2024-04-26 03:39 م

الكوليرا في اليمن واحتمال أن تكون جزءا من حرب بيولوجية

2017-05-19
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
أكثر من عامين مضت على الحرب الهمجية التي شنها النظام السعودي على الشعب اليمني منذ شهر مارس من عام 2015 دمرت فيه البلد عن بكرة أبيها بكامل بنيتها التحتية حيث دمرت المدارس والمستشفيات والمزارع ومصانع الادوية وشبكات توزيع المياه والغاز والكهرباء وشبكات الطرق والجسور..الخ. وتم فرض الحصار الجوي والبحري والبري لمنع وصول اية مساعدات حتى الإنسانية منها من الغذاء والادوية والمستلزمات الطبية الأساسية وكل هذا بمساعدة أمريكية واضحة وباشتراك ما يسمى "بالمجتمع الدولي" والأمم المتحدة التي لم تحرك ساكنا أمام المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهل اليمن لا بل أنها لعبت دورا قذرا بالمساهمة في تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقمها بشكل حاد حتى الوصول الى المجاعة الفعلية وسوء التغذية وخاصة عند الأطفال والمسنين التي حصدت عشرات الالاف من الأرواح أكثر بكثير مما حصدت الحرب المباشرة والقصف الجوي المستمر على مدار الساعة من بدء العدوان ولغاية الان. واليوم أصبحنا نتحدث عن انتشار وباء الكوليرا في اليمن وخاصة في المناطق الشمالية وبالتحديد في صنعاء. وهنالك اليوم أكثر من 200 حالة وفاة أغلبهم من الأطفال. ومن المرجح ان أعداد المصابين بهذا الوباء قد بلغت ما يقرب من 11 الف حالة والعدد في تصاعد مستمر. ولقد نقلت بعض وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات عن حالة الاكتظاظ الغير مسبوقة في المستشفيات أو ما تبقى منها حيث تجد المصابين في الممرات وخارج المستشفى لعدم قدرة المستشفيات لتقديم سرائر للمرضى والمصابين. ومع شحة الادوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الخانق التي تفرضه قوات ما يسمى بالتحالف العربي الإسلامي مدعوما من الولايات المتحدة بشكل أساسي من المرجح ان يتفاقم وباء الكوليرا. وقد أعلنت صنعاء الان منطقة منكوبة من جراء تفشي هذا الوباء. ما نود ان نشير اليه هنا هو عن احتمال أن يكون انتشار وباء الكوليرا في اليمن هو جزء من حرب بيولوجية على هذا البلد وشعبه وذلك بعد ان عجزت الة الحرب الهمجية على اليمن ان تركع هذا الشعب الابي وتفرض عليه الاستسلام لآل سعود بعد ان ثار على العبودية والتبعية التي كبلته ونهبت ثرواته ومقدراته لعقود من الزمن. وهذه الشكوك أوردتها أحد مصادر الاعلام البديل الأمريكي فيترن تودى بتاريخ 17 مايو. حيث يشير المصدر ان هنالك تقرير وصل الموقع من شركة أمريكن ديفنس سوليوشنز يشير الى ان الكوليرا التي انتشرت في اليمن هي جزء من الحرب البيولوجية. والى ان يتم نشر التقرير وتناوله من مصادر أخرى هذا إذا أتيح لهذه المعلومة بالانتشار والتحقيق الميداني من قبل أطراف دولية محايدة في الموضوع ربما يبقى الامر في زاوية التكهنات. ولكن مع هذا فان الامر لن يكون مستغربا إذا ما ناقشنا القضية بشكل موضوعي من خلال معرفتنا بالأطراف المنخرطة في هذه الحرب البربرية وتأريخهم الأسود الماضي والحاضر. فالولايات المتحدة منخرطة بشكل كبير مباشر وغير مباشر في هذه الحرب وذلك عن طريق الدعم اللوجيستي التي تقدمه للسعودية في هذه الحرب الى جانب تزويدها بالذخائر والأسلحة المتطورة والطائرات والصواريخ الموجهة التي تقصف اليمن يوميا منذ بدء العدوان. ولا ننسى ان عهد أوباما شهد توقيع صفقات أسلحة للسعودية تقدر بحوالي مئة مليار دولار أما الرئيس ترامب فقد رفع بعض القيود التي كانت إدارة أوباما قد وضعتها في آواخر عهده نظرا للأصوات العالية التي رفعت من قبل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية