2024-11-25 12:21 م

باحث في شؤون الجماعات الاسلامية: "القاعدة" الفصيل الأقوى في سورية

2013-09-18
عمان/ اعتبر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان أن "تنظيم القاعدة" بات هو الفصيل المسلح الأقوى على الساحة السورية في الوقت الراهن.
وأشار أبو رمان في دراسة له إلى أن هناك "خلطا ملموسا لدى المراقبين والإعلام العربي والأجنبي، بين اتجاهات الجماعات الإسلامية السياسية في سورية من جهة، وبين دور الدين الإسلامي في الثورة السورية من جهة أخرى". 
وعرض أبو رمان خلال إطلاق دراسته  التي أعدها بدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت، إلى أبرز أوجه ذلك الخلط في الإعلام وبعض أسبابه، وبيان الاتجاهات الحقيقية المجتمعية والعسكرية والسياسية للجماعات الإسلامية الناشطة على الأراضي السورية، بخاصة إبان (الثورة).
ومايز أبو رمان في دراسته، بين انتشار المظاهر الإسلامية الرمزية والروحانية خلال الثورة عبر المساجد والأئمة وعلماء الدين، كأمر طبيعي وملجأ اضطراري لمواجهة ما وصفه بـ"اختلال موازين القوى العسكرية"، وبين دور المجموعات الإسلامية "المسلحة"، وما تبعهما من إشكاليات لاحقة تتعلق بتغير مسار الثورة إلى "التشدد والتطرف". 
وقال إن "لجوء السوريين إلى المظاهر الإسلامية والتعبئة الدينية، لا يعني مشاركتهم في أطر الإسلام السياسي"، فيما بين أن "المناطق الريفية في سورية لعبت دورا متقدما في الإسلام السياسي قبل المدن". 
وفي السياق، بين أبو رمان، أن الدراسة شخصت بدقة اتجاهات المجموعات والفصائل المسلحة وحجمها في الساحة السورية ونموها، استنادا إلى التمويل والدعم الخارجي كعامل رئيسي، لافتا إلى أن طابع الفصائل المسلحة "متحرك" وعرضة للانتقال والانشقاقات بحكم حجم السلاح والدعم الذي تقدمه الأطراف الخارجية. 
وفي الوقت الذي "توزعت فيه أشكال الدعم للفصائل المسلحة"، وفقا لأبورمان، "بين معسكر قطري تركي، وآخر سعودي أردني"، أشار إلى تباين قوة الجماعات الإسلامية اليوم الناشطة في سورية. 
وأرجع الباحث تنامي نفوذ "القاعدة" في سورية، إلى حملها لأجندة إقليمية تحت شعار "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي انبثقت عنها جبهة النصرة ووقع انشقاق بينهما، بخلاف بعض الفصائل المسلحة الأخرى، كـ"السلفية الجهادية" التي تحمل أجندة وطنية سورية وتنتمي إليها فصائل كـ"أحرار الشام".
كما أرجع نمو القاعدة وما تحمله من خطاب متطرف، إلى الخلافات بين قوى المعارضة الأخرى، وتباين أهدافها على الساحة السورية. 
وأوضح أبو رمان أن من أبرز الاختلافات والصراعات بين المجموعات المسلحة الإسلامية في سورية، هو تبني "تنظيم القاعدة" هدف إسقاط النظام السوري، إلى جانب القتال ضد الفصائل الأخرى، وتأسيس نفوذ واسع. 
كما بين أبو رمان أن هناك العديد من المجموعات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة الناشطة في سورية، من بينها السلفية الحركية، والسلفية التقليدية، والسلفية الجهادية، والتيارات الصوفية، والتيار الوطني، وحركة البناء والعدالة العاملتان من خارج سورية، إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين التي أفرد أبو رمان لها جانبا واسعا في الدراسة. 
وفي الوقت الذي عرض فيه الباحث لتطورات صراع المجموعات المسلحة الإسلامية، بخاصة تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية المرتبطة بخطاب القاعدة الأيدولوجي، بين انعكاساتها على المناطق المحررة في سورية التي خرجت من سيطرة النظام، بخاصة في محافظات إدلب والرقة والحسكة وجسر الشغور، حيث برزت صدامات من بينها ما حدث بين الفصائل الموالية للقاعدة والجيش الحر والأكراد. 
ورأى أبو رمان أن سقوط النظام السوري بدون وجود بديل سياسي مباشر، من شأنه أن ينمي دور تنظيم القاعدة وإحكام سيطرته. 
وذهب إلى التأكيد أن النظام السوري لعب دورا أساسيا في "إدخال تنظيم القاعدة" إلى سورية، وتدويل المعركة، في خطوة لتخويف الإقليم من الصراع، بخاصة بعد إطلاق النظام لسراح آلاف السجناء من أتباع السلفية الجهادية العام 2011، حيث أصبح عدد كبير منهم في وقت لاحق من قيادات الفصائل.
واعتبر أن قوة القاعدة الناشئة في سورية، ناجمة عن جملة من الظروف الموضوعية، وليس لظروف ذاتية، من بينها القوة والخبرة القتالية لعناصرها. 
أما في ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، فرأى أبو رمان أنها تعمل على "ترميم" بنائها تنظيميا، بوصفها "أخطبوطا" مؤسسيا، آخذة بعين الاعتبار احتمالات امتداد الصراع في سورية لوقت طويل، حيث اكتفت بدعم بعض الفصائل المسلحة ولم تحظ بحضور عسكري كبير داخل سورية.  ويخلص أبو رمان في دراسته إلى أن هناك أربعة اتجاهات إسلامية ناشطة في سورية، هي جماعة الإخوان، والتيار السلفي الذي انبثقت منه تيارات أخرى كالسلفية الجهادية والسلفية المحلية التي لا تتفق بالضرورة مع القاعدة، إضافة إلى التيار الصوفي المتفاوت في مواقفه.  كما ينتمي الاتجاه الرابع إلى الإسلاميين المستقلين (منهم الديمقراطيون) الذين يحملون خطابا سياسيا مستقلا عن التيارات الأخرى.
عن "الغد" الاردنية