2024-05-11 06:19 ص

هل كان الحوار سوري – سوري في جنيف ؟

2017-03-07
بقلم: جمال العفلق
ذهب الوفد الحكومي الى مباحثات جنيف ، والمفترض أن يكون اللقاء فيها سوري – سوري دون قيود او شروط مسبقة ، وانتظر جزء من الشعب السوري ان يكون هذا المؤتمر هو نقطة تحول حقيقيه لنقل الصراع المسلح الى طاولة التفاوض السلمي وخصوصا بعد نجاح لقاء استانة الذي اوقف او ادخل الكثير من الجبهات الساخنه في هدنة تضمن لجميع الاطراف الحق في ترتيب اوراقها ولم يشمل بالطبع الجماعات الإرهابية والتي ثبت انها هي المسيطر على ساحة الطرف الأخر بل والمتحكمة في تصريحاته وحركاته وسكناته ، تلك الجماعات المموله من دول تدعي انها داعمة لمؤتمر جنيف . وخلال المؤتمر ومن خلال تصريحات ((المنصات )) حسب التسميه الجديده للمعارضات المتنوعه والمتعدده والتي ابتلى بها الشعب السوري ، نجد ان الحوار لم يكن سوريا – سوريا كما يجب ان يكون ولم يرتقي للحد الادنى من طموح الشعب السوري ، وطبعا كانت منصة الرياض المتقدمة دائما في التعبير عن الانقياد والتبعية للخارج ، فما طرحتة تلك المنصة من خلال الاعلام ومن خلال نشراتها اليومية ، لا يدع مجال للشك ان مشغلي تلك المنصة لا يعنيهم السلام في سورية بشيء واستمرار الحرب والقتل بالنسبة لهم هو امر مطلوب ، فوضع الشروط واعلان مطالب أكل الدهر عليها وشرب هو عملية تعقيد وتدمير لكل مبادرة سلام ، ولم يكن الأمر مختصر على منصة الرياض فممثل الامم المتحده دي ميستورا كان واضح في انحيازة للجماعات الإرهابية ولم يرتقي لمستوى دورة كوسيط أممي . فمن خلال هذه المعطيات البسيطة نجد أن المؤتمر لم يكن حوار سوري – سوري بقدر ما كان محاولة حاور سوري اقليمي ودولي كان للدول المشغلة للمعاراضات اليد العليا على الوفود السورية واقصد هنا المعارضة ، فالوفد الحكومي كان واضح في كل اوراقة وما اضافة الوفد الحكومي على ورقة دي ميستورا وتلك الاضافه التي رفضتها المعارضات الوريه او جزء منها تتحدث عن محاربة الإرهاب وهذا ما اثار حفيظة منصة الرياض فكلمة محاربة الإرهاب سوف تشمل اعضاء من وفدها بل اكثر اعضاء وفد الرياض وغيرهم من ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن . هذا التعقيد الاقليمي والدولي هو أمر مقصود فالكيان الصهيوني يعمل على تنفيذ مشروع تقسيم سورية ويدعم الجماعات الارهابية , والدول الداعمة للارهاب تدعم ما يسمى ائتلاف الدوحة ومنصة الرياض المنبثقة عنه لاطالة الحرب على الشعب السوري ولن يكون هناك افضل من جيوب الخيانه التي انتشرت في الشمال والجنوب لتنفيذ هذا الامر تلك الجيوب والقطعان التي تستمد وجودها من دعم امريكي وفرنسي وعربي بالاضافه للدور الصهيوني . الحوار السوري – السوري ليس قريب كما كنا نتوقع رغم الايجابية في بعض التصريحات ،ويعود السبب في بعد هذا الحوار هو وجود الاطراف التي تغذي فكرة الطائفية وتدعي انها حريصة على الوطن ولكن من بوابة الطائفية والتقسيم وما يحدث اليوم في الشمال برعاية امريكية وتركية هو دليل على سعي تلك الطراف على استنزاف سورية وشعبها ، وبعد ست سنوات من الحرب مازال الجيش السوري يعطل مشروع التقسيم ويحقق الانتصارات في مواقع افترض اعداء سورية انها اصبحت لهم ، فخبر تحرير مدينة تدمر لم يكن بالخبر الذي انتظرتة منصة الرياض والمعارضات التي في فلكها ، ومعارك الباب وتمدد الجيش باتجاه النقاط الحدودية ليس بالامر الجيد بالنسبة لصبيان اردوغان . واليوم ومع اقتراب الذكرى السادسة للعدوان الدولي والاقليمي على سورية نجد ان الطريق الوحيد لاحلال السلام والامن لسورية وشعبها لا يمر الا من طريق واحد وهو اجتثاث الارهاب وضرب كل معاقله فلا يمكن بعد كل هذه التضحيات ان نترك لمنصات الارهاب اي مساحة من الحرية ليستخدموها في ضرب الشعب السوري ، فنحن لسنا مجموعة مكونات انما نحن شعب واحد شركاء في الوطن وشركاء في الدم والتضحيات ، ومؤتمر جنيف الاخير وما سبقة من مؤتمرات هدفها اعطاء الشرعية لمن ليس له شرعية او وجود على الأرض ، قد يعتبر البعض هذا تطرف او الغاء للاخر وقد تعتبر دول ان مثل هذا الرأي هدفة الاقصاء ولكن الواقع يقول من يقبل في بلدة ان تتحكم به مجموعات وقطعان ارهابية لا هدف ولا عقيده لديها انما هي ادوات تنفذ التخريب والتدمير متى اتتها الاوامر . لقد مللنا المؤتمرات الدولية ولا نؤمن الا بمؤتمر واحد وهو المؤتمر الذي يطالب به الشعب السوري ليل نهار مؤتمر وطني في دمشق العاصمة مؤتمر تجلس فيه كل الاطراف المعارضة بصفتها اطراف وطنية تريد وقف حمام الدم والبدء بالاعمار ، مؤتمر يتحدث عن اللاجئين السوريين في مخيمات الذل ، مؤتمر يعيد كل الاسر السورية الى بيوتها ويلملم جراح الحرب . فكل المؤتمرات الدولية ليست اكثر من مؤامرات لقتل هذا الشعب ، نعم سنبقى نشدد على موقف الحكومة الرسمي مادام نهذا الموقف عنوانه محاربة الارهاب واجتثاثة . ومن حق السوريين اليوم اللجوء الى القضاء السوري والدولي لرفع الدعاوي والمطالبة بالقصاص من الذين دعموا ومولوا الارهاب تحت اسم معارضة سورية . ومن حق الشعب السوري المطالبة بالقصاص من تجار الدم والسلاح ومروجي المخدرات الذين عبروا الحدود وبدعم من الدول الاقليمية ، قالوا عن سورية سابقا انه من حلف الشر فصدقهم المراهقيين السياسيين وساروا خلف هذا الشعار دون فهم او ادراك ان الدفاع عن سيادة الوطن حق مشروع تضمنه كل الكتب السماوية والقوانين الانسانية ، فكم هو مخجل ان نسمع تصريح لمعارض او اعلامي يردد هذا الكلام وكأن من اطلق هذا الاسم علينا هو الخير المطلق ، ونسي من سار خلف هذا الشعار ان اميركا هي راس الشر في هذا العالم . لم يكن الحوار سوري – سوري في جنيف ولكنه سيكون عندما يعود من يفهم قيمة الوطن الى دمشق .