2024-11-24 07:58 م

الفساد أخطر من الإرهاب و بالعمل و العلم سيتم اقتلاعه من الجذور

2014-04-04
بقلم : دنيز نجم
تراكم الفساد كان أحد أهم الركائز التي اعتمد عليها الصهاينة في إشعال فتيل الحرب في سورية, و كان هو الشرارة التي اندلعت منها ثورة الحرية الدموية التي راحت تحارب النظام السوري لإسقاطه و إسقاط سورية معه. الكثيرون حاربوا النظام السوري على أنه هو السبب الرئيسي لوجود الفساد و تراكمه و نسوا أن الشعب هو جزء لا يتجزأ من هذا النظام و أنه شريك بهذا الفساد لأن الشعب العربي بشكل عام يكره النظام و يعشق الفوضى, ليس لأنه يحب الفوضى بل لأنه تعود عليها, و هو يتوارثها من جيل إلى جيل. و قد انتشر على ساحة الإعلام الكثير من أقلام النخب الثقافية التي تحارب الفساد, و كل نخبة ثقافية تحاربه بأسلوبها, و لكن محاربة الفساد لن تجدي نفعاً لأنها تحارب الفاسدين و لا تعير أي اهتمام للجيل الصاعد الذي بدوره سيتبنى أفكار الفاسدين في مجتمعه و قد يطبقها, و بهذا ستتوارث الأجيال الفساد جيلاً بعد آخر و كأنه جزءاً من تاريخ العرب. لقد كان للفوضى دور كبير في تراكم الفساد حتى من قبل بدء الأزمة بسورية بزمن طويل, و هذا ناتج عن عدم تطبيق النظام بحذافيره من الشعب سواء كان الشعب السوري أو الشعوب العربية بشكل عام, و لإقتلاع الفساد من جذوره لا بد من وجود مخطط جديد لبناء سورية الحديثة بطريقة علمانية خالية من شوائب الفساد بالإعتماد الكلي على العمل و العلم, لكي يكون الجيل الصاعد عنصراً فعالاً في بناء سورية الحضارية و لكي نسد الثغرات التي استغلها الصهاينة لينشروا من خلالها ثقافتهم الدموية و اللأخلاقية المتمثلة بشعاراتهم المغلفة بالحرية و الديمقراطية و التي كانت هي الشرارة التي انطلقت منها الحرب الكونية على سورية. المخطط الجديد لبناء سورية الحديثة يعتمد على وضع منهج جديد للعمل يلغي الفوضى و يجعل الجميع مجبرين أن يطبقوا القانون بأسلوب دبلوماسي علماني منطقي حديث. 1- أن يكون هناك قسم في الدولة يهتم بشؤون العمال و يعمل على خدمة العامل ليحفظ حقوقه كاملة و من أهم وظائف هذا القسم في الدولة أن يقوم بخصم 10 بالمئة من راتب الموظف و يحتفظ به إلى حين يتم خسارة الموظف لعمله, إما لأسباب صحية أو طرده من العمل, أو أنهم استغنوا عن خدماته لأسباب قتصادية أو غيرها. و هنا يبدأ دور هذا القسم بأن يقدم للعامل الذي خسر عمله تعويضاً عن راتبه بنسبة أقلها تكون 50 بالمئة لمدة أكثرها أربعة شهور شرط أن يكون قد التزم العامل بعمله على الأقل لمدة ستة شهور لكي يحصل على هذا النوع من التعويض, و هذه الطريقة تعتبر مساهمة لدعم اقتصاد سورية من الداخل و دعم العامل نفسياً بتشجيعه على العمل بأن حقوقه ستكون محفوظة في حال خسر عمله, و بهذا يضمن العامل أن يعيش مستوراً في حال خسر عمله و لا ينتهي به الحال لأن يقوم بأعمال مخربة كي يحصل على لقمة العيش (كالسرقة أو القيام بأعمال إجرامية). 