2024-04-26 02:18 م

وثيقة حماس.. الجهات الراعية و "المزاحمة" على التمثيل الفلسطيني

2017-05-04
القدس/المنـار/ كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ (المنـار) أن قيادة حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي ناقشت مع مسؤولين أجانب فقرات من الوثيقة التي أعلنها خالد مشعل من الدوحة، هؤلاء المسؤولون الذين تحدث عنهم مشعل هم من بريطانيا وامريكا وسويسرا، وغالبيتهم خارج الخدمة، والباقي دبلوماسيون التقوا جميعهم بقيادة حماس في المشيخة القطرية بترتيب من نظام المشيخة.
وقالت المصادر المقربة من حركة حماس، أن الاسراع في الاعلان عن الوثيقة جاء بطلب من الدوحة وأنقرة، بتنسيق مع جماعة الاخوان، والهدف الرئيس مزاحمة السلطة الفلسطينية على تمثيل الشعب الفلسطيني، بناء على وعود من تركيا وقطر، واستعدادهما لفتح قنوات تفاوض مباشر بين حماس واسرائيل، تفضي الى التوقيع على اتفاقية الهدنة طويلة الأمد، وأشارت المصادر الى أن الدوحة وأنقرة تسعيان لدى واشنطن وتل أبيب للتفاوض مع قيادة حماس، مع الاستعداد لاجراء تعديلات مستقبلا على الوثيقة الجديدة التي شطبت نهائيا ميثاق الحركة.
وأضافت المصادر، أن الوعود والنصائح وأحيانا التهديدات من أكثر من جهة في الاقليم والساحة الدولية لعبت دورا في اصدار هذه الوثيقة التي وضعت حماس على سكة المفاوضات.
وتفيد المصادر أن الخطوة الثانية لحماس وبدعم من دول في الاقليم، هي "مزاحمة" القيادة الفلسطينية على التمثيل بطرق شتى من بينها، الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتوافق على فصائل فيها للامساك بالمشهد السياسي، وبداية مشاركة السلطة الفلسطينية في المفاوضات حال استئنافها مع اسرائيل، وهو مطلب اقليمي ودولي متفق عليه، وتحقيقه بات وشيكا، ووصفت المصادر الوثيقة الحمساوية بأنها "خلطت الأوراق" في الساحة الفلسطينية وفتحت الابواب واسعة لتدخلات دول في المنطقة لايجاد مسار توافقي بين السلطة وحماس ولن تكون مصر بعيدة عن ذلك، بعد أن أكدت الوثيقة ابتعاد الحركة عن جماعة الاخوان.
وترى المصادر أن الجهات التي وقفت وراء الوثيقة، أو نصحت بصياغتها واعلانها، ستتجه الان نحو اسرائيل لـ "تليين" موقفها.. مع أن التجارب تؤكد أنه في حال كان هناك تنازل من جانب أي طرف فلسطيني يقابله تشددا من الجانب الاسرائيلي، يذكر هنا أن خالد مشعل أعلن الوثيقة من الدوحة على مقربة من أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة "عيديد"، وفي ذلك دلالة.