2024-04-26 09:09 ص

هل تقرن قوى العدوان أقوالها بأفعالها .؟!

2017-04-05
بقلم: محمود الشاعر
أقفلت الأبواب في وجه تركيا ،وخابت مساعيها بعد ست سنوات من العدوان المباشر على الأرض السورية والذي عاثت فيه فساداً ودماراً وتخريباً ،وكانت خلاله المنبع الأول للإرهابيين الذين روّعوا الآمنين من أبناء الشعب السوري ممن دفعوا الثمن غالياً من دمائهم وأرزاقهم وثروات بلادهم ،لكن كؤوس الهزائم المتكررة التي تجرعها الأتراك ومرتزقتهم وعملاؤهم دفعهم أخيراً إلى إعلان وقف عملية درع الفرات في سورية ،وعادوا منها بخفي حنين بعد أن تحطمت أوهامهم بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري أرادوا اتخاذها كوثيقة تمكنهم من التدخل في الشأن السوري لكن ماحصل على أرض الميدان فاق توقعاتهم حيث تمكن الجيش العربي السوري من اتخاذ مواقف صارمة حيال ذلك ووقف في وجه المخططات العدوانية التركية واستطاع في مدة وجيزة تحقيق مكتسبات وانتصارات سدت الطرق أمام القوات التركية وآخرها ما حدث في منطقة الباب حيث أجبرها على التراجع . إن المتابع للهجمات الإرهابية الأخيرة التي تمت على أطراف دمشق وفي ريف حماة يدرك جيداً بأن وراءها أيادٍ تركية أرادت أن تلعب بكل ما تملك من أوراق في محاولة يائسة لتعويض خساراتها المتلاحقة عبر عمليات انتحارية وهيستيرية ،لكن الرد السريع والحاسم من قبل الجيش السوري والأعداد الكبيرة التي تم القضاء عليها من الإرهابيين شكلت ضربة قاصمة لهؤلاء ووضعت حداً لأحلامهم وأوهامهم المتورمة وكما أن الذئب لا يؤتمن جانبه لطباع الغدر فيه كذلك فإنه لا يمكن الوثوق بالتصريحات التركية التي أعلنت وقف عملياتها العدوانية ما لم يقترن القول بالفعل وفي تقاطع لافت للأحداث تظهر التبدلات في المواقف الدولية ولاسيما تصريحات الخارجية الأمريكية حيال تحديد مصير الرئيس السوري الذي يحدده الشعب السوري . إن مواقف كهذه - في حال صدقها –إنما تؤكد إنقلاباً في المشهد العام وتراجعاً في أولويات قوى العدوان التي فعلت المستحيل خلال سنوات الحرب للنيل من الصمود السوري عبر التحالفات الشيطانية والمشاريع التقسيمية والاستثمار في الإرهاب ولم تحصد في النهاية سوى الخيبات المتلاحقة مما حدا بها إلى إتباع نهج جديد تظهر من خلاله ملامح لتسوية ما قد تلوح في الأفق بعد أن عادت مجدداً لتؤكد ما أكده السوريون مراراً حول أولوية مكافحة الإرهاب ،وبانتظار صدق النيات الأمريكية ،فلابد من الإشارة إلى أن التجارب السابقة مع الإدارات الأمريكية المتلاحقة تؤكد أن الأمريكي يغلب مصلحته أولاً وهو قادر على التلون وتبديل مواقفه بسرعة دون أي رادع ،فإذا كانت مكافحة الإرهاب أولية كما يقول هؤلاء فلا بد إذاً من قطع العلاقات مع ممولي الإرهاب ومشغليه ومنتجيه ،لكننا نشهد دائماً عكس ذلك وإذا كان القضاء على الإرهاب الذي تمتد جرائمه إلى مناطق مختلفة من العالم هو الهدف الأول للأمريكيين فلماذا يتم الآن هذا الحشد ضد إيران والتهديد بإقامة ناتو خليجي برعاية أمريكية لمواجهة إيران وهي البلد الأول الذي مد يد العون لكل من يحارب الإرهاب ويقف في وجهه . إن ما ننتظره اليوم من الأمريكي مواقف عملية وجادة على أرض الواقع لا تتعارض مع التصريحات السياسية الايجابية تجاه الشأن السوري بعيداً عن العبث السياسي الذي لا يثمر الحلول الجادة التي تنقذ السوريين من أزمتهم وتعيد لهم الأمان والاستقرار في بلد موحد وآمن.