2024-04-26 04:20 ص

الوحش الآسيوي وأنبياء القرن الحادي والعشرين

2017-09-24
بقلم:  المحامي محمد احمد الروسان
ثمة هيلاري كلنتون أخرى وباراك أوباما آخر في شخص الرئيس دونالد ترامب(ترامبو)، تجد فيه العنصرية البيضاء في هيلاري، والحقد على لون الذات في أوباما، كون المشغّل واحد(البلدربيرغ الأمريكي رغم الأنقلاب الأبيض داخل نواته، بين دولة الظل العميقة الجديدة والتي رأت في ترامبو امتداد لها، والدولة العميقة الكلاسيكية والتي ترى في هيلاري وأوباما امتداد لها)، وأمريكا ما زالت كما هي من الداخل لم تتغير وان تغير الرئيس، فالأخير عنوان حكومة الأتوقراطية الأمريكية الداخلية حكومة الأغنياء"طبقة الأرستقراطيين الأغنياء" وأداتهم التنفيذية المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فأمريكا لا يغيّرها حاكم، لأنّه افراز المناخ الداخلي وتشابكاته الخارجية في البلدربيرغ، لا بل هو صدى المصالح الطبقية الحاكمة، والأخيرة يعبر عنها الكونغرس الأمريكي بكارتلات أعضائه كممثلين للشركات والمصانع، من هنا نلحظ أنّ عين الملك عبدالله الثاني، تستهدف دائماً وأبداً في زياراته الى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، الفريق السياسي للرئيس أيّاً كان الرئيس، والتشكيلة الراهنة للكونغرس الأمريكي، حيث الثابت أنّ الذي يعمل على تسييل رؤى البلدربيرغ الأمريكي، هم الطبّاخون السياسيون في البيت الأبيض والكونغرس، وليس شخص الرئيس "ترامبو" كما هو في الحالة الراهنة. ومن أسباب الأنقلاب الأبيض في البلدربيرغ الأمريكي أو ان شئت لنسميه التمرد المتفاقم داخل جنين الحكومة الأممية، أنّ الدولة العميقة الكلاسيكية في الداخل الأمريكي ركّزت على منطقة الشرق الأوسط عبر ما يسمى بالربيع العربي وحروب الوكالة والأدارة من الخلف وممارسة استراتيجية الأستنزاف للروسي والصيني عبر الحدث السوري، وتناست تلك الدولة العميقة الكلاسيكية الأمريكية الصين واستراتيجياتها الأقتصادية والمالية على غفلة من أمرها حيث أكثر الدول شراءً لسندات الدين الأمريكية هي الصين، فحقق الأقتصاد الصيني نمو وتقدمات فاقت الأقتصاد الأمريكي، والأخير اقتصاد الحروب، عزيزي القارىء الأقتصادي لتحليلي هذا: تخيل لو قامت الصين بطرح سندات الدين الأمريكية التي تملكها للبيع في السوق السوداء، ماذا سيجري للأقتصاد الأمريكي ومن بعده الأقتصاد العالمي؟ اذاً من مصلحة أمريكا وباقي الدول في العالم، أن تتاح مسارات الأستفادة لكي تربح الصين لا تخسر!. فالأقتصاد الصيني ملتصق بالأقتصاد الأمريكي كالعلقة ويتغذَى عليه بنهم، وهنا رأت دولة الظل الموازية العميقة الأخرى داخل البلدربيرغ الأمريكي، والتي ترى في الصين عدوّاً رقم واحد وكذلك الحال في الروسي، أنّه لا بد من تغيير الناطق الرسمي باسم نواة الحكومة الأممية، فوجدت أنّ دونالد ترامب امتداد لها في كارتلات الحكم الجديدة عبر العملية السياسية الأمريكية، بعبارة أخرى فخامة الرئيس(ترامبو)هو امتداد لدولة الظل العميقة والتي انتصرت على دولة الظل الكلاسيكية العميقة الأخرى داخل البلدربيرغ الأمريكي، حيث السلطة انتقلت من أثرياء تقليديين الى أثرياء حداثيين، وبالنتيجة فانّ لهذا الأنقلاب الأبيض تداعيات عديدة على المستوى المحلي الأمريكي والأقليمي والدولي وعلى أدوات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي في الداخل السوري، وما نشاهده الآن من عمليات تذابح بين المجاميع الأرهابية في ادلب وما سيلحقه في الجنوب السوري(حرب أهلية داخل المجاميع الأرهابية في الداخل السوري)هو نتاج ومن تداعيات ذلك الأنقلاب الأبيض.