للمجازر التي تركبها السعودية وقوات التحالف التي ترقى الى جرائم حرب. والسعودية لم تتوانى عن استخدام القنابل العنقودية في المناطق الاهلة بالسكان الى جانب الأسلحة والذخائر والصواريخ التي يدخل في تركيبها اليورانيوم المنضب والذي تصدر عنه الاشعاعات النووية والتي أدت الى حدوث العديد من حالات موت الاجنة وهو ما وثقته بعض المنظمات الطبية الغير حكومية العاملة في اليمن. ولا ننسى ان الولايات المتحدة قد استخدمت في حربها على فيتنام في سبعينات القرن الماضي قنابل النابالم والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية مثل العمل الأورنجي وابادت قرى بأكملها بهذه الأسلحة الكيماوية. وهي من امدت السعودية بالقنابل التي استخدمت في اليمن. بالإضافة الى أمريكا فقد توجهت السعودية الى دولة الكيان الصهيوني لأمدادها بالأسلحة التي تمنعت أو تباطأت الولايات المتحدة عن امدادها بها. كما وأن أخبار تناقلت عن وجود طيارين إسرائيليين يشاركون في قصف اليمن بطائرات تحمل العلم السعودي. لا بل وأكثر من ذلك فان إسرائيل هي المتهمة باستخدام قنابل نووية تكتيكية في اليمن على الأقل مرة واحدة. ولا شك ان السعودية قد توجهت الى الكيان الصهيوني لأمدادها بالأسلحة المحرمة دوليا وخاصة وأن الكيان يمتلك مخزونا من القنابل العنقودية فقد استخدمها في حربه وعدانه المتكرر على قطاع غزة كما استخدمها أثناء العدوان على لبنان وخاصة عام 2006. وما بين عامي 1947 و 1948 قامت العصابات الصهيونية المسلحة التي كانت تقوم بمهاجمة القرى الفلسطينية وتهجير أهلها وتحت توجيهات المجرم مناحيم بيجن آنذاك باستخدام الحرب البيولوجية بتسميم مياه الابار في هذه القرى بميكروب التيفوئيد والدزنطاريا (حالة الاسهال الشديد) وذلك ضمن برنامج وسياسة التطهير العرقي الذي دأبت عليه الحركة الصهيونية وما زالت ليومنا هذا ضد الشعب الفلسطيني. بعد كل هذا ومع وجود التحالف الثلاثي الغير مقدس بين السعودية وامريكا والكيان الصهيوني والتاريخ الأسود الحافل لأطراف هذا التحالف باستخدام الحرب البيولوجية والأسلحة الكيماوية، الى جانب عدم قدرة التحالف العربي الإسلامي الذي يقوده آل سعود وحقدهم الاعمى القبلي ضد سكان اليمن وعدم قدرتهم على تحقيق أي من الأهداف السياسية للعدوان بالرغم من المليارات التي صرفت لها وتجميع مرتزقة من عدة دول للمشاركة في هذه الحرب والفترة الزمنية لهذه الحرب التي طالت، وارتفاع الأصوات الشعبية والدولية وخاصة للمنظمات الغير حكومية لإنهاء هذه الحرب المدمرة لن نستغرب على الاطلاق ان يكون ميكروب الكوليرا قد سلم لأطراف يمنية قاعدية أو غيرها من قبل آل سعود وهذه الأطراف قد قامت بتسميم أبار المياه التي تستخدم للشرب وبالتالي تلويث المياه بهذا الميكروب الذي تسبب في انتشار هذا الوباء كوسيلة من وسائل حرب الإبادة التي يشنها آل سعود على الشعب اليمني. لقد اثبتت التجربة في سوريا والعراق واليمن أن النظام الحاكم في السعودية لن يتوانى عن استخدام اية وسيلة في محاولته ان يحقق "انتصارا" في أي من هذه الساحات وخاصة في اليمن الان بعد ان دخل في هذا المستنقع بشكل عسكري مباشر. وآل سعود يدركون انهم ربما قادرون وأيضا من خلال تجربتهم في اليمن أنهم قادرون على استخدام الأوراق الخضراء لشراء الذمم واسكات الأصوات الدولية لا بل والدخول الى منظمات الأمم المتحدة لحقوق الانسان وحقوق المرأة باستخدام البترودولار للرشاوي وعقد صفقات الأسلحة وعلى ان هنالك دول واعلام منافق ومرتزقة من كتبة ومراكز أبحاث تستطيع أن تحسن من وجههم القبيح وعدم التعرض لهم. وهذا بالطبع بمثابة تشجيع لهم لاستخدام طرق همجية حتى اذا ما وصلت الى استخدام الأسلحة البيولوجية في اليمن.