2024-04-26 08:44 م

القاهرة والشكر لها ...والمصالحة ومتطلباتها !

2017-09-17
بقلم: وفيق زنداح
منذ حدوث الإنقسام الأسود قبل ما يزيد عن عشرة سنوات .....وما نتج عنه من ويلات ومصائب وكوارث ....وما بذلت من جهود مصرية شقيقة لإجراء جولات الحوار والوصول إلى الإتفاقيات بين طرفي الإنقسام ....وما جرى على أرض الواقع من عدم تنفيذ بنودها ومبادئها ....ونحن منذ ذلك الوقت ندور حول انفسنا ...ونجادل بعضنا .....حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه بعد جولات عديدة .....والبحث عبر عواصم متعددة .....كانت نتائجها كما يعرف الجميع منا. أزمة الإنقسام الأسود وما تولد عنه من أزمات وعلى كافة الصعد والمستويات..... لازالت قائمة وتزداد بحدتها والمها ....للحد الذي بمكن أن يوقف فكرنا .....ونبضات قلوبنا .....بمحاولة طرحنا لتساؤلات قديمة ....جديدة ...حول الهدف من الإنقسام .....ومدى فائدة اطالته ؟ ومدى النتاتئج التي وصلنا اليها؟ ومن منا سيكون الرابح والخاسر بعد عام وأعوام ؟ الجميع كان خاسرا ...ومتراجعا ...ومذنبا ....وسيفقد من شعبيته .....كما فقد من ثقة الناس به ...لأن الرأي العام مقياس الحقيقة المقدسة ....والتي أوهمونا أنها ملك لهم..... وأن ما يعرفونه من أسباب الإنقسام واستمراريته ....لا نستطيع معلرفتها واستيعابها ....وأننا يجب ان لا نتحمل عبء المعرفة الزائدة عن الحد .....حتى لا نصاب بالذهول !!!! انقسامنا الاسود الذي عشنا سنواته الطويلة دون سبب او مبرر .....ودون ادنى نتيجة يمكن الحديث عنها ....لم نعرف له هدف ...ولم يحقق لنا فائدة..... ولم ينتج عنه الا المصائب والويلات ....حتى اصبحنا لم نعد نصدق احد .....ولم نعد نثق باحد ...اوصلتمونا الى نتيجة مرة مذاقها علقم ....وحسرتها قاتلة ...لأنكم اضعتم سنوات من عمرنا ....وتكبدنا من الخسائر ما كان يمكن تجاوزه وتفاديه ....وعدم دفع فاتورته . قاهرة العروبة التي بذلت من الجهود ...والطاقات ...والمواقف الايجابية منذ عقود طويلة ....وحتى منذ عشرة سنوات مع بداية الانقسام .....وحاولت بكل جهودها ان تجمعنا على قلب رجل واحد... من خلال تعزيز وحدتنا ....ولملمة صفوفنا ....وانهاء كافة اطماعنا .....والحرص على شعبنا وقضيتنا ....حتى وصلنا الى محطة اليوم ....حيث جاءت الجهود بنتيجتها النهائية ....لتدخل الفرحة بقلوبنا ....ولتزيل صفحة سوداء من تاريخنا. حيث جاء موقف الاخوة بحركة حماس .....بحل اللجنة الادارية ....وتمكين حكومة التوافق بتسلم مهامها في القطاع ....والتمهيد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشربعية...... هذا ما تم الاعلان عنه .....وما تم البناء عليه .....لبداية صفحة جديدة من العلاقات الوطنية التي نأمل أن تتكلل بالنجاح. ومع تقديرنا الأول للجهد المصري المبذول ....والذي نحرص على تكراره وتأكيده......كما الشكر للاخوة بحركة حماس على موقفهم الجديد..... والشكر ايضا للأخوة بحركة فتح على التقاطهم للفرصة السانحة..... وللجهد المصري المبذول...... نرى اهمية التذكير ببعض النقاط التي يجب ان نحرص عليها..... وان نوضح معالمها ...وان نحدد مضامينها ....حتى لا نعود لنسمع من احد منا ....ان الشيطان يكمن بالتفاصيل..... وحتى لا نصاب بانتكاسة لا نعرف مدى عمق جرحها .....وردات فعلها على مستوى الراي العام..... وحتى على مستوى الشقيق الأكبر مصر العربية . المصالحة كما نفهمها ....وانهاء الانقسام الاسود كما ندركه ....يحتاج لمتطلبات واضحة وبارزة من اهمها وعلى راسها : أولا: وحدة النظام السياسي الفلسطيني بكافة مكوناته التنفيذية والتشريعية . ثانيا: السلطة الوطنية الفلسطينية بكافة مؤسساتها واجهزتها صاحبة الولاية القانونية على كافة اراضي السلطة الوطنية بما فيها كافة المؤسسات والاجهزة والمعابر الحدودية. ثالثا: تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية تمهد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني . رابعا: العمل وفق أرضية قانونية وادارية لا تقبل الاجتهاد والتأويل... وتحسم قراراتها من جهات الاختصاص القانوني والتنفيذي وضرورة الالتزام بها . خامسا: معالجة كافة الثغرات والمعضلات التي نتجت عن الانقسام بروح القانون واحكامه وبما لا يسقط الحقوق بالتقادم . سادسا: تنظيم العمل الفصائلي في اطار منظمة التحرير ومؤسساتها .....وبما يحفظ للجميع حقوقه ومكتسباته واليات نضاله . متطلبات المصالحة تتعددى حدود ما تم سالفا .....لأن هناك الكثير من القضايا المستعصية التي يجب تناولها والبحث في مخارجها التي ترضي الجميع...... وتساعد على تعزيز وحدة الصف واعادة هيكلة المؤسسات والاجهزة..... وفتح افاق جديدة لعمل فلسطيني موحد وديمقراطي يحتكم لقاعدة الاغلبية الوطنية .....وعلى قاعدة التوافق . نحن على الدوام نتقدم بجزيل الشكر لمصر العربية على كل ما يبذل من جهود وطاقات..... ومتابعة حريصة على تعزيز وحدتنا ....وانهاء كافة فصول انقسامنا التي بات يشكل عبئا فلسطينيا وعربيا . شكرنا الدائم والمتكرر..... يجعلنا أمام مسؤولية وطنية وتاريخية..... للمحافظة على ديمومة هذا الجهد المصري الشقيق ....وأن نحرص على التنفيذ وعدم الإطالة ....وعدم التراخي والتأجيل ....حتى نكون قادرين على اتمام كافة متطلبات المصالحة...... وتهيئة اجواء الانتخابات العامة لتعزيز ديمقراطيتنا وسيادتنا الوطنية . الجديد في لقاء القاهرة ...أن الأمور لم تعد تحتمل المزيد من الاطالة الغير مبررة..... والتي لا يمكن قبولها..... لأنها تجاوزت الزمن المسموح والمفروض..... كما تجاوزت الطاقة الممكنة وحتى المتبقية منها.