2024-03-19 06:10 ص

التركي الواهم و أحلامه الضائعة

2017-03-20
بقلم: محمود الشاعر
لم يزرع أردوغان منذ بداية الحرب على سورية سوى الريح ليحصد فيما بعد العاصفة الهوجاء التي ارتدت عليه وحطمت أوهامه العثمانية في المنطقة , فسلطان الشرق المزعوم والغارق حتى أذنيه في دعم الارهاب والاستثمار فيه وتسليح الإرهابيين يقف اليوم عاجزاً أمام انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان ولاسيما النصر المؤزر في حلب المدينة التي لم يستطع اردوغان وأدواته الإرهابية وعلى مدى سنوات طويلة من العدوان والسرقة والتخريب وارتكاب المجازر لم يستطع أن يضمها الى إمبراطوريته الواهمة ولا عجب من أن نراه اليوم يبث سمومه عبر درعه المكسور الذي تستخدمه اذرعه الإرهابية المتمثلة “ بدرع الفرات “ والتي استهدفت عدداً من نقاط الجيش العربي السوري في ريف منبج , مما يكشف الوجه القبيح للمحتال التركي وجماعاته الغارقة في الدم السوري والتي يسعى من خلالها وعبر محاولات يائسة لعرقلة مسار الجيش نحو تحرير المزيد من المناطق ولاسيما المنطقة الشرقية من دنس الارهاب . إن ظهور ( أردوغان باشا السفاح ) كضامن للجماعات الإرهابية في المؤتمرات الأخيرة يؤكد سطوته على المسلحين وقدرته على التحكم بأمورهم كيف لا ؟ وهو الآمر الناهي وله الكلمة الفصل في شؤون الإرهابيين وتحركاتهم , كما إن نظام أردوغان الأخواني حاول مراراً الاستفادة من الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط ليظهر أطماعه الدنيئة في عدد من البلدان العربية فتارة عينه على الشمال السوري وتارة أخرى على الموصل العراقية وهو بذلك يظهر حقيقته العدوانية التي تجلت أخيراً في تمدده بمدينة الباب بعد أن تسلمها من داعش الإرهابية لتكون منطقة نفوذ له يتدخل من خلالها بالشأن السوري قبل أن يتعثر بالحجر الكردي الذي تستخدمه أمريكا هي الأخرى ليجد لها موطئ قدم في المنطقة وذلك باستخدام ما يسمى قوات سورية الديمقراطية تحت غطاء محاربة داعش وأياً كانت الذرائع التي يتخذها هؤلاء للتوغل في الأرض السورية فإن ذلك يوصف بالاحتلال كما وصفه السيد الرئيس لأنه يتم دون تنسيق مع الحكومة الشرعية في سورية ولا يمكن التعامل مع الاحتلال إلا بلغة واحدة يترجمها الميدان . والمتابع للحماقات الأخيرة التي تفوه بها الرئيس التركي تجاه الدول الأوروبية ولاسيما هولندا يدرك جيداً أن الرجل بدأ يهذي وأن خساراته المتلاحقة أوصلته الى حالة من الجنون وعدم القدرة على ضبط النفس فالرجل متخبط وقد رفض الاتحاد الأوروبي ضمه إليه اقتصادياً كما أن سياسته الداخلية غير مستقرة وهو يفتعل المشاكل مع دول الجوار ويسعى الى تأجيج نار “ الإرهاب” ويهدد بها كل من يحاول الوقوف في وجهه فهل يستمر الواهم التركي في سياسته الرعناء في المنطقة أمام حالة مريبة من الصمت الدولي وخاصة فيما يتعلق بعدوانه الأخير على الأراضي السورية وتبقى للميدان كلمته الفصل في لجم العدوان وتحقيق مبدأ احترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها .