2024-04-26 08:50 ص

بعد انتصار حلب .. مع مًن سيكون التفاوض ؟

2016-12-24
بقلم: جمال العفلق
الحديث عن الحلول السلمية او السياسية هو الحديث الاكثر انتشار بعد هزيمة الارهاب في حلب وانتصار الجيش السوري والقوى الرديفه ، فالجميع يتحدث عن وقف لاطلاق النار وامكانية الجلوس على طاولة المفاوضات والتي نعرف المفاوض الرئيسي فيها وهي الحكومة السورية ولكن يبقى البحث جار عن الطرف المقابل والمسمى معارضة سورية حسب التعبير السياسي والاعلامي ، ولكن من هي تلك المعارضة التي ستجلس على طاولة المفاوضات ومن تمثل بالفعل ؟ حتى لا تكون البداية فيها اي لبس على الجميع ان يفهم اننا ضد الاقصاء والغاء الأخر ولا يمكن ان نقبل بشكل من الاشكال انتزاع حق الشركاء في الوطن ، ولكن هذا لا يلغي حقيقة واحدة ان شركائنا في الوطن هم من الغوا انفسهم وهم الذين همشوا قرارهم واصبحوا تابعين لمالح الدول الاقليمية والدولية وبهذا لا يقع علينا اي لوم اذا قلنا ان الاوجب بالتفاوض هو ان يكون مع تلك الدول مباشره وهذا فيه خير للجميع . فنحن بعد تجربتي جنيف الاولى والثانية وبعد انقسام المعارضة وقيام تيارات بالغاء تيارات اخرى على حسب الدم السوري يحق لنا ان نطالب بالتفاوض مع الاصيل لا البديل فالمعارضة السورية اخذت دور البديل وقبلت ان تكون هي الظل لا الاصل منذ بداية الحرب على سورية وشعبها ، ويعلم من تابع خروج الجماعات الارهابية من حلب ان هناك عصابات ومرتزقة من جنسيات متعدده وهؤلاء لا يمكن وضعهم على قوائم التفاوض اما الجزء الاخر وهو يحمل بداخله اجزاء وتفرعات لا يمكن حصرها فهو لا يملك كامل القرار حيث انه مرتبط بمصالح اقليمية ودولية وهذه المصالح متضاربة فلا يجوز القبول بالتفاوض سياسيا معه لانه بالنهاية لا يمثل جهة معينة والاهم من ذلك لا يمثل مصالح السوريين دون الوقوف على العدد او المنطقة التي يمكن ان يكون ممثلا لها . فإذا سيكون التفاوض حكما مع الداخل وهو الاهم وهو الذي يمكن اعتباره الاحق بالتفاوض والمشاركة والداخل هنا المقصود فيه هم الذين رفضوا السلاح ورفضوا تنفيذ مصالح الاخرين على حساب الدم السوري وهم الذين يحملون برنامجا للحل السياسي وان لم يكن ناضجا بما فيه الكفاية ولكنه يمكن ان يكون لبنه اولى في عمليات المصالحه وانهاء حالة الحرب ، ومن خلال هذا التفاوض او ما يمكن تسميتة مؤتمر وطني للسوريين للتأسيس للمرحلة المقبله وهي المرحلة الاصعب من هذه الحرب حيث ملفات اللاجئين والمفقودين والمصالحه الوطنية واعادة الاعمار . اما الاخرين واعني هنا ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن او جماعة مؤتمر الرياض او اسطنبول فلا يجوز ادراجهم على جدول المفاوضين فكشف الحساب معهم يطول ولا يمكن ان ننسى ترحيبهم بالعدوان الصهيوني وصمتهم على الجرائم الارهابية التي مارستها كل من داعش والنصره والزنكي وفصائل كثيره كانت تعمل باسم الجهاد والاسلام . ان انتصارنا في حلب فتح ابواب الحل السياسي بالتأكيد ، وبنفس الوقت ترك الخيارات العسكرية مفتوحه لاستعادة باقي المناطق وهذا واجب وطني علينا لا منه لاحد علينا فيه فمن يريد التفاوض السياسي عليه ان يقبل باعادة كافة الاراضي السورية وعلية ان يقر بالهزيمة ويسلم سلاحه بما فيه السلاح الفردي فلا يمكن القبول بأي حال من الاحوال بقاء عشوائية انتشار السلاح ، ولا يمكن السماح بترك الاسلحة بيد من يمكن ان يحوله لاداة تهديد تطال ارواح واموال المواطنين الابرياء . فلا يوجد دولة بالعالم وخصوصا تلك التي تنادي بالديمقراطية تسمح ببقاء السلاح خارج اطار الدولة وخصوصا اذا كان هذا السلاح موجهة للداخل لا للدفاع عن الوطن . وعلينا الاقرار بأننا في مرحلة ما سنقبل بالتفاوض مع خصوم الامس واصحاب الباع الطويل في تمويل الارهاب ودعمة وعلينا ان نقر ان هناك تغيرات سياسية وخصوصا مع دول اقليمية تفرضها حالة اخراج البلاد من اتون الحرب ولكن هذا لا يعني اننا سنفتح البيت السوري مره اخرى ونثق بمن خانوا العهود ونقضوا المواثيق معنا ،بما فيهم جامعة الدولة العربية والتي كانت واحده من المنظمات العربية التي ساهمت في تعقيد الازمة السورية بل دعمت العدوان على سورية . اذا اختيار الطرف المقابل في التفاوض ليس بالامر السهل ولا يمكن التعويل على كل من ستطرح اسمائهم بانهم قادرين على الدفع بالحل السياسي لانه لا يخفى على احد ان جل الذين يطرحهم الاعلام ويلمع صورتهم لا يملكون اي قرار على الارض وليس لديهم مواليين يقبلون فيهم ، وما يمكن الحديث عنه الان بعيدا عن اسرار التفاوض والمفاوضات ان تكون الحرب افرزت بالفعل قوى سياسية فاعله تستطيع طرح ما يعني الشعب السوري ويمكنها فهم واقع الحرب على سورية بالشكل الصحيح والاستفادة من تجربة السنوات الست التي ادمت عيون الامهات السوريات . فالتفاوض يجب ان يكون بالفعل مع قوى وطنية لا قوى عميله والتفاوض يجب ان يكون مع من يؤمن ببناء الوطن لا مع الذي دعم هدم الوطن ، والحديث عن التفاوض ليس من مركز الضعف انما لانهاء حالة الحرب هذه وخصوصا ان لا احد مستفيد اليوم والخاسر هو الوطن .والا كان الاوجب علينا ان ندعوا لانهاء من خانوا الوطن وفرض الحل العسكري ولكننا لا نؤمن بالاقصاء او الالغاء فالجميع تحت سقف الوطن .