2024-04-27 01:23 ص

لغة "هيلي" الشوارعية تصفع المجتمع الدولي

2017-04-08
بقلم: عبدالحميد الهمشري
«المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» هكذا علمنا رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل السلام والتسليم ، لكننا يومياً نلدغ عدة مرات دون أن يتحرك لنا ساكن ويبدو أننا تعودنا على ذلك، فلم يعد الأمر يعنينا لا من قريب ولا من بعيد ، لدرجة أنه لم تعد توقظنا الصفعات وإن كانت خارج حدود اللياقة والأدب الدبلوماسي والبروتوكولي. استميحكم عذراً في قولي هذا الذي ليس فيه تجنٍ بل هو الحقيقة المرة حيث أن ما دفعني للخوض فيه هو ما تلفظت به «نيكي هيلي» إحدى تلميذات المدرسة الترامبية في السياسة اللغوية الشوارعية إن جاز اعتبارها مدرسة ، فتشابيهها اللغوية الفظة التي استخدمتها في خطابها الذي ألقته في مؤتمر « الآيباك « بواشنطن ومقارناتها وتصريحاتها مليئة بالعنجهية والتباهي الأحمق بالقوّة والقدرة على إرهاب الآخرين ومعاقبتهم .. وهذا واضح فيما قالته أن لا شخص يجرؤ أن يتحدث معها حول القرار 2334 وبأنها الشريف الجديد في الأمم المتحدة (الكلمة التي تعودنا سماعها في أفلام الكاوبوي القديمة لوصف مدير الشرطة في منطقة أو بلدة) ، وبأنها توجه إنذاراً للجميع في المنظمة الدولية في كل ما يخص الكيان العبري، وتفرض إملاءاتها على السلطة الفلسطينية بالعودة لطاولة المفاوضات من دون شروط!. مستخدمة كما أسلفت لغة الشوارعيّة التي صارت الطابع الذي يطبع إدارة ترامب والعاملين معه بقولها أنا أرتدي حذاء ذا كعب عالٍ، ليس من أجل الموضة ولكن لركل أي شخص يوجه انتقاداً خاطئاً لإسرائيل». هيلي هي ممثلة الترامبية في المنظمة الأممية ، التي كان من أولى إنجازاتها ، دفع السيدة الفاضلة ريما خلف رئيسة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) للاستقالة بعد صدور تقرير عن اللجنة الذي يعتبر الكيان الصهيوني نظام تمييز عنصري ، وإلى منع تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا وصولاً إلى تهديدها الساذج الأخير باستخدام كعب حذائها لمواجهة منتقدي إسرائيل. وما كان لها أن تنفش ريشها وتتمادى في صلفها وغرورها لولا خضوع الأمين العام أنطونيو غوتيريش لضغوطاتها ، وكذلك الصمت المحير الذي تقابل به تصريحات هيلي الخارجة عن أطر الدبلوماسية المتعارف عليها، وهو أمر يحيل المنظمة الدولية، التي بنيت على أساس العمل على منع الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية فعلاً إلى كيان يحكمه الشريف الأمريكي الذي يحمل مسدّسه على خصره، وينظر إلى العالم وكأنه مستعمرة أمريكية على الجميع الخضوع لإرادة السيد الأمريكي، هيلي هي خلاصة العدوانية الترامبية التي تجد في إسرائيل ممثلها الحقيقي دوليا.