2024-04-26 11:11 ص

الأردن.. مواقف ايجابية متطورة، ابتعاد عن اصطفافات وخطط مشبوهة

2017-02-13
القدس/المنـار/ الغارات التي نفذها سلاح الجو الاردني، ضد مواقع لعصابة داعش الارهابية داخل الاراضي السورية على مقربة من الحدود الاردنية، حدث له دلالاته الكبيرة وانعكاساته في المنطقة، وبداية لرسم معادلات جديدة على مستوى الاقليم، تنهي تحالفات وتبني محاور واصطفافات، اضافة الى تغييرات في المواقف المتخذة ازاء الملفات الحطيرة والازمات المشتعلة.
الأردن، تعرض لعدوانية داعش وارهابها، ويدرك خطورة ما تستهدفه، وتسعى اليه للمس باستقرار المملكة، هذا الادراك بكل الصراحة جاء متأخرا، ولم يتم الانتباه الى أن هناك ارتدادا ارهابيا، وقوعه يعتمد على ما يجري على أرض الجوار في سوريا.
بداية الحرب الارهابية الكونية على سوريا، ساند الأردن سياسات أطراف ثبت رعايتها للارهاب، في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية، واعتقد كغيره أن الدولة السورية ستنهار خلال أسابيع قليلة، فأراد اللحاق بمركب تقوده الولايات المتحدة بوقود خليجي، لكن، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وصمدت الدولة السورية في وجه أعتى حرب ارهابية، وأدرك الاردن خطورة ما يجري ويحدث، وأدرك أيضا خطورة الارتداد الارهابي، والنتائج غير المحسوبة لمغادرة الاف الاردنيين للالتحاق بصفوف العصابات الارهابية، والحاضنة التي توفرت لهؤلاء في الاردن، فكان أن أعاد الاردن حساباته، واتخذ قرارا بالتخلي عن الدور الذي اضطلع به في هذه الحرب، واضعا خلفه الاغراءات والضغوط وسياسة الابتزاز المستخدمة من جانب الراعي الأساسي للارهاب، النظام الوهابي السعودي.
وبعيدا عن حسابات الاخرين، اتجه الاردن بوضوح للمشاركة العملية في مكافحة الارهاب، وان كانت البداية ضد عصابة داعش التي أقدمت على تنفيذ جرائم بشعة في الساحة الاردنية، واعدام الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، هذه المشاركة استلزمت فتح اتصالات مع الدولة السورية وتنسيقا أمنيا بين الجانبين ما يزال مستمرا بتصاعد ايجابي، مما يغضب عواصم الردة في الخليج.
وما تخشاه دوائر عديدة، أن ينخرط الاردن في عملية يجري الاعداد لها في عواصم عدة، وهي الدفع والعمل باتجاه اقامة مناطق آمنة في الاراضي السورية، واقامة مناطق آمنة تعني تنفيذ مخطط تقسيم الدولة السورية، وهذا ليس في صالح الاردن وايجابية موقفه الجديد، من الازمة السورية، وبالتالي، رفض الاردن لهذا المخطط يحمي الساحة الاردنية، من ارتدادات خطيرة هو في غنى عنها، ولعل الفائدة الاولى من وراء عدم تعاون الاردن مع عواصم الردة، هو دعم الشعب الاردني لقيادته، التي تتسم سياستها بالحكمة، ولمسنا ذلك في كثير من الاحداث والتطورات والازمات التي تشهدها وشهدتها المنطقة خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة، واغلاق الأبواب نهائيا وباحكام في وجه العصابات الارهابية، خاصة تلك المجموعات التي تتحرك بتعليمات وتمويل مشيخة قطر.
هذه الدوائر في تقاريرها، تورد مخاطر عديدة للمناطق الامنة، خاصة أن أجداها، مخطط لها أن تقام على مثلث الحدود السوري الاردني العراقي، وفي ذلك خطورة كبيرة للساحة والقيادة الاردنية.
ان الاردن، يتعافى بشكل جيد من التدخلات الحاقدة المشبوهة في ساحته وقراراته، ولم يعد يأتمن لهذه العاصمة أو تلك التي تبقي شرا لساحات الأمة، انه البعد المرسوم بدقة عن حافة الانهيار في المستنقع، وهذا يعزز أمن الساحة الاردنية، ويبقي على علاقة طيبة مع الدولة السورية وشعبها، خاصة في ظل الارتدادات والتراجعات وعمليات الاصطفاف التي لم تتوقف، ولعل أكثر ما يستفيد منه الاردن بعد التحول الهام في المواقف، هو تفادي الشرور القادمة من اسرائيل، التي تريد من الأردن أن ينشغل بقضايا وأمور هي ليست في صالحه، حتى تتمكن من تمرير برامج ومخططات أعدتها تل أبيب ضد الساحة الاردنية منذ زمن بعيد، في مقدمتها اقامة كيان فلسطيني على الأرض الأردنية.