أمريكا دولة ديكتاتورية الحزب الواحد بأحد الوجهين السياسيين، ان جمهوري، وان ديمقراطي، انتقلت من حكم الديمقراطية الى حكم البلوتوقراطية(أي حكم الأغنياء والأثرياء نتاجات ذراع البلدربيرغ الأمريكي، انّه المجمّع الصناعي الحربي)بملحقات ديمقراطية يسيل لها لعاب التوابع ودول الأعتلال العربي والخوزمتجي.

ثمة تساؤلات منطقية تمهد لمحاولة للفهم تتموضع في التالي بتفاعل: هل ستستمر العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، باعادة بناءات و صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا وفي ظلّ ادارة الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي؟ هل ثمة صراعات بين كوادر وأقطاب الحزب الجمهوري من محافظين جدد، ومحافظين تقليديين، وشعبويين في التنافس على مواقع ادارة ترامب؟ ان وجدت هذه الصراعات داخل الحزب الجمهوري، هل هي انعكاس لآزمة جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، وبالتالي ثمة تمرد بين كارتلاته في مفاصل منهجية العمل القادمة في العالم، وخاصةً ازاء أوروبا، وازاء الصين، ونحو الفدرالية الروسية؟ هل نكهة المحافظين الجدد ستطغى، أم نكهة المحافظين التقليديين، أم نكهة الشعبويين، أم خلطة سحرية بين المجموعات الثلاث؟.

 في أي سياق سياسي وأمني وعسكري، ستتموضع خطط ودراسات العسكريين الأمريكيين لجهة خيارات تفعيل خطة عملية لم يكن يتضمنها جدول الأعمال منذ حقبة الحرب الباردة، عبر تمركزالعسكريين ونشر خطوط الأتصال والأتصالات البحرية بالتنسيق والتشاور مع حلف شمال الأطلسي، حيث بدأت التبايانت مع الرئيس الجمهوري ترامب من الآن تظهر على السطح، حيث صرّح قادة وكوادر الناتو أنّ خيارات الحلف العسكرية جماعية وليست فردية أحاديّة، بجانب افتتاح طاولة جلسلت العصف الذهني ومناقشة تقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة بصورة مكثفة؟ في ظلّ اعتبار وايمان الدولة الأمريكية العميقة، أنّ أساس وجود الناتو كحلف هو لتحقيق الأستقرار وقمع(العدوان السوفياتي) الفدرالية الروسية حالياً؟.

صحيح واقع ومعطيات وداتا معلومات، أنّ مشروع هيلاري كلنتون يتموضع في تصدير تناقضات أمريكا الداخلية بحروب الى الخارج ونهب وقتل الأمم الأخرى، لصالح الكارتلات المالية والأستثمارية في منظومة وول ستريت، يقابله مشروع دونالد ترامب في تعميق مشاكل أمريكا الداخلية على حساب غير البيض وعلى حساب المهمشين والنساء وغيرهم، ولعب دور بلاك ووتر كشركة حماية للكيانات الهشّة والتابعة والمتوحشّة، ثم تجيء بعض منظومات الحكم الأوروبي التي هي سبب وجود الأسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، وتعلن أنّ أوروبا قلقة من تفكير ترامب عبر ترك أو تقليص دور واشنطن في الناتو، وتعلن موغيريني والتي بكت يوماً ما بحرقة على كتف وزير خارجيتنا: أنّ القارة العجوز بحاجة الى جيش للدفاع عنها والتدخل الخارجي، وهي هذه الأوروبا من تقوم بتصنيع العداء الروسي، كما هي الرياض وتصنيع العداء الأيراني، أوروبا المنافقة الصلفة بجلافة، هي من دمّرت ليبيا وتحاول اخراج سورية من التاريخ عبر مسحها، خاصة وأنّ        الحرب على سورية ونسقها السياسي بدأت حرب بريطانية فرنسية سريّة، ثم جاء الأمريكي وتوابعه في المنطقة(هذا معلوم للجميع أفراداً وجماعات بدقة، ونزعم أنّه معروف معلوم لنا كمتابع ومراقب وباحث).

