2024-03-19 12:20 م

الرد السوري رسالة مباشرة للعدو

2017-03-23
بقلم: محمود الشاعر
في زمن التخاذل العربي واستجداء التطبيع والعمالة مع الكيان الصهيوني، تثبت سورية الصامدة أنها البلد العربي الأمين على قضايا أمته والمؤتمن على مصالحها ولا يقبل التنازل عن حقوقه أو التفريط بثوابته وفي الوقت الذي تظن فيه إسرائيل بأن الحرب الطويلة التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب قد استنزفت قواه وأضعفت من عزيمته وأنهكته حتى لا يتمكن من حماية سمائه من اعتداءات مباغته لطائرات العدو يأتي الرد السوري السريع والحاسم الذي زلزل الكيان الإسرائيلي وحطم أوهامه في قدرته على استباحة المجال الجوي السوري متى يشاء أو دون رد حقيقي من الطرف السوري . إن المتابع للأعمال الإرهابية المتسارعة في الآونة الأخيرة والتي استهدفت شمال شرق دمشق يدرك جيداً بأن تنسيقاً إرهابياً صهيونياً يحدث في المنطقة هدفه التشويش على الانجاز العظيم الذي حققه الجيش العربي السوري بإسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة أخرى أثناء استهدافها لموقع عسكري في تدمر بحجة منع وصول السلاح إلى حزب الله الأمر الذي استدعى هؤلاء المتآمرين إلى نصب فخ إرهابي آخر في أطراف دمشق للنيل من عزيمة الجيش العربي السوري وبث الرعب في نفوس المدنيين ولكن هيهات فقد وقعوا في شر أعمالهم وكان لهم الجيش العربي السوري بالمرصاد وأجبرهم على التراجع مهزومين . إن في الرد السوري على الاعتداء الإسرائيلي الأخير رسائل مباشرة لا تخفى على احد أهمها أن الانضمام العلني والمباشر لإسرائيل إلى جانب الإرهابيين ودعمها لهم بضرب مواقع للجيش العربي السوري لم يعد مقبولاً ولا يمكن السكوت عليه وان هناك مرحلة جديدة ومختلفة من المواجهة مع الكيان المعتدي تعلن ساعة الصفر يضاف إلى ذلك توجيه رسائل واضحة لدول الجوار بما فيها تركيا مفادها أن أي اعتداء خارجي على الأراضي السورية سيواجه برد حاسم دون تأخير فليتجنب هؤلاء أية حماقة ترتكب في الميدان لأنه سيترتب عليها مجموعة من العواقب الوخيمة . إن في الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة والتي تمت تحت جنح الظلام محاولة جلية لإخراج نتنياهو من أزماته الداخلية وفضائحه المتلاحقة كما تظهر تلك الاعتداءات كمحاولة خائبة لرفع معنويات الجماعات الإرهابية التي تتقهقر في الميدان وتخسر أوراقها جميعاً إلى أن أفلست أخيراً وأصيبت بنوع من الهستيريا فترجمت ذلك حقداً أو غضباً تجسد في المفخخات والهجمات العنيفة على أطراف دمشق . إن اللقاء الأمريكي السعودي الأخير يؤكد لعبة المصالح المشتركة التي تسعى إلى استمرار الحرب في سورية وتقسيمها لاحقاً وإضعاف محور المقاومة ولكن تبقى هذه الألاعيب والحيل مكشوفة وعاجزة عن زعزعة سورية الصامدة وإبعادها عن نهجها المقاوم.