هذه "الهيصة" واستباحة كل شيء بهدف الوصول الى الغايات، باتت خارج السيطرة، وهناك التقاء بين قيادات من فتح، مع قيادات من خصوم الحركة وشعار "الحرص" يلف كل الاعذار والتبريرات، دون أن ننسى هنا، أن الخطوات الأخيرة بالنسبة للمشهد السياسي أفرزت تكتلات ومحاور لا يصدقها العقل، فعدو الأمس بات صديق وحليف اليوم، وحبل التمحور على الجرار كما يقولون.
وفي حماس ارتفعت وتيرة الانتقاد، وقادتها اعتبروا دعوة الوطني الى الانعقاد، خيانة وطامة كبرى وضياع للقضية والحقوق، ورأوا في ذلك ضربة لجهود المصالحة، مع أن هذه الجهود توقفت منذ زمن، ليتضح أن الحركة غير معنية بