2024-04-26 01:59 م

الأردن: قاعدة "موك" في طريقها للخروج من الخدمة

2017-01-26
البوصلة السياسية في طريقها نحو التغيير في الأردن ولكن ببطء، حيث يتزايد الحديث وسط غرف القرار المغلقة عن ضرورة تخفيف الحدة واللهجة بالاتجاه المعاكس لإيران والاستعداد للتعامل معها كخيار "واقعي".

في المقابل يتقرر أن يغادر الملك عبد الله الثاني إلى موسكو ولقاء رئيسها فلاديمير بوتين، في الوقت الذي يعلن فيه الكرملين أن القمة الثنائية ستناقش خطط "مواجهة الإرهاب".

معنى ذلك أنه لا يوجد مبرر لانتظار اتجاه الرئيس دونالد ترامب حتى تمارس عمان آلية البحث عن مصالحها في موسكو.. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفعل ذلك، ووليد فارس المستشار المقرب من إدارة ترامب نصح الأردنيين بالانتباه لأن كل الملفات في المنطقة ستناقش بعد الآن في ضوء التفويض الأمريكي لروسيا.

ثمة ما يحصل خلف الستارة من النوع الذي لا يعلن في هذا السياق، ويعزز القناعة بأن التحدث مع موسكو في أي شأن أردني يخص سوريا هو الدرب المنتج.

التقط الروس استجابة تكتيكية ميدانية قبل غيرهم في جنوب سوريا عندما دعموا عن بعد الرسائل التي وجهها رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات بخصوص الحكومة السورية، حيث ثمة أنباء أولا عن اتصالات مباشرة أمنية وعسكرية ولأول مرة مع السوريين انتهت بتبادل معطيات وشملت نحو 12 ضابطا أردنيا. وثانيا اتجاه موفق نسبيا لتفكك نظرية الرئيس بشار الأسد بعنوان "ما يحصل في درعا مشكلة أردنية".

موسكو تبدو مهتمة بأن ترعى عن بعد أي محاولات تقارب أردنية تعيد إنتاج مقولة أن درعا مشكلة أردنية على أساس يجعلها أي درعا مشكلة الجميع ولا بد من بحثها.

في السياق قد ينتهي لقاء القمة بين عبد الله الثاني وبوتين بتنشيط خلية مركز التنسيق الأمني الروسي ضد الإرهاب في عمان. هنا حصريا تؤكد عمان لكل الفرقاء بأن قاعدة "موك 1" الشهيرة التي كانت بمثابة غرفة عمليات لدعم المسلحين في سوريا أغلقت ولم تعد قائمة وأنها خرجت من الخدمة وينحصر نشاط خلاياها الفنية والسياسية اليوم بمحاربة الإرهاب.

لذلك لا يوجد ما يمنع موسكو من التفكير لاحقا بإقامة نسخة روسية من "موك 2" ضمن معادلات الواقع الجديدة تنحصر وظيفتها في التصدي لتنظيم "داعش" على أساس أن ورقة "جبهة النصرة" مضبوطة أردنيا وإسرائيليا، في الوقت الذي تحتاط فيه لكل الاحتمالات وهي تراقب التفاصيل.

المصدر: القدس العربي