2024-04-26 09:33 ص

الدبلوماسية الفلسطينية.. خلل متجذر تسبب في ارتدادات سلبية

2017-05-25
القدس/المنـار/ وزارة الخارجية في أية دولة، هي مرآة سياستها الخارجية، وهي الجهة المسؤولة عن تحقيق سياسات الدول، وقطف الثمار والانجازات للتحرك الدبلوماسي، يضطلع به متمرسون ومختصون أصحاب كفاءات.
وتتحمل وزارات الخارجية، أو حقائب الدبلوماسية، مسؤولية الفشل في هذه الساحة أو تلك، وتتوقف على نشاطاتها صياغة القرارات واتخاذ المواقف، وفي كل الاتجاهات.
الدبلوماسية الفلسطينية وبحيادية مطلقة، لم تتمكن من صد الاختراقات للدبلوماسية الاسرائيلية في العديد من الساحاتِ، وخسرت الكثير فيها، اسنادا ومواقف على صعيد العلاقات الثنائية وفي المحافل الدولية.
اذا، هناك خلل، لم توضع اليد بعد لاصلاحه، لذلك يستمر مسلسل الاخفاقات.. وفي فحص دقيق لكل حيثيات العمل الدبلوماسي والدبلوماسية الفلسطينية، نجد أن هناك أسبابا كثيرة تحول دون تحقيق انجازات ونجاحات، منها الافتقار الى الكفاءات والخبرة، ففي أي بلد في العالم يتم اختيار العاملين في الدبلوماسية استنادا الى مقاييس الكفاءة والاختصاص، فوزارات الخارجية ليست مزارع يديرها محتكرون، فعلى سبيل المثال، لا يمكن توظيف طبيب في دائرة الاشغال العامة!!
وأيضا، لا تدار الدبلوماسية في ِاي بلد ما، من حقيبة شخص، مهما كانت كفاءته، ولا يستند العمل الدبلوماسي الى تقارير خاطئة وكيدية، ولا يخضع لأمزجة متنفذين في مثل هذه الوزارات الحساسة، ذات الاهمية البالغة.
في الساحة الفلسطينية، الحقائب الحساسة، ومنها حقيبة الخارجية، بحاجة الى اعادة تقييم، وقبول النقد الايجابي، والتوقف عن الزج بأعداد كبيرة من الموظفين بلا تخصص أو خبرة وكفاءة، بل لمجرد الاستزلام وتبادل المنافع و "البرستيج" من أبناء الذوات من المستويين، الدبلوماسية الناجحة هي التي تختار سفراءها ورؤساء بعثاتها في الخارج على أساس الكفاءة والمنافسة الشريفة، بعيدا عن التلاعب المتجذر والتكديس الوظيفي، المثير للشفقة والتساؤلات التي لم يجرؤ أحد حتى الان من الاجابة عليها.
ان عملية فرز دقيقة، لحال الدبلوماسية الفلسطينية، سيصدم القائمون على هذه العملية، وسيجدون "العجب العجاب"، ويقفون على اسباب الفشل والخراب.
في ساحات عدة، تراجعت الدبلوماسية الفلسطينية، وخسر شعبنا الدعم التاريخي لقضيته من دول عديدة، اخرها تصويت البرلمان التشيكي لصالح اعتبار القدس (عاصمة لاسرائيل)، من يتحمل المسؤولية هم القائمون على التعيينات والتوظيف، فكثيرة هي السفارات الفلسطينية في الخارج ليست على مستوى الاحداث والادوار المنوطة بهان لا تخصص ولا خبرة ولا كفاءة، بعيدا عن الشفافية والنزاهة والعدالة، سفارات هي مجرد هياكل، فيها موظفون تم تعيينهم ارضاء لهذا وذاك وبواسطة من هذه وتلك، وزارة "محشوة" بموظفين ليست لديهم أدنى مقاييس الاختيار.
عادةً، الدبلوماسية، من خلال سفرائها، يقيمون العلاقات مع دولة ما، بذكاء وحنكة، مع كل القوى السياسية في هذه الدولة، النظام القائم والمعارضة، وعدم الاكتفاء بجهة واحدة، فالمعارضة قد تتسلم الحكم في عملية انتخابية، تحصد فيها أعلى الاصوات، في الهند مثلا، تجاهلت الدبلوماسية الفلسطينية المعارضة الهندية، على عكس اسرائيل التي أقامت علاقات متوازية معها، وفي الانتخابات نجحت المعارضة، فعززت العلاقات مع اسرائيل، وخسر الفلسطينيون، وبات رئيس الوزراء الهندي نارندا مودي صديقا حميما لتل أبيب، وأعلن مرارا بكل صراحة أن علاقات بلاده تشهد تحسنا كبيرا مع اسرائيل، وانه سيواصل تعزيز علاقات نيودلهي الدفاعية مع تل ابيب، واعلن ذلك، قبيل لقائه مع الرئيس الفلسطيني وفي اقواله هذه معاني ودلالات كبيرة وهامة.
حسارة، سببها ضعف الدبلوماسية الفلسطينية، ضعف سببه "عجزة" لتولي غالبية السفارات في الخارجِ، فالتعيينات في هذه الحقيبة الحساسة "شروي عروي"، بعيدا عن التخطيط والنزاهة والشفافية، الآن في فنزويلا مخاض كبير وخطير، والانتخابات ليست بعيدة، ماذا لو جاءت هذه الانتخابات بالمعارضة، المدعومة من قوى عديدة، في مقدمتها الولايات المتحدة؟!
فنزويلا من الدول القليلة الداعمة بحق لقضية الشعب الفلسطيني ومواقفه وحقوقه، واذا ما تسلمت المعارضة في هذا البلد، فان خسارة هذا الشعب فادحة وقاتلة، لِأن دبلوماسييناِ، "وهم كثيرون" غير قادرين على ادارة تحرك دبلوماسي ناجح، في العديد من الساحات، ونسأل، هل أقامت الدبلوماسية الفلسطينية علاقات مع المعارضة.. بالطبع لا، لذلك، في حال نجحت المعارضة الفنزويلية، ستكشف الكثير من الأمور والاسرار وما هو مخفي، كشف يؤكد العجز الدبلوماسي الفلسطيني وانشغاله في ملاعب بعيدة كل البعد عن الميدان الدبلوماسي.