وعندما يدفع ممثل قطر العظمى لهيلاري كلنتون(أيتام هيلاري كلنتون من معارضة الى عصف مأكول)شيك بمليون دولار خلال خمس دقائق يمكن أن نفهم لماذا؟ كما نفهم أنّ نصف حكومة أوباما عينهم ستي بانك بقائمة أرسلت له، ونفهم أنّ جلّ عرب روتانا مولوا الأرهاب في سورية، لكن عزيزي القارىء كيف نفهم أن تدفع ممثلة المغرب لهيلاري اثنا عشر مليون دولار بشيك هكذا؟ المصدر: مقابلة أجراها جون بلجر:

This interview was filmed in the Embassy of Ecuador in london – where Julian Assange is A political refugee – and broadcast on November 5 , 2016  .

فكرة خلاّقة وفي منتهى الواقعية، تعد من ابداعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي استبدال احتلال بلدان معينة بحماية توابع، وفي كلا الحالتين ثمة ربحاً عظيماً للرأسمالية الأمريكية، فبدلاً من أن يحارب ايران من زاوية عرب روتانا، سوف يطالبهم لحكّام النفط العربي بدفع مبالغ أعلى مقابل الحماية الأمريكية(التهديد بالمخاطر عبره وتصنيعه، ثم عرض الحماية عليهم، انّه اسلوب حديث للآستعمار – وقد أخذ من السعودي أكثر من 450 مليار دولار ويوظف الأزمة الخليجية والتي هي انعكاس لصراعه مع بريطانيا لأستحلاب المزيد من الأموال، كما عقدت لندن صفقة عسكرية قبل اسبوع مع الدوحة عقدت الرياض وفوراً صفقة عسكرية وتعاون عسكري مع لندن)، انّها سياسات تصنيع العدو الأيراني كمبرر للأستحلاب فجاء بمايك بومبيو رئيساً لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية، وجاء بماكس ماير للأمن القومي الأمريكي كفريق تصنيع، ومن المفارقة المضحكة المحزنة نقول: وربما يحق لأيران أن تطالب بحصّة مما تربح أمريكا، مقابل استخدامها فزّاعة ضد الخليج وعرب روتانا.

وهل نحن أمام ريح عقيم هبّت لتحمل معها لفحات تنذر بحرب باردة، من شأنها ومآلاتها أن تجمّد كل التفاهمات والحلول في العديد من الساحات؟ آلا يمكن اعتبار سورية الصاعدة والعراق الساخن وغزّة النازفة وأوكرانيا غير المستقرة والصراع على ثروات أسيا الوسطى بمثابة الخماسية القاتلة وستكون محور كل الحكاية الباردة؟ من سينتصر على من في النهاية، الجليد السيبيري أم ثلوج ولاية الآسكا؟ كيف لنا أن نكيّف اعتبار وايمان البلدربيرغ الأمريكي بالهدف، الذي أنشىء من أجله حلف شمال الأطلسي، أهو بمثابة اعلان عداء لنواة الأتحاد الروسي؟ ما هي مديات عدم سماح الأمريكي للروسي بالتمدد في العديد من الساحات؟

هل ستستثمر واشنطن وبلدربيرغها ومجتمع استخباراتها، وبالتعاون مع مجتمعات المخابرات الغربية والأسرائيلية وبعض مجتمعات مومياءات الأستخبار العربي(في ظلّ ادارة الجمهوري ترامب)، في استغلال الجمهوريات الأسلامية أو التي يتواجد بها مسلمون لأثارة القلاقل والمشاكل حول روسيّا؟

