2024-04-26 07:47 م

خطاب عباس أمام العالم... متمسكون بالمشروع الوطني

2017-09-14
القدس/المنـار/ تنتظر جهات عديدة الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الهيئة الدولية، الخطاب المرتقب يأتي في عهد ادارة أمريكية جديدة ترعى عملية السلام، وانحراف عربي عن البوصلة الرئيسية تسبب في "اندلاق" أنظمة بعينها نحو الاسوار الاسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية، الى درجة التحالف مع تل أبيب لاقصاء المشهد السياسي الفلسطيني، واسقاط المشروع الوطني لصالح تسوية هزيلة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، انتظرتها هذه الانظمة طويلا لاشهار علاقاتها المتقدمة مع اسرائيل.
الادارة الامريكية الجديدة، لم تلامس بعد الجدار الحقيقي، لرعاية نزيهة شفافة محايدة لعملية السلام، وشطبت رؤية الادارة الامريكية السابقة للحل على أساس الدولتين، وبدأت جهودا ورحلات مكوكية تحمل التهديد والوعيد والمطالب المذلة، بعيدا عن الولوج في صلب الموضوع، انها رعاية أمريكية لبرامج التوسع وتعزيز الامن الاسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية العادلة والواضحة.
والرئيس عباس يتوجه الى نيويورك حيث مقر الامم المتحدة والساحة الفلسطينية تعيش انقساما لا تريد حركة حماس انهاءه وتحقيق مصالحة، وهناك قوى تشد على يد الحركة لتبقي على هذا الانقسام الذي ضرب الجسد الفلسطيني، وأضعف القدرة على مواجهة التحديات والتهديدات.
هذه هي الصورة الواضحة التي يدرك الرئيس عباس عناصرها جيدا، وهو يعرف ويدرك بأنه يخوض حربا سياسية وحيدا، ومع ذلك، الخطاب المرتقب له، سيكون مختلفا عن سابقه فالوعود لم تنفذ والاسناد العربي مجرد استعراض وعلاقات عامة، حتى أن هذا الاسناد اختفى من برامج دول عربية عديدة، وتحولت الى أطراف معادية، تضطلع بدور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهناك اصرار وعناد من جانب فرع جماعة الاخوان في غزة على عدم الجدية في حوارات تحقيق المصالحة.
الخطاب المرتقب للرئيس الفلسطيني المتمسك بالمشروع الوطني سيكون حاسما وحازما، يحتوي على العديد من الرسائل الواضحة لجهات عديدة، وردا على كل التهديدات التي تمارسها على القيادة الفلسطينية، فلم يعد هناك ما يبقي القيادة الفلسطينية في حالة انتظار وترقب تنفيذ عهود ووعود.
الخطاب المرتقب الذي سيلقيه الرئيس محمود عباس باسم الشعب الفلسطيني سيؤكد لمن يريد أن يفهم ويعي ما بين السطور أن التهديدات مرفوضة، والمواقف الفلسطينية لم تتغير، والتمسك بالمشروع الوطني مستمر وبقوة، وأن المشهد السياسي على علم بكل ما يحاك ضده.
ومع أن الادارة الامريكية طالبت بصراحة بخطاب اعتيادي تعزيزا لجهودها في رعاية عملية السلام، وطلبت من دول عربية أن تقوم بالدور نفسه، الا أن القيادة الفلسطينية تدرك أن هذه الوعود لن تترجم على أرض الواقع، وبالتالي، لا بد من حسم العديد من الأمور والاجابة على كثير من التساؤلات، وهذا ما سيجده الجميع في الخطاب المرتقب للرئيس محمود عباس على المنصة الدولية.