2024-05-08 06:40 م

المقاومة شوكة في حلق إسرائيل

2017-05-18
بقلم: محمود الشاعر
سعت إسرائيل منذ سنوات طويلة لتحقيق مشروعها الاستيطاني في المنطقة وتمكنت بأساليبها الملتوية من إيجاد موطئ قدم لها في قلب الوطن العربي وحاولت تحقيق نهضتها ورفاهها بدعم من بعض الأنظمة العربية والحكام العرب ممن عرفوا بالتبعية والقدرة على التآمر والخيانة بعد أن تخلوا عن قيمهم الوطنية وباعوا قضايا أمتهم بأبخس الأثمان ،لكن محور المقاومة ظل شوكة في الحلق الإسرائيلي ينغص عليه أحلامه ويقوض أمانيه بإقامة مشروعه الصهيوني ويقف في وجه مخططاته العدوانية في المنطقة ،لذا كان على أميركا الداعم الأول لإسرائيل أن تسعى دائماً على وضع المخططات الكفيلة بتفكيك محور المقاومة حفاظاً على أمن إسرائيل وإتباع سبل شتى لمواجهة هذا المحور وإضعافه ،وما إشعال فتيل الربيع العربي المزعوم إلا دليل على محاولة هؤلاء إلى زعزعة الثقة بين أبناء الأمة العربية وإضعاف المناعة الوطنية والقومية لديهم وإشغالهم بصراعات داخلية لصرف النظر عن الخطر الحقيقي المتربص بهم والذي يهدد وجودهم وهو خطر الإخطبوط الصهيوني الذي يبسط أذرعه الشيطانية في بقاع مختلفة من الوطن . إن ما تسعى إليه أمريكا اليوم هو إنشاء تكتل إقليمي تشكل السعودية الدعامة الأساسية له للوقوف في وجه محور المقاومة بعد أن استغلت أميركا ما يدور في الرأس السعودي الفارغ من أوهام ومزاعم حول خطر إيراني مزعوم في المنطقة لذا هي تتجه اليوم إلى إقامة حلف عسكري مدعوم بأموال خليجية هدفه الأول حماية إسرائيل وتحقيق أمنها يضاف إلى ذلك سعي ترامب وهو المقاول ورجل الأعمال الذي يفكر بعقلية تجارية بحته إلى عقد صفقات بيع الأسلحة للسعودي الواهم بقدرته على امتلاك قوة تقف في مواجهة محور المقاومة وتحقق أمانيه بعدوان مباشر على الأرض السورية بعد تقسيمها وإضعافها أو ارتكاب حماقة ما تشعل المنطقة بحروب واسعة لا طائل منها وأياً كانت الخطة الأمريكية الجديدة التي ستعد اليوم في عقر دار أعراب الخليج أثناء اللقاء المرتقب مع ترامب فإن سورية وحلفاءها ماضون في محاربة الإرهاب في خطاً حثيثة لا يثنيهم شيء ولا يقيهم تحالفات الأعراب ومن لف لفهم من الخونة والمتآمرين وساعون إلى حقن الدماء وتحقيق المصالحات تمهيداً لإعمار سورية وإعادتها أفضل مما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية القذرة التي شنت عليها .
*أمين تحرير صحيفةالعروبة بحمص