والأول هو العميد حاجاي طوبلونسكي، وهو طيار حربي، سيتولى رئاسة شعبة القوى البشرية. والثاني العميد يوسي بخار، مظلي، سيتولى قيادة الفوج الشمالي المكلف حالياً بالاستعداد للحرب في سوريا.
عموماً، سيتم تسريح اثنين من كبار الضباط في الجيش وهما رئيس شعبة القوى البشرية الحالي الجنرال أورنا باربيباي، وهي أول إمرأة في هيئة الأركان، وكذلك قائد الفوج الشمالي الجنرال غرشون هكوهين. ومن المتوقع أن يتنافس قائد الجبهة الشمالية الحالي الجنرال يائير جولان على منصب نائب رئيس الأركان، مطلع العام المقبل.
وفي ظل التقليصات التي يجريها الجيش الإسرائيلي على قوامه لأسباب مالية، هناك دعوات إلى تقليص عديد القادة في هيئة الأركان عبر دمج بعض القيادات. ولاحظ البعض أن رئاسة الأركان الإسرائيلية الجديدة تخلو من أي ضابط شارك في حرب تشرين، إلا واحداً، الأمر الذي يدلل على تغيير كبير في الأجيال.
وأياً يكن الحال، فإن في إسرائيل ظاهرة تعرف بـ«حرب الجنرالات»، وهي حرب تعقب عادة التعيينات، حيث يبادر عدد من الخائب أملهم بتقديم استقالاتهم، الأمر الذي يحدث في العادة نوعاً من الهزة. ولكن يبدو أن تعيينات هذه المرة ستكون بين المرات القليلة التي لم تقع فيها مثل هذه الهزات.
المصدر: صحيفة "السفير" اللبنانية