قد يكون ترامب جريئاً بطبعه ، وقد يكون ذا توجهاتٍ تختلفُ عن سابقه من حيثُ النظرةِ إلى علاقاته الدوليّة ، وتحالفاتِ بلاده مع المؤثريْن في السياسات والحروب والتّكتلات والنزاعات . إلا أن يداً خفيةً بدتْ هي اللاعبُ الفاعلُ في بعض توجهاتهِ ، والتي قد تعكسُ خطورةً قد تؤدي إلى حروبٍ قذرةٍ ، لا يقّدرُ ولا يعي هو شخصيّاً نتائجها الكارثيةَ على بلاده وعلى العالم ؛ فهو راضخٌ بأعماقهِ إلى الّضّغط الصهيونيّ الصامتْ ، والتأييدِ الأعرابي المموّل ، وخاصةً في ما يتعلّق بالجمهوريّة الإيرانية ، وهجومِهِ الّلفظي المفرط تجاهها ، وتهديداته المبطّنة التي سرعان ما تلتقي مع الحقد الصهيوني ، والخبث الأعرابي الشرير؛ فهو تجاه قضية فلسطين يبدو قزَماً خجولاً مؤيِّداً للتسلّط والتعسُّف اليهودي ، واتجاه إيران يبدو نمراً دمويّاً جاهزاً للعدوان المباشر . والحقيقةُ أنّه يستقلُّ بمهادنةِ روسيا ؛ لأسبابٍ تُرضي عقله الباطن في حقدهِ على الإسلام بعامةٍ ، وهو يعجزُ عن التّفريق بينَ الإسلام الحقِّ ، وبينَ التطرّفِ والنّفاق المُسيّس باسم الدِّين ؛ متناسياً تحالفاتِ روسيا الطبيعيّة مع أعدائهِ المفترضين .