2024-04-26 04:09 م

تداعيات العدوان الأمريكي على القضية الفلسطينية

2017-04-10
القدس/المنـار/ العدوان الامريكي البربري على سوريا، تم الاعداد له، توقيتا ومناخا، سياسيا وعسكريا، وتوفير أغطية واقنعة وتجميع تبريرات، واخراج سيناريوهات، ورسائله واضحة، من حيث المضامين والجهات، وما خطط له من نتائج مرجوة.
ونتناول هنا، تداعيات هذا العدوان، على القضية الفلسطينية، وفي هذا الاطار ينظر الى حجم الفائدة والارباح التي جنتها اسرائيل من وراء هذا العدوان، فهي أولا، أخطرت به قبل حدوثه، والذي قد يكون خطوة ما قبل شن الحرب على الدولة السورية، كما حصل في العراق.
هذا العدوان الغاشم يشجع الاطراف التي تسعى منذ زمن لتصفية القضية الفلسطينية، ويوفر لها المناخ الملائم والاجواء المناسبة لتمرير الحل التصفوي، واشهار علاقات التحالف بين الأنظمة الارهابية واسرائيل، وفي مقدمتها السعودية ومشيخة قطر والامارات.. وفي ذات الوقت يفتح الطريق أمام الأنظمة المرتبطة مع أمريكا والممولة سعوديا، للمشاركة في مسيرة صياغة الحل التصفوي، لتسويقه تحت أجواء الحرب التي توفرها اعتداءات واشنطن، وجرائم الارهابيين في اكثر من ساحة، والحرب القذرة المستمرة على الشعب اليمني.
العدوان الامريكي، ترجمة لدعوات وبرامج اسرائيل، في استهدافها لشعبي سوريا وفلسطين، وتل أبيب معنية بخلق مناطق فاصلة، تحت أية مسميات بينها وبين سوريا، وبين الاردن وسوريا في الجنوب تحت ذريعة الخشية من اقامة قواعد ايرانية وأخرى لحزب الله في المنطقتين، وجاء هذا العدوان ليفتح شهية أعداء سوريا، لتقسيم أراضيها، ومن بينهم تركيا أحد اللاعبين الاساسيين في مخطط تمويل ودعم المخططات الارهابية وعصابات الارهاب.
واسرائيل من وراء هذا العدوان، ستجذب الكثير من الانظمة العربية والخليجية بشكل خاص الى دائرتها وأحضانها تطبيعا وأدوات لتمرير مخططاتها، وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية، دون تدخل دولي، أو دعوتها للالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بالصراع الفلسطينية الاسرائيلي، والعدوان الامريكي يمنح اسرائيل فرصة للهرب من الضغوط الدولية، وتداعيات العدوان سيشغل قوى التأثير وجهات عديدة بقضايا القضية الفلسطينية ليست منها، ومن تحت هذا الانشغال الذي خططت له اسرائيل مع السعودية وتركيا، ستدار لعبة تصفية القضية الفلسطينية التي ستبدأ بتطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية.