موسكو/ كثفت القوات المسلحة الروسية تدريباتها في الفترة الأخيرة، ونفذت العديد من المشاريع التدريبية الهامة في عام 2012.
وتستمر القوات الروسية في استلام الأسلحة الجديدة وفقا لخطة تحديث أسلحتها والتي تنوي روسيا إنفاق ما يعادل 750 مليار دولار أمريكي عليها قبل عام 2020.
ويتضمن مشروع الموازنة الروسية الجديدة زيادة كبيرة في إنفاق الدفاع. ويمكن أن تبلغ ميزانية وزارة الدفاع الروسية في عام 2015 نحو 100 مليار دولار أمريكي.
وأنفقت روسيا 71 مليار دولار على جيشها في عام 2011 وفقا لتقديرات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام.
تعويض ما فات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية آب/أغسطس 2012: "كنا نولي الجيش القليل من اهتمامنا في الأعوام الأخيرة، وعلينا أن نعوض ما فات ونحقق تقدما شاملا قويا يماثل ما شهدته الثلاثينات من القرن الماضي".
وشدد بوتين خلال لقائه بنائب رئيس الوزراء للتصنيع العسكري، دميتري روغوزين، في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الجاري على ضرورة تحديث صناعة الأسلحة والذخائر، مشيرا إلى أن هذه الصناعة "تلعب دورا هاما جدا في قدرة البلاد الدفاعية".
ولا تزال روسيا تعمل منذ عام 2009 على إصلاح هياكل قواتها المسلحة، ساعية إلى إكساب جيشها "وجهاً جديداً".
وقد تخلت روسيا عن التنظيم الهيكلي "السوفيتي" لجيشها واعتمدت تنظيما جديدا عماده "لواء – كتيبة" بدلا من "فرقة – فوج".
تدريبات مكثفة
بطبيعة الحال فإن ثمة حاجة إلى اختبار كل هذه المستجدات. ولهذا كثف الجيش الروسي تدريباته التي تتضمن تجريب الأسلحة الجديدة والمستجدات التنظيمية الخاصة بإدارة القوات بما فيها "النظام الموحد لإدارة الوحدات التكتيكية".
كما تعمل روسيا على تطوير التنظيم العسكري لمنظمة الأمن الجماعي التي تضم في عضويتها عددا من الدول الكائنة في الساحة السوفيتية السابقة: روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا وطاجيكستان.
وقد أجرت القوات الروسية العديد من التدريبات المشتركة مع وحدات من قوات الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي.
ومن المتوقع أن يصبح الجنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات المظلات الروسية حاليا، رئيسا لهيئة أركان الحرب لمنظمة الأمن الجماعي الأمر الذي يؤكد اهتمام موسكو بالتعاون الأمني مع جيران روسيا.
تجربة حربية
ولا يختبر الجيش (أي جيش) قدراته إلا عندما يخوض الحرب الحقيقية. وقدّر للجيش الروسي الساعي إلى اكتساب "الوجه الجديد" أن يجرّب نفسه في حرب حقيقية اشتعلت نيرانها في القوقاز في آب/أغسطس من عام 2008 عندما هاجمت القوات الجورجية جمهورية أوسيتيا الجنوبية وأرسلت روسيا قوات لتساعد الأوسيتيين في الذود عن حياض الوطن.
وكسبت القوات الروسية تلك الحرب ولكن نيرانها ألقت الضوء على عدد كامل من المشاكل المتعلقة بتجهيز وتسليح الجيش الروسي، ودفعت بروسيا لحثّ خطاها نحو تسوية تلك المشاكل.
تجنب الوقوع في مزالق الحرب
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أقبلت روسيا على تطوير وتحديث جيشها وتعزيز قدراته.. هل هي تستعد للحرب؟
الجواب هو أن روسيا لا تريد الحرب ولكنها لا تريد أن تبدو عاجزة عن خوض الحرب. وفضلا عن ذلك فإن روسيا تحتاج مثلها في ذلك مثل الدول الأخرى إلى جيش قادر على تأمين الحماية للبلاد وثرواتها. ولكي تتحقق رغبتها في نبذ الحرب يجب أن تعرف كيف تحارب وتقدر على نزع فتيل الحرب قبل اشتعاله.
عن " أنباء موسكو"