في المحصّلة ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية وجلّ حلفائها من بعض غرب وبعض مومياءات الحكم العربي باسناد اسرائيلي لدعم مكثف ومتعدد لكييف عسكرياً وسياسياً ولوجستياً واقتصادياً ودبلوماسياً واعلامياً، وسوف تزداد العقوبات على موسكو وستجهد أوروبا بالبحث عن مصدر آخر للغاز ان أمكن، وستحسم بقوّة بعض الملفات داخل نواة الأدارة الأمريكية القادمة وداخل المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، كونه أي تباطؤ هنا او تلكؤ هناك سيعني ويشي تقدماً وانطلاقاً روسيّاً الى الأمام خاصةً في سورية والعراق وأوكرانيا وان شئت الصراع العربي الأسرائيلي حالياً الى حد ما ولاحقاً بعمق.

والسؤال هنا: هل ستستمر واشنطن دي سي في ظلّ الجمهوري ترامب في رؤيتها في تطوير حقل(سردار)النفطي والغازي الواقع بين الحدود التركمنستانية والمناطق الأذربيجانية الى حد ما مصدر غازيّ هام لأوروبا وبديلاً الى درجة تكتيكية مؤقته؟ هل ترامب أمريكا ستستمر في رعاية وخلق مسارات التمهيدات لبناء الشراكات السعودية الأسرائيلية لأستثمار نفط تركمنستان وأذربيجان؟ ما هي أسرار العلاقات بين الشركة السعودية للبترول والتي يملكها الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز ومجموعة ميرهاف التي يديرها مسؤول الموساد السابق يوسف ميامان؟ الى أي مدى استطاع هذا البيدق الموسادي يوسف ميامان وخلال فترة وجوده في وسط آسيا وعمله مع آخرين من بعض عرب في تعزيز الوجود الأسرائيلي هناك، عبر تكثيف الحضور الأمني والمخابراتي في تلك المنطقة الغنية بالطاقة في حوض بحر قزوين و أو بحر الخزر(حسب التسمية الأيرانية)الذي يشكل المركز الأقتصادي لخمس جمهوريات سابقة للأتحاد السوفياتي في وقته وحينه؟ يوسف ميامان رائد المشاريع النفطية والغازية في وسط أوروبا وصف أطلقته الصحافة العالمية عليه وخاصةً الأوروبية، ونشاطات شركته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً في تركمنستان، وقد حاز على الجنسية التركمنستانية من السلطات الرئاسية بمرسوم خاص من الرئيس سبار مراد نيازوف، وتوفي الرئيس بعد عامين ونصف من منح يوسف ميامان مسؤول الموساد ومعزّز الوجود الأسرائيلي في وسط آسيا بالتعاون مع آخرين من بينهم عرب.

من منكم أيّها القرّاء لا يتذكر السيد روفين داينايا أول سفير اسرائيلي في التركمنستان؟ وقد أفردت تحليلاً خاصاً نشر في كل وسائل الميديا وقبل أكثر من عشر من السنين حول هذا الروفين العميل السابق للموساد، فهو بيدق موسادي كغيره وكان يدير عمليات موسكو وقبل عام 1996 م، حيث استاطاع يوسف ميامان في تعيين روفين سفيراً هناك بتنسيق من وزير الخارجية الأسرائيلي السابق ووزير الأمن الحالي، في حكومة بنيامين نتنياهو الموغل بالتطرف أفيغدور ليبرمان؟ انخراط واضح وعميق لعنوان الأدارة الأمريكية العنوان السطحي ترامب، بالأشراف على حرب ضد روسيّا في شرق أوكرانيا وعبر عقوبات اقتصادية دولية تديرها وزارة المال الأمريكية وجهاز الأستخبار الخاص بها، أعلن هذا الرئيس الرخ أنّه سيرسل مستشارين عسكريين أمريكيين لدعم عمليات أوكرانيا العسكرية ضد المتمردين المواليين لروسيّا في الجمهوريات الأنفصالية في شرق أوكرانيا، بالرغم من أنّ هذا الرخ الأمريكي يعلم أنهم موجودون هناك ويعملون تبعاً للدليل السياسي والعملياتي للعمليات الدفاعية الدولية الجديدة، وفي حال كان المجتمع العسكري والأستخباراتي الأمريكي يقوم بالعمليات بالطريقة السليمة، فانّ هناك فرقاً شبه عسكرية من عناصر وكالة الأستخبارات الأمريكية والعمليات الخاصة يراقبون ما يحدث في روسيّا وعن قرب.

