2024-04-27 12:42 م

أسماء طوبي.. شاعرة فلسطينية وناشطة نسوية من رواد العمل الأدبي في مقاومة الاحتلال

يزخر التاريخ الفلسطيني بالعديد من الأسماء والشخصيات النسائية الرائدة في مجالاتها، والتي استغلت كافة الإمكانات المتاحة لتعزيز الإنجازات الوطنية والارتقاء بالمجتمع. ومن بين هذه الأسماء التي خلّد ذكرها التاريخ؛ الأديبة والشاعرة الفلسطينية أسماء طوبي.

من هي أسماء طوبي؟
أسماء رزق طوبى، أو أسمى طوبي، هي رائدة في مجال الأدب والإعلام في بدايات القرن العشرين. وكانت تُعتبر من رواد كتاب المسرح الفلسطيني، ومن أوائل النساء الفلسطينيات اللاتي كتبن في هذا المجال.

ولدت في مدينة الناصرة عام 1905، وكانت تنحدر من عائلة مثقفة ذات تاريخ نضالي، فعميد الأسرة هو المناضل الكاتب الصحفي توفيق طوبي، أما والدها فكان شاعراً حرص على تلقينها حب الشعر واللغة.

أنهت دراستها في المدرسة الإنجليزية في الناصرة، وأتقنت الإنجليزية واليونانية، ثم ارتحلت مع زوجها إلياس نقولا خوري إلى عكا.

النضال النسوي الفلسطيني
لاحقاً أصبحت أسماء طوبي عضواً نشطاً في "اتحاد المرأة" بمدينة عكا بين عامي 1929-1948؛ حيث اهتمت بقضايا المرأة وشاركت وأسست حركات وطنية ضد الاحتلال.

أصبحت طوبي، نتيجة اهتماماتها النسوية المنبثقة من نشأتها الدينية المسيحية، واحدة من أبرز العضوات الفاعلات في جمعية "الشابات المسيحيات"، كما تولت رئاسة "جمعية الشابات الأرثوذكسيات".

وفي أواخر عهد الاحتلال البريطاني لفلسطين، عملت طوبي رئيسة للاتحاد النسائي العربي في عكا.

العمل الصحفي
لم تترك الفلسطينية الطموحة مجال الصحافة بنوعيها الورقي والإذاعي، فكانت من أولى المذيعات في الإذاعة الفلسطينية التي تأسست سنة 1936 واشتهرت باسم "هُنا القدس".

وعبرها قدمت حديثاً أسبوعياً للمرأة بشكل خاص. وفي حديث لها بعنوان "إلى الأم العربية"، ركزت على ثلاث دعائم في تربية الطفل، وهي: "الصدق، والواجب، والشرف". ومع تأسيس محطة الشرق الأدنى في يافا، أصبح لها برنامج عبرها أيضاً. 

كما نشرت مقالاتها في أكثر من صحيفة، ومن أبرزها جريدة "فلسطين" التي أصبحت المحررة المسؤولة عن صفحتها النسائية.

ولعل إنجازاتها الأهم، في تلك الفترة، مخطوطة لها بعنوان: "المرأة العربية في فلسطين"، وهي  دراسة في أعمال المرأة ونضالاتها، ولكن النكبة حالت دون نشر المخطوطة، فلم تشهد النور.

السفر إلى لبنان
بعد النكبة، استقرت أسماء طوبي مع أسرتها في بيروت، وشاركت في أحداث فلسطين وهي في لبنان بتقديم الأحاديث الإذاعية، واتجهت لجمع التبرعات عبر الحفلات وتنظيم حفلات التبرع، وتجنيد فرق الإسعاف التطوعي.

كما استأنفت الشاعرة الفلسطينية نشاطها الإعلامي المُتنوع، فأذاعت نقاشات على "الإذاعة اللبنانية"، وكتبت في دوريات وصحف متعددة؛ منها "الحياة" و"كل شيء"، ومجلة "الأحد" الأسبوعية، ومجلة "دنيا المرأة" الشهرية، وكانت أبرز مواضيعها عن فلسطين والمرأة والإنسانيات.

ثم في مطلع الستينيات، عكفت على إعداد كتابها الأشهر "عبير ومجد" الذي يُعتبر منذ صدوره في سنة 1966، من أهم المراجع عن المرأة الفلسطينية. وقد مُنحت الوسام اللبناني الرفيع "قسطنطين الأكبر" سنة 1973، نتيجة لجهوداتها النسوية والإعلامية.

العمل الأدبي
كتبت أسماء الدراما والشعر والخيال والعديد من الأعمال المنشورة باللغة الإنجليزية. وهي المرأة الفلسطينية الوحيدة التي كتبت الأدب المسرحي في مرحلة ما قبل النكبة.

ثم ما بين الحرب العالمية الثانية والنكبة الفلسطينية، نشطت أسمى رزق في كتابتها المسرحية. فكان لها عدد من المسرحيات والكتب الأدبية والأعمال المترجمة؛ منها: صبر وفرج- عكا 1943- على مذبح التضحية- جزآن- عكا 1946 الابن الضال- رواية- من تأليف الكاتب الإنجليزي كين- ترجمة- عكا 1946 عبير ومجد- بيروت 1966 نفحات عطر- مقالات- بيروت1967 حبي الكبير- ديوان شعر- دار الآداب- بيروت 1972.

توفيت أسماء طوبي في بيروت عام 1983، ودُفنت فيها. وتم منح اسمها وسام القدس للثقافة والفنون بعد وفاتها تقديراً لإنجازاتها الأدبية في العام 1990.