2024-05-20 09:30 م

35 صحيفة جزائرية تصدر بعنوان موحّد دعماً لغزة

بادرت الصحف الجزائرية إلى توحيد عنوان صفحتها الأولى في أعدادها الصادرة، الأحد، دعماً لفلسطين والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

واختارت الصحف عنوان "غزة... إعلام يغتال الحقيقة"، مع صورة واحدة من غزة للإضاءة على انحياز الإعلام الغربي في هذه المعركة، وتعتيمه على هول الفظائع التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

واتفقت 35 صحيفة تصدر في الجزائر، بينها كبرى الصحف الصادرة باللغتين العربية والفرنسية، على الصدور بصفحة أولى موحدة، في مبادرة هي الأولى من نوعها في البلاد.

وقال رئيس نقابة الناشرين لوسائل الإعلام في الجزائر، رياض هويلي، وهو مدير تحرير صحيفة "أخبار الوطن"، لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على الهدف من هذه المبادرة: "كان يجب علينا اتخاذ خطوة، فاتفقنا على المبادرة خدمة ونصرة للقضايا العادلة، وعلى رأسها فلسطين، ضد التعتيم الإعلامي العربي الذي يقلب الحقائق... تعتبر هذه الخطوة سابقة في الإعلام الجزائري والعربي، حيث اتُّفق على أن تخصص الصحف عدد الأحد (اليوم)، للتضامن مع الفلسطينيين من جهة، ورفضاً للاعتداء على القيم المهنية وشرفها من قبل الإعلام الغربي الذي انتهك أخلاقيات مهنة الصحافة القائمة على الحقيقة وحرية الإنسان في التعبير والموضوعية والحيادية. إذ تحولت المؤسسات الإعلامية الغربية إلى آلات لزراعة التضليل وقلب الحقائق وتزييف الأخبار".

وأشار هويلي إلى أنّ "هذا الانحياز المفضوح للإعلام الغربي، دفع رؤساء التحرير ومسؤولي النشر في الجزائر إلى اتخاذ قرار بصياغة عنوان واحد وصورة واحدة، وشاركت في هذه المبادرة ما لا يقل عن 35 صحيفة ناطقة بالعربية والفرنسية".

وتأتي هذا المبادرة بعد أيام من خطوة مماثلة نفذتها ست قنوات تلفزيونية محلية في الجزائر، إذ نظمت بثاً مشتركاً ويوماً مفتوحاً، لتغطية الحدث الفلسطيني من كل جوانبه، وإبراز الدعم السياسي والشعبي لأهل غزة، وفضح الممارسات الإسرائيلية.

وأعلن ناشرو الصحف ومديروها في الجزائر، المشاركة في مبادرة توحيد الصفحة الأولى في بيان مشترك. وصوّب البيان على "السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي في تغطيته المنحازة على الحرب على غزة، وتكريسه للصورة النمطية المشوهة للحقيقة، فهو لم ينحز فقط، بل أصبح آلة دعاية كاذبة بتزييف الوقائع لتضليل الرأي العام وتبرير الخروقات السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني".

وأضاف البيان أنّ "الإعلام الغربي، سواء بترويجه لأكاذيب السياسيين والعسكريين أو بتلفيقه لهاته الأكاذيب، أصبح طرفاً في هذه الحرب ولاعباً أساسياً فيها، فهو كعادته في المواجهات المصيرية يصبح كالأعور، يغمض عين الحقيقة ويبقي على عين التضليل"، مطالباً الصحافيين ومسؤولي وسائل الإعلام الغربية بالتحلي بالحد الأدنى من المهنية التي تظهر الحقيقة.

وقال رئيس تحرير بالنيابة في صحيفة "الشروق اليومي" عبد الرزاق بولقمح، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه المبادرة كانت أقل ما يمكن تقديمه لنصرة فلسطين وإسناد إخوتنا في قطاع غزة الذين يواجهون إلى جانب حرب الإبادة الصهيونية، حملة إعلامية ضخمة من وسائل إعلام غربية قائمة ليس فقط على مساواتهم بجلادهم، لكن أيضاً على تزييف الحقائق وتبرير هذه المجازر بحقهم".

وأشار بولقمح إلى أنّ "شرارة الانحياز الإعلامي الغربي برزت منذ ترديد أكاذيب اتهام المقاومة بقطع رؤوس الأطفال ونعتها بالإرهاب، ووصولاً إلى إلصاق مسؤولية مجزرة مستشفى المعمداني بهم، مع صمت مطبق على الحصار وقطع الماء والكهرباء والمساعدات عنهم، وتوفير غطاء إعلامي دولي للاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ جرائمه".