2024-11-25 02:48 م

مؤرخ بلجيكي: الهجوم على سوريا حرب استعمارية جديدة

2013-09-03
بروكسل/شكك ليون سور، أستاذ التاريخ بالمركز البلجكيى لدراسة الأزمات والصرعات الدولية، فى الأسباب الحقيقية وراء الحرب المعلنة على سوريا، متسائلا: "هل هى حرب استعمارية جديدة من أجل نظام "فوضى" عالمى جديد؟".

وقال البروفسور البلجيكي، الحاصل على الدكتوارة فى التاريخ في مستهل مقال تحليلى نشرته صحيفة لوسوار: "إن "التجربة العراقية أثبتت أن إزاحة مستبد من خلال قذفه بالقنابل أو إجتياح بلاده لايكفى من أجل جلب السلام والديمقراطية والرخاء إلى الشعوب".

وأضاف "إذا ما وضعنا هذه الحروب المتتالية فى سياقها الزمنى والمكاني ، نتوصل إلى أن هذه الحروب تأخذ طابعا استعماريا جديدا يهدف لتوسيع دائرة النفوذ الأمريكي وفتح أماكن اقتصادية جديدة أمام الرأسمالية وخاصة تحت حماية إمبريالية تتمثل فى نشر القواعد الأمريكية بالعالم حتى فى دول الاتحاد السوفيتى سابقا ، وفى قلب آسيا الوسطى، وإفريقيا وفى دول البلقان وبالطبع فى بعض دول الشرق الأوسط ".

وتابع "ومؤخرا ازداد التقارب بين فرنسا ودولة قطر لأسباب لا علاقة لها على الإطلاق بالقيم التى قامت من أجلها الجمهورية الفرنسية على حد وصف الكاتب .

ورأى أن الأمريكيين والأوروبيين دائما ما ينتهجون سياسية التلاعب بالرأى العام خلال غزواتهم العسكرية أويلجأوون إلى لي ذراع مجلس الأمن حتى يبيحون لأنفسهم اللجوء للقوة ومن ثم لا يمكن تصديقهم حينما يتذرعون بالدوافع الإنسانية، خاصة وأنه تبين فيما بعد إن الأمريكيين والأوروبيين هم من سلحوا، بل أنهم هم من عملوا على إثارة حركة التمرد فى ليبيا .

وقال إن القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية والقطرية هى من جندت المتمردين الليبيين بعد أن قامت أجهزة المخابرات الفرنسية/ بالتواطىء مع المخابرات الأمريكية / فى التمهيد "للثورة "الليبية من خلال الاستعانة بأحد المقربين من العقيد القذافي.

وخلص الخبير البلجيكي إلى أن الدول الغربية تعمل بداية على إثارة الانقسامات الداخلية وخلق حالة من السخط الحقيقى حتى يتسنى لها فى وقت لاحق إدانة القمع الذى قد تلجأ له السلطات ثم تطالبها بعد ذلك بإجراء اصلاحات وعندئذ يقوم الغرب بتسليح المعارضة حتى يجد لنفسه الذريعة المناسبة من أجل التدخل عسكريا .

واستشهد الخبير على ذلك بما حدث فى العراق حينما تركت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى دول الخليج صدام حسين يغزو الكويت من أجل الخلاص منه بعد أن دعموه بشده خلال حربه ضد إيران.