مايك بومبيو رئيس وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية، المعادي لأيران وللنسق السياسي السوري والداعم لثكنة المرتزقة الدولة العبرية"الكيان الصهيوني"، قد يكون من أنصار مدرسة(عتبة الوقت)كمعيار في بيان الخيط الأبيض من الأسود من فجر العمل الأستخباري، يجهد ناشطاً هذا الأوان وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الأستخبارات الفدرالي الأمريكي أيضاً، وبعض كارتلات الأستخبارات في الداخل الولاياتي الأمريكي وذات التواصل مع الأدوات الأمريكية المستحدثة أو المراد استحداثها في المنطقة الشرق الأوسطية, في محاولة لخلق وتأسيس نسخة متقدمة لمذهبية استخباراتية جديدة من علم الأستخبار والرصد والتحليل في الولايات المتحدة الأمريكية, تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها, الى دفع شبكات المخابرات الأمريكية المتعددة, ازاء تغيير أسلوبها الحالي واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: "الأستخبارات الأنتقائية"ويعتمد على العنصر البشري في ساحات المعمورة عبر بعض مؤسسسات المجتمع المدني ذات التمويل الخارجي أيّاً يكن عربي أم غربي كنوافذ استخباراتية في الدواخل المراد استهدافها وخلق وتخليق الفوضى في منحنياتها، بحيث يتساوق ويتماهى فعل العنصر البشري ومفاعيله وتفاعلاته، مؤكداً احداثيات التجسس الألكتروني وعبر الأقمار الصناعية، وقد تحدث الرئيس ترمب مراراً وتكراراً في زياراته المعلنة وغير المعلنة لمقر المخابرات حيال رؤية جديدة في عمل الأستخبار، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي.

بعبارة أكثر وضوحاً, أي اعداد التقارير الأستخباراتية, التي تعتمد الوقائع والأدلة, التي من شأنها دعم توجهات الأدارة الأمريكية الحالية, وفقاً لما أطلق عليه المحافظين الجدد أنبياء القرن الحادي والعشرين: "التقارير المواتية" التي تتيح, تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات, القيادة السياسية الأمريكية, ومن ورائها الأيباك الأسرائيلي الصهيوني, ازاء الملف السوري بتشعباته المختلفة معزّزاً بالملف العراقي عبر ردكلة الجماعات المسلّحة, وارتباطاتهما بالساحة اللبنانية, وازاء الملف الأيراني, ومجالاته الحيوية تحديداً, مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة, في ملفات: باكستان, الهند, أفغانستان, أسيا الوسطى,...الخ.

ولمّا كانت التقارير الأستخباراتية, ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية, تلعب دوراً رئيسياً ومهماً, في صناعة القرار السياسي والعسكري والدبلوماسي والأقتصادي أولا, ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة, وقبل صدور القرار أيّاً كان نوعه, مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية, لعملية صناعة واتخاذ القرار الأستراتيجي, لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية, وخير مثال على ذلك: التطورات الجارية والتي تضمنت, عملية بناء الذرائع ضد سورية, وعلى أساس بنك الذرائع المخلّقة في مطابخ الأطراف الخارجية, ومنها افتراض وجود برنامج نووي سوري بالتعاون مع كوريا الشمالية وايران, وبعد الموقف الأمريكي الجديد من الأتفاق النووي الأيراني والذي وصف أمريكيّاً بالكارثي وعلى الدولة العبرية بجانب اعتبار ادارة الرئيس ترامب، تجربة الصاروخ الباليستي الأيراني انتهاك لذات الأتفاق النووي بجانب كشف طهران لصاروخ باليستي جديد خرّمشهر مدأه 2000 كم، وسيصار الى تكوين ملف خاص حول مسارات التعاون والتنسيق النووية بين الدول الثلاث واحالته الى مجلس الأمن الدولي, مع تصعيدات للحدث السوري خارجياً وداخلياً, مع محاولات جديدة بأداة اقليمية, لأنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية و/ أو في الجنوب السوري، رغم تقدم الجيش العربي السوري عبر سياسات القضم العسكري في استعادة الجغرافيا السورية من سيطرة الزومبيات الأرهابية بمختلف نسخها وماركاتها وأماكن صنعها وانتاجها, كذلك مشروع الضربة العسكرية ضد ايران, وهو من أبرز النماذج الراهنة لعملية, تضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية.

