2024-04-26 03:50 م

ترامب من الأردن.. غرفة موك جديدة وإيران في مرمى السهام الداعشية

2017-04-05
بقلم: الدكتور محمد بكر
لن تفتح السعودية " جيوبها " فقط للجانب المصري لدعم اقتصاده وإعادة المياه لمجاريها مع القاهرة، بحسب توصيف يديعوت أحرنوت للتوبيخ الذي تلقاه محمد بن سلمان من ترامب في زيارته الأخيرة لواشنطن وذلك نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة ، بل للأردن حصته أيضاً بعد أن اتشحت البلاد باللون الأخضر ترحيباً بالعاهل السعودي خلال القمة الأخيرة في عمان، قمة ٌ من أجل ترامب، هكذا جاء توصيفها من مركز أبحاث يروشيلم الذي يترأسه دوري غولد، لا يحتاج المشهد لما حدث في عمان للتوصيف، فالوقائع والبوح كانا واضحين وضوح الشمس، بوح الريال السعودي وكلمته العليا في الإعلان عن الاستثمارات الاقتصادية لرسم التشكيلات السياسية، طوابير طويلة (وأيضاً بحسب الوصف الإسرائيلي) من الزعماء العرب كانت تنتظر على هامش القمة للقاء غرينبلت مبعوث ترامب للقمة، وللنقاش  بطبيعة الحال في حيثيات ماحدده ترامب كجدول أعمال للقمة، ومادأب الملك الأردني على رسمه وتشكيله لجهة إقناع الرؤساء العرب لتدشين التحالف الذي يحلو للأمريكان تسميته بالعربي السني لمواجهة التدخلات والإرهاب الإيراني بحسب التوصيفات الأميركية. أبعاد ثلاثة تتطلع إليها إدارة ترامب لجهة ماتم تأسيسه وما أسدل عنه الستار على مسرح عمان : - مايسمى زوراً وبهتاناً بعملية السلام ولاحقاً مولودها الجديد الذي أطل برأسه في الأردن وفي سطور البيان الختامي تحت عنوان المصالحة التاريخية مع الكيان الصهيوني، وهو ما سيُدعى له أميركياً قريباً عبر مؤتمر دولي،  ولن يجني في اعتقادنا أي جديد بسبب التعنت الإسرائيلي، وإيماننا بالمقاومة الفلسطينية التي نعتقد أنها عند المحك تستطيع بالحد الأدنى أن تخلط الحسابات. - استمرار الاستثمار في الميدان السوري في محاولة للضغط على الروسي، ولانستبعد أن تتم بشكل مباشر أو غير مباشر إعادة هيكلة لغرفة موك جديدة في الأردن لحصد ضغط عسكري وسياسي على دمشق وحلفائها يضاف لما يتم العمل عليه أميركياً في الشمال والشمال الشرقي السوري. - التمهيد للاستهداف المباشر لإيران من خلال الاستهداف غير المباشر للداخل الإيراني الذي بقي عصياً على الاختراق خلال السنوات الماضية، إذ تعود المحاولات مجدداً للمساس بهذه الجزئية التي تخذم مستقبلاً وتسهل من مهمة التحالف وأبعاد تشكيله، ومن هنا نفهم ونقرأ رسائل ودلالات وتوقيت شريط الفيديو الذي بثه داعش ويتحدث فيه عن ماسماه بفتح إيران وإعلان تشكيل كتيبة سلمان الفارسي والوعيد والتهديد للإمام الخامنئي بتدمير بيته، هذه الرسائل التي لم تأتي مصادفة على الإطلاق ولاسيما تزامن ذلك مع الحديث عن تحالف جديد يقول ويجهر القائمون عليه أنه لمواجهة إيران. لانعرف إلى أين يمضي ترامب في الأمور المعلنة بالحد الأدنى، وهل يقف الأمر فقط عند الصبغة التجارية التي تحكم عقله فيمضي مع الجديد السعودي من بوابة ابتزازه وتحقيق المزيد من نهبه وضمان تبعيته له. قيل أن بناء مقرات الحلف الجديد سيتم المباشرة بها قرب الرياض وستكون مجهزة بأحدث المعدات العسكرية، ربما لن يؤخرها أو يعرقلها شيء سوى المفاجآت التي قد ترد من الميدان السوري، أو ماسيرسله محور دمشق من رسائل، لايمكن إلا أن يقف عندها أو يتوقعها المراقبون والمحللون قياساً على سنوات من الكباش وتناطح الرؤوس.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
 Dr.mbkr83@gmail.com