2- الراتب يعتمد على الدفع بالساعة و ليس بالشهر أو الاسبوع, و القبض للراتب يكون كل اسبوعين لأن هذه الطريقة ستفرض على العامل أن يلتزم بساعات دوامه و إلا سيخسر من مرتبه, و هذا سيفرض على جميع العمال الإلتزام بساعات الدوام و سيخفف من الفوضى بين العمال و يسرع في عملية الإنتاج. 3- تغيير نظام الدوام على أن يبدأ في الصباح و ينتهي بعد الظهر لكي يكون العامل بحالة نشاط كامل. 4- الإعتماد الكلي على البريد الداخلي في المعاملات و هذا ما سيلغي من التعامل المباشر مع أي شخص كان و يلغي ما يسمى بكرت الواسطة و المصالح و الرشاوي, فعلى سبيل المثال تجديد جواز السفر الذي يتم عن طريق الواسطة للسرعة, فإن حددت الدولة رسومات معينة ينتهي بها الطلب بثلاثة أيام تكون قد قضت على المرتشي و الفاسد لأن كل شيء يتم عن طريق البريد و ليس عن طريق أشخاص, و أيضاً تكون ساهمت بدعم اقتصاد البلد, فبدلاً من أن يدفع المواطن الرشوة لتنتهي معاملته بسرعة يدفعها رسومات للدولة تساهم في دعم اقتصاد الوطن و تزيد من ثقة المواطن بالدولة و يلتغي وجود المرتشي بإنتهاء مهمته في إنهاء أي معاملة بسرعة لإستغلال المواطن. 5- الإعتماد الكلي على أجهزة الكومبيوتر في جميع المكاتب الحكومية لأنها تختصر الوقت و تحتفظ بالسجلات بشكل منتظم. 6- الإعتماد على البريد الإلكتروني في تعبئة الطلبات و هذا سيسهل في الإجراءات لأي معاملة و يتم الإستغناء عن الوسيط في الذي يستغل المواطن بالإحتكاك المباشر معه. 7- إدخال دروس الكومبيوتر في المنهج الدراسي للأطفال لكي يستعدوا لتلقي العلم الحديث بشكل سليم و بإرشاد من المدرسين, و هذا ما سيساعد في تنمية عقل الطفل و توعيته لأنه هو الجيل الصاعد الذي سيبني سورية و يطورها و يحافظ عليها. 8- إعطاء الفرص للجيل الصاعد في المشاركة ببناء سورية و الإعتماد عليه و تسليمه مناصب في الدولة لأنه يحمل الفكر العلماني الحديث الذي تحتاجه سورية لتنهض حضارياً من جديد. 9- من وظائف هذا القسم أيضاً هو الإهتمام بالمعاقين جسدياً لتعليمهم و توظيفهم, لأن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر و ليست إعاقة الجسد. 10- تسهيل المواصلات للعمال و الطلاب في الفترة الصباحية و عند انتهاء الدوام بشكل منظم. 11- أن تكون المكاتب في الدوائر الحكومية عبارة عن بناء حديث كغرقة كبيرة يُفصل كل مكتب عن الآخر بنصف حائط بحيث تسمع الأصوات التي تدور في مكتب أي منهم و هذا ما سيقلل من الإغراءات التي يتعرض لها العامل أو بالعكس سواء من مدير أو من أي شخص يدخل المكتب. 12- الإهتمام بالطلاب الأذكياء الذين يعتبرون نابغة بفتح مدرسة خاصة لهم تهتم بدراستهم التي ستعود بالفائدة على الدولة سواء بإختراعاتهم أو بأفكارهم التكنولوجية الحضارية. 13- المنحة الدراسية في الخارج يجب أن تكون الموافقة عليها من السيد الرئيس بعد أن يطلع عليها و يثبت موافقته بتوقيعه لكي يتم الحدّ من استغلال أصحاب المراكز السياسية من منحها لأبنائهم أو التلاعب بالأوراق و الشهادات لمنحها لأشخاص لا يستحقونها بل يستخدمونها لتكون فرصة ذهبية للسياحة في الخارج على حساب الدولة, فهذا يحمي ميزانية الدولة من بعض المسؤولين الفاسدين و المرتشين, فهناك الكثيرين من الذين سافروا إلى الخارج بمنحة دراسية من الدولة و لم يعودوا إلى الوطن, و هذه تعتبر خسارة للدولة في طاقاتها البشرية و في ميزانيتها. 14- يمنع منعاً باتاً تسليم أي رئيس سابق مركزاً جديداً لأن المركز يعتمد على الكفاءة الدراسية و لأن المنصب يحتاج لأشخاص جدد بفكر جديد, و تبديل المنصب لأي مسؤول يقع على عاتق الدولة. 15- فتح قسم للشكاوي ضد أي فاسد في الوطن و القيام بالإجراءات القانونية ضده إن اكتملت الأدلة أو الشهود ليكون عبرة لغيره و لكي يشجعوا المواطن على رفض الفساد الذي عاشه و تعايش معه حتى بات يخنقه. 16- بناء مشاريع سكنية من قبل الدولة للمواطنين ذوي الدخل المحدود لكي تساعدهم على المعيشة, و توفر لشباب هذا الجيل المسكن الملائم لظروفهم المادية ليحققوا أحلامهم و تطلعاتهم في وطنهم و التي تبدأ بالإرتباط من أجل الإستقرار ليكونوا عضواً نافعاً فعالاً بناءً في المجتمع يحاول أن يبني بدلاً من أن يخرب و يكون عالة على غيره. عندما يطبق نظام كهذا ستنتهي الفوضى و سيجبر الجميع على الإلتزام بتطبيق القوانين و النظام, فمن لا يحب النظام فهو بالتالي يعشق الفوضى التي هي أساس لكل خراب في أي مجتمع, و الفوضى تلغي العدالة و المساواة التي نحلم بها جميعنا في وطننا العربي. و الغريب أن الشعوب العربية تعشق الفوضى في الوطن العربي, و لكنها حين تتواجد في الدول الأجنبية فهي أول من يطبق النظام, لأنها ترفض الفوضى و لكنها تعودت عليها و تحب النظام, لكن تريد من الجميع أن يطبقه و يحترمه, و هذا ما يجعلنا نلاحظ أن غالبية العرب المغتربين عندما يعودن إلى وطنهم الأم يتصرفون بنفس الفوضى الموجودة بمجتمعهم, و عندما يغادروا وطنهم الأم يعودون لتطبيق النظام في الدول الأجنبية, لأن تلك الدول تجبرهم على تطبيق النظام الذي يسري على الصغير قبل الكبير. الفوضى هي السبب الرئيسي في تراكم الفساد, و محاربة الفساد لا تكفي لبناء مجتمع جديد علماني بل يجب اقتلاعه من الجذور, و هذا لن يتم إلا بالعمل و العلم و تطبيق النظام لأنه هو القانون و هو الذي يحقق العدل و المساواة بين أبناء الشعب الواحد, و سورية دولة عظيمة بشعبها الجبار الصامد صمود الأنبياء على الموت الذي يحيط به من جميع الجهات و عظيمة بجيشها العقائدي الذي يضحي بأغلى ما يملك في سبيل تحريرها من العصابات الهمجية التي حاولت و ما زالت تحاول إسقاطها و قادتها العظام المحنكين سياسياً الذين يسيرون بنا إلى شط الأمان, و لكن علينا العمل جميعاً كثالوث مقدس واحد لكي نقتلع الفساد من جذوره و نحرر عقولنا و نطمر الثغرات, كي لا يتم استغلالها في المستقبل من أي جهة ضد وطننا الغالي سورية الأسد قلب العروبة النابض بالمقاومة.