وعودة الى مفاعيل وعقابيل مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، والتي تم بحثها بزيارات سريّة بين كوادر المخابرات التركية والأمريكية بشكل متبادل، فانّ أنقرة أكّدت دوماً وأبداً، أنّ تقاربها مع موسكو وايران لن يباعد المسافة بين تركيا وواشنطن دي سي، وأنّ أنقرة تراهن على الرئيس ترمب في تغيير نهج سلفه أوباما في مجال دعم الفصائل الكردية، كما تعوّل تركيا من جديد على التعاون مع حليفتها التقليدية واشنطن في مسارات اضافية وبعيداً عن قيود تفاهماتها مع موسكو وطهران، وأنّ أولويتها العلاقة مع واشنطن والتنسيق معها حول الملف السوري، حيث التركي يسعى الى محاربة حزب العمّال الكردستاني مع وقف دعم أمريكا لقوّات الحماية الكردية قالها بصراحة هاكان فيدان لمايك بومبيو.

انّ زيارات مدير وكالة الأستخبارات الأمريكية مايك بومبيو السريّة والعلنية الى تركيا، تؤكد تصميم ادارة الرئيس ترامب على عدم اختطاف موسكو لتركيا والعمل الأمريكي على اعادتها الى الحضن الغربي، وهو ما سيمهد لاحقاً لوصف العلاقات الأمريكية التركية بأنّها علاقة(كابوي)أمريكي مع الهانم التركية المغرية في الحرملك. ولأنّ المشاهد مترابطة مع بعضها البعض ومتداخلة وبعمق، يجد المراقب الآن لجلّ المشهد الأعلامي العالمي وخاصة الميديا الأمريكية المدارة من قبل البلدربيرغ الأمريكي، والذي يشهد حالات من التمرد متفاقمة من قبل أذرع كارتلاته المختلفة، أنّ هناك حملات كبيرة ونوعية لتسويق اختراع كوريا الشمالية مثلاً للقنبلة الكهرومغناطيسية(قنبلة لا تقتل البشر وانما تعيده ثلاثمائة عام الى الوراء)لهذا النوع من القنابل، يأتي في سياقات الأنقسام بين الأثرياء الجدد والأثرياء التقليديين في كارتلات الدولة العميقة الأمريكية، حيث ظهرت الدولة العميقة الموازية مقابل الدولة العميقة الكلاسيكية(راجع تحليل لنا بعنوان: ترامبو والبلقان والقاع السوري الذي سيبلعه وجوقته)، وقد يكون هذا التسويق المقصود تمهيداً لضرب كوريا الشمالية، بذريعة الحفاظ على الحضارة الأمريكية أولاً والعالمية ثانياً! خاصةً في ظل وجود رئيس أمريكي يمثل الأثرياء الجدد في الولايات المتحدة بعد الأنقسام في الدولة العميقة(البلدربيرغ الأمريكي)، وعندما تدار الدول على طريقة ادارة الشركات بجانب طريقة مسابقات ملكات الجمال في أميركا، تظهر بصورة واضحة الترامبيّة السياسية، في سنوات سابقة وأعتقد أنّه الدكتور فوّاز الزعبي(وزير أسبق) قال بما معناه ذات نهار: أنّ ادارة الدولة مثل ادارة الشركة.

 فالتطور