2024-03-19 05:04 ص

المقاومة بكل أشكالها درب التحرير والنصر

2018-01-16
بقلم: عبدالحميد الهمشري*
لا أعلم ما الذي تحقق منذ اتفاق اوسلو على الساحة الفلسطينية وحتى الآن ؟ ولماذا خيار المقاومة السلمية دون المقاومة بكل أشكالها التي أرى أنها بحق درب التحرير والنصر؟ وما الذي جناه الشعب العربي الفلسطيني من مثل هكذا خيار سوى التمادي في انتهاكات المغتصبين الصهاينة باحتلال مزيد من الأرض الفلسطينية وتدنيس دور العبادة فيها من إسلامية ومسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك من خلال اقتحاماتها المتواصلة له ومحاولة فرض وقائع جديدة على السكان هناك بتحديد أوقات تواجدهم ولمن يحق له أن يتواجد فيه وإقامة الجدر حول التجمعات السكانية الفلسطينية وإحاطتها بالمغتصبات والطرق العسكرية الالتفافية ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ما المبرر للتمسك بخيار "اتفاق أوسلو" الذي سلم فيه الثائر بندقيته بإرادته وبكامل حريته للمحتل بعد الاعتراف فعلياً من جانب واحد بدولة الاحتلال دون اعتراف دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في دولة ؟.. إن أُريدَ القول بأن هذا النضال السلمي قد حقق النصر للهند وجنوب أفريقيا فشتان ما بين النضال هنا وهناك ، ففي هذين البلدين العظيمين كان الاستعمار فيهما مختلف تماماً فقد كان كل منهما يناضل من أجل نيل الحرية والاستقلال من الاستعمار والعنصرية وهذا ما رعته الأمم المتحدة وكافة وكالاتها المتخصصة خاصة مجلس الأمن لكن اليهود اعتبروا وفق وعد بلفور سكان فلسطين واعتبر من معهم من السكان طوائف بمعنى أن ما هو حاصل في فلسطين استعمار احتلالي اغتصابي أي استبدال السكان الأصليين بآخرين أغراب من شتى بقاع الأرض وعلى أساس عنصري ديني يخدم الأهداف الإمبريالية الصليبية اليمينية المتطرفة والماسونية الجناح العالمي لهدم الأديان لبناء محفل ماسون " هيكل سليمان المزعوم " مكان المسجد الأقصى وهذا كان حلم اليهود منذ سمحت الدولة العثمانية للقادمين منهم من الأندلس بعد طرد العرب وطردهم منها في القرن السادس عشر للصلاة أمام حائط البراق الذي كانوا يبكون أمامه أثناء صلواتهم فنال اسمه حائط المبكى . فالتفاوض له أصول وركائز لا يمكن تحقيق المكاسب من خلالها إلا إذا كان الخصم يدرك مدى المخاطر التي يتعرض لها أمام تعنته وتشدده التي يحاول من خلالها فرض إرادته ، فصلاح الدين الأيوبي لم يفاوض الفرنجة إلا بعد أن أثخن فيهم الجراح وألحق بهم الهزائم المتلاحقة في حطين وما بعد حطين ، وما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس وليد الصدفة مطلقاً بل يدرك على أن لا أحد يمكنه رفض مبادرته وهذا يعطي الجواب الشافي بأن المخطط الصهيو - غربي قد اكتمل بزرع اليهود على أرض فلسطين وأن ثمار تصفية القضية الفلسطينية قد آن قطافها وأتت أكلها صهيونياً ووصلت إلى مراحلها الأخيرة. هذه كانت نتائج مهادنة المحتل والذي ما كان له أن يكون لولا " الذهان السياسي " الذي قادنا إلى الاجتهادات الخاطئة وجعلنا نستجدي من جلادنا حقنا في الحياة .. أما آن لنا أن نصحو من غفوتنا ونعي وندرك ماذا يدور من حولنا ونقر ونعترف بأن الاجتهادات الخاطئة تقودنا إلى الهاوية والدمار وأن ما يتهددنا الآن خطر تشتيت شملنا ونهب خيرات بلادنا لأن الأوروبيين تخلصوا من اليهود في بلادهم ليبنوا مركزاً متقدماً لهم يهيمنون من خلال تبنيهم له على مفاصل هذه الأمة التي سادت وزال تأثيرها في الميزان الدولي بعد أن أصبحت تتحكم بها الآن الفرقة وعنجهية داحس والغبراء والمثل القائل أن القط لا يحب إلا خناقه . 
 Abuzaher_2006@yahoo.com
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني