2024-04-26 04:31 م

خياران "كلاهما مر" أمام الرئيس عباس فهل يلجأ الى خيار ثالث؟!

2017-04-02
القدس/المنـار/ لم يعد سرا أن قمة البحر الميت شكلت نقطة الانطلاق والمدخل لتحركات سياسية تقودها الولايات المتحدة، لصياغة حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يكون فيه لدول الاعتدال العربية، أو كما تسميه الدول الغربية بالتحالف السني، دور كبير، من حيث الاستعداد الكامل بمباركته وتسويقه، وفق تعليمات السيد الأمريكي، وما سعت من أجله اسرائيل، التي تصنف نفسها عضوا في هذا الحلف المقام على قاعدة العداء لايران والمقاومة وقضايا الأمة.
الكلمات التي قيلت في الجلسة العلنية للقمة ليست جدية، بمعنى أنها لم تنطلق من صدق نوايا والالتزام، وبالتالي، التحركات التي تلت القمة، هي الاساس وهي المسار القادم، الذي يحدد الوجهة التي ستسلكها عواصم الحلف.
هذه التحركات، دافع الثمن فيها هم الفلسطينيون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس يدرك ذلك تماما، والحلف المشكل بتحركاته ومساعيه، يضع الرئيس الفلسطيني أمام خيارين، فإما مسايرة ذلك والانضمام الى الحلف المذكور والالتزام بما يقرره، واما أن يتحفظ على ذلك، وعندها ستنهال عليه الضغوط من كل جانب، والرئيس الفلسطيني في خطابه في قمة البحر الميت، طرح رغبات شعبه، ووجهة نظره، حول كيفية وشروط ومطالب صنع السلام، لكن، في القادم من الأيام سنشهد أن كل ما جاء في هذا الخطاب لن يؤخذ به، وبالتالي، ما هو مطروح اليوم وبقوة، هو كيفية مواجهة التحركات المريبة؟! وأي من الخيارين سيلجأ اليه الرئيس محمود عباس؟!
المطلوب الان من الرئيس الفلسطيني، القبول بما تعده دول الحلف السني، والركون الى ما سيطرحونه على طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو بنود حل تباركه اسرائيل، ولن يحقق شيئا مما يتمسك به الشعب الفلسطيني وقيادته، ما هو مطروح، ادارة انتقالية على أقل من ستين بالمائة من اراضي الضفة الغربية، ادارة انتقالية لعشرين عاما ترحل اليها بعض المسائل الجوهرية، وقطع كامل لاية علاقة حقيقية بين الضفة وغزة، وجميع ذلك يتم فرضه تحت مظلة استئناف المفاوضات مع اسرائيل، التي ما أن تنصب طاولتها، هنا، أو هناك، تطلق اشارة البدء بتطبيع العلاقات في ميادينها المختلفة بين اسرائيل والدول العربية، تحت غطاء من غبار الحروب المدمرة في ساحات محيطة.
الرئيس عباس، على ادراك تام ومعرفة تامة بما هو قادم، وهو في حيرة من أمره، فالخيارات المطروحة أمامه "انتحارية" تغلق الآفاق، التهديدات والاستسلام، خيارات مرة، وهو يشاهد كيف يقوم الحكام العرب بحل مشاكلهم، وتبديد مخاوفهم، وتعزيز مواقعهم وحكمهم على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، ومن جهة ثانية، لا تخفى عليه، تطلعات ذراع جماعة الاخوان المسلمين في قطاع غزة، وهي تطلعات لا تبشر بالخير، وتفقد الفلسطينيين وحدتهم وتوحدهم وقراراهم الموحد وقدرتهم على مواجهة التحديات.
وما يشجع حكام التحالف المشبوه على مواصلة تحركاتهم باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، هو عدم الجرأة من جانب القيادة الفلسطينية، بوضع النقاط على الحروف، وكشفت ما يجري التخطيط له، والثقة الزائدة، في تحركات هذه الانظمة، فكلمة جريئة شجاعة، تقال تعليقا على ما يدور من خبث مساعي وتحركات، كفيلة بتراجع الأنظمة المذكورة، وستضطرها الى الالتزام بما يطرحه الفلسطينيون والتقيد به، فالصمت الفلسطيني شكل حافزا قويا لانظمة الردة على مواصلة دفع الفلسطينيين الى الزاوية لدفع ثمن ما سيتم التوصل اليه من حلول برعاية أمريكية.
الآن.. وخيوط التآمر تكشفت تماما، ماذا سيكون عليه رد فعل الرئيس محمود عباس؟! هل سيتجاوز الخيارين، ويلجأ الى خيار ثالث.. أم أن هول التهديدات من جهات مختلفة، ستدفعه للقبول بالحل التصفوي، ويعلق على ذلك، بالقول أن العرب هم الذين يريدون، ولا حول ولا قوة؟! والقضية أمانة في رقابهم، وهم يتحملون المسؤولية؟! لكن، هذا التعليق من جانب الرئيس لن يقنع شعبه، ونجزم أنه لن يقدم على ما قد يفقده شعبيته، ويهدم تاريخه النضالي.
ويبقى الخيار الافضل، والممكن اللجوء اليه، وهو مصارحة شعبه بتفاصيل وحيثيات ما يجري ويدور، بكل شجاعة وجرأة، معتمدا في الدرجة الاولى على شعبه الذي لن يخذله، وسيعزز تلاحمه معه، فالشعب هو الحامي من تآمر الاخرين، جهات وأفرادا، بمعنى، أن يرفض الرئيس محمود عباس، تحركات أنظمة الردة، ويبقى منحازا لشعبه، وهنا، ستكون النتائج ايجابية للشعب والقيادة وتخذل المتآمرين عليهما، فقد تتوقف التحركات المريبة عن المضي في مسار الخيانة لشعب متمسك بحقوقه وثوابته.
وفي حال تواصلت تحركات المرتدين على الأمة والعروبة والدين، فالأفضل أن يقدم الرئيس استقالته، ويضع المتآمرون على شعبه وجها لوجه أمام هذا الشعب، الذي لن يستسلم ولن يخضع، وسيعرف كيف سيرد حماية لحقوقه!!