لقد حيكتِ الصفقةُ الخبيثةُ في أقبية الغدر تمهيداً لتقسيم سورية ، والحيلولةِ دونَ تمتُّعها بوحدتها ، وسيادتها على كلِّ شبر من أراضيها ، فتظاهرَ أردوغان كَذباً أنّهُ على خلافٍ شديدٍ مع إدارة ترامب ؛ بشأنِ دعم الأخيرةِ للكردِ في منبج ، وشرق الفرات ؛ وبأنّه خصمٌ شرسٌ للإدارة وسياساتها ، لكنّه في الحقيقةِ صديقٌ مخلصٌ يتقاسمُ مع أعداء سوريةَ الأدوار ذاتَها التي التزم بها ، ونفّذها بدقة منذ بداية الربيع الدموي الغادر . واليوم وبعدما حطّمتْ سوريةُ رؤوسَهم على صخرتها الوطنيّة الصُّلبة وأذلّتهم في ساحاتِ الوغى نراه يتآمر تآمراً جديداً لا يقلُّ خبثاً عمّا سبق ، فشرعَ بالهجومِ على أهلنا الكرد في عفرين ؛ كي يُسيطرَ عليها بينما تُسيطرُ صديقتُهُ أمريكا على منبجَ وشرقِ الفرات تمهيداً لتقسيم سورية ، ومنعها من التمتّع بسيادتها ووحدة أراضيها ، لكنَّ الصفقة الخبيثةَ بدأت تنهار بفضلِ وعيِ السوريين وجبروتهم ، ولسوفَ يمتدُّ هذا الانهيارُ لشرق الفرات تمهيداً لهزيمة ذلك الحلف البغيضِ عشيقِ الدمار والقتل والكذب ، وغدر الشعوب .