2024-11-30 06:35 م

الجربا.. "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس"

2014-02-10
زينب عواضة

"اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" شعاراتخذه جوزيف غوبلز (وزير الدعاية في الحكومة النازية) ايام هتلر ليترجمه احمد الجربا اليوم بكل الوان الكذب المبرمج والمفبرك ميدانياً محلياً اقليماً ودولياً... بدأ الجربا ظهوره في مقابلته التلفزيونية بطريقة استعراضية لانجازاته اثناء زيارته لروسيا، وحاول الايحاء بان الجانب الروسي بدا مهتما لامره ومستمعاً الى حد التفاعل ليخرج من بعدها الى استعراض أيضاً لموقف الصين في محاولة للايحاء بأنه الساحر الذي اثَّربشكل عجيب على روسيا والصين تجاه موقفهما من الازمة السورية.. اما عن زيارة ايران فكان رده ان تسحب ايران دعمها لحزب الله، وكأن روسيا لا تدعم الجيش السوري بنفس القوة!!!

بدا واضحاً ان الجربا اراد ان يمارس نوعاً من الحرب النفسية المتعددة الاوجه في محاولة لشق الصفوف بين عدة اطراف من خلال:

اولاً: التأثير على الروح القتالية للمجاهدين من خلال القول بأن المعارضة اسرت عناصر من حزب الله وعناصر من العراق مع هوياتهم، وفي ذلك ادانة للجربا نفسه في جهله للامور الميدانية، لان المقاتل لا يذهب بهويته، ولا حتى باسمه بل برقمه التسلسلي، وهذا امر يدركه اهل الميدان، وعند سؤاله اين وكيف؟ رد بان الصور موجودة على اليوتيوب، وهل الميدان يمكن ان يدار الكترونياً!!! ونحن نعلم ما يلفق في غرفهم السوداء وفي اعلامهم من اضاليل كاذبة.

ثانياً: الايحاء بأن سماحة السيد حسن نصر الله قال بان دمشق كانت سقطت منذ زمن لولا حزب الله ، قالها الجربا وكأن السيد صرح بها، ونحن نعلم ان هذا محض افتراء ووقاحة غير مسبوقة من الجربا، حتى العدو الاسرائيلي لم يجرؤ على الكذب على لسان السيد الذي يحظى بمصداقية يعترف بها العدو والصديق، وسماحته من اليوم الاول الذي قرَّر فيه الدخول الى سوريا قالها في خطاب علني وصريح.

ثالثاً: محاولة احداث شرخ وبلبلة داخل القيادة السورية من خلال التصريح بأن له عيون داخل النظام تنقل له كل ما يجري على الأرض، ولو كان فعلاً كذلك فلماذا يعلن الخبر!!! مجرد اعلانه يعني الكشف عن مصدره، وطبيعي انه قد تنكشف وتذهب قيمة معلوماته ومصادره الاستخباراتية التي يعول عليها، فهل سمعتم على مرالتاريخ بجواسيس علنيين!!

رابعاً: عدم التركيز على الخلاف بين الجماعات المعارضة والتأكيد على مصلحة الشعب السوري واستنكاره للتوريث السياسي، وكأنه يعيش في كوكب آخر، لان الكوكب الخليجي والسعودي تحديداً الذي درَّب الجربا واعطاه صفة الرئيس الموعود لسوريا في جنيف 2 هو ذاته نموذجاً للتوريث السياسي، وسوريا ليست نموذجا شاذا في محيطها بغض النظر عن صحة التوريث السياسي او عدمه.

خامساً: العزف على جراح الناس، ومغازلة اهل النشامة، والتغني بامجاد مدينة دمشق، واستحضار اسماء من التاريخ والتوجه الى اهل كل مدينة على حدة حتى الساحل السوري الذي قد لا يوجد فيه مؤيد اومحب واحد للجربا، دعاهم الى المزيد من التضامن وطمأنهم بان عائلة الاسد اصبحت من الماضي وغيرها من التفاصيل التي لم تسمن من جوع الشعب السوري، لان الحقيقة ليست ما يوجد على الورق من تقارير، الحقيقة هي الميدان ..

خلاصة القول سيد الجربا وأنا اشاهد مناوراتك الكلامية التي تدربت عليها، لا ادري لماذا تذكرت قصة مسيلمة الكذاب وادعاءه النبوة، فاذا اردت ان تكذب؟ اكذب ولكن لا تحاول الكذب على لسان سيد المقاومين واشرف الناس (ليش مين انت وشو تاريخك) واعلم بان دخولك التاريخ من باب الكذب سيخرجك منه من شباك الهزيمة، واعلم انه بالصدق والاخلاص لله تعالى تدار المعارك، هكذا تعلمنا في مدرستنا المقاومة، وهكذا هو لبنان المقاوم، وحين تتهم وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بانه يمثل حزب الله، فانك تخفق مرة اخرى، فهو وزير خارجية لبنان، هذا الوطن الذي لا يعزف الا لحن الشهادة والشرف والكرامة، يكفنا فخراً اننا في وطن هزم اسطورة الجيش الذي كان لا يقهر على ايادي رجال الله.. وسيبقى لبناننا مقاوم حتى النبض الاخير، لان هذه حقيقتنا التي نفخر ونجاهر بها..

على امل ان تكون المؤسسات الاعلامية أكثر مهنية في اختيار ضيوفها، فان للحقيقة وجه واحد هو الحق، ومن المؤكد أن الحقيقة اذا كانت يجب ان تؤخذ، فلا تؤخذ على لسان احمد الجربا وامثاله ممن حولوا سوريا الى جحيم، فالعصر اختلف، هذا ليس عصر هتلر، ومع ذلك فبأمكانك ان تكذب وتكذب وتكذب، ولكن دون ان يصدقك الناس، هذه المرة لان العصر اختلف وهتلر لم يعد موجوداً الا في وجدانكم وفي جرائمكم..

المصدر: قناة (المنـار) اللبنانية