2024-04-27 12:03 ص

السياسة الأمريكية في سلب الإرادة الفلسطينية

2018-01-09
بقلم: ياسـر الشرافـي
قبل أيام تقدمت سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة في نيويورك بالشكر لسفراء الدول ، التي صوتت ضد أو إمتنعت عن قرار أممي معنوي بخصوص مدينة القدس ، لوقوفهم إلى جانب أمريكا و الكيان الصهيوني كقوى خير متحضر أمام من هم أشرار ، حيث كانت و مازالت تلك السياسة الأمريكية تعتمد على التهديد و الوعيد و ثم الإبتزاز من أجل تأمين مصالحها الحيوية وراء الحدود ، حيث الجديد لسياسة تلك الإدارة الأمريكية القائمة ، هي وقاحتها اللامتناهية في تطويع إرادة الشعوب المقهورة عامة و الشعب الفلسطيني خاصةً ، الذي تعرض لأبشع انواع الظلم في تاريخنا الحديث، شعب فقد أرضه ... شعب هٌجر في بقاع الأرض من دياره... شعب تنازل عن ثلثي أرضه تحت وطأة القانون الدولي الغير العادل ، من أجل قيام دولته الممسوخة خوفاً من طمس أو ضياع هويته ، حيث قدم كل هذه التنازلات ولَم ينل أي شيء بسبب قانون الغاب الصهيوامريكي ، الذي تخضع له عصبة الامم المتحدة و التي هي من سمحت بقيام تلك الدولة العنصرية الصهيونية على مآسي و معاناة أطفالنا و نساءنا ، و بعد هذا يقف لنا الرئيس الأمريكي بالمرصاد لفرض واقع "أن لا نكون " ، أي يجب علينا إعطاء ما تبقى لنا من حقوق لهذا الكيان الصهيوني و لكن بمحض إرادتنا ، تارة يهددون من يقود شعبنا بتصفيته جسدياً، كما حدث مع الرئيس الراحل عرفات،وتارة اخرة يقطعون معونتهم البخسة ضد هذا الشعب العظيم ، و تارة يرسلون إلينا أبناء جلدتنا الذين يتكلمون لغة الضاد، من أجل إخضاعنا إلى ما تصبو إليه تلك الإدارة الإمريكية الصهيونية الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية ، حيث أغلب أركان تلك الإدارة الأمريكية من الحركة الصهيونية المتطرفة دينياً و المتمرسة في كراهيتها للعرب عامة و الشعب الفلسطيني خاصة، فسفيرها في تل الربيع خير شاهد على تلك السياسة ، لذلك علينا كشعب فلسطيني مواجهة تلك المعادلة موحدين متحابين متعاليين على جراحنا و إختلافنا مع بَعضُنَا بعضاً ، حيث تسريع وتيرة القضاء على الإنقسام الفلسطيني البغيض بداية الرد لهذه العنجهية المارقة، و من ثم إحتضان الشعب الفلسطيني و مساندته لرئيسه ، الذي يتعرض لضغوطات صعبة من إجل سلب إرادتنا ،رغم تبايننا معه في فلسفة إدارته لنزع الحقوق ، لهذا ليس هناك أي عذر لأي فلسطيني لعدم الوقوف إلى جانب تلك القيادة ، من أجل الوصول إلى بر الأمان من تلك الرياح العاتية التي تعصف بقضيتنا ، حيث يجب علينا كفلسطينيين صياغة إستراتجية جامعة في كيفية الصمود لتأمين و تحصين جهاز المناعة الوطني للرفض الأمريكي و الصهيوني للاعوام العشرة القادمة، حيث سيمتد هذا الصراع عشرات السنين ، لأن هذا الصراع صراع وجود و ليست صراع حدود لدولة فلسطينية هنا أو هناك ، لذلك يجب علينا أن نعي طبيعة هذا الصراع و نعزز من ثقافة رفض وجود هذا الكيان من الأصل على أرض فلسطين ، و سن قانون فلسطيني يٌجرم كل من سيفاوض هذا الكيان على حقوقنا ، فالواقعية السياسية تُحتم علينا مفاوضتهم و نحن أقوياء من أجل إرسالهم إلى مواطنهم الأصلية بحراً أو جواً أو براً ، دون ذلك هو عبث بحقوق هذا الشعب العظيم و طحن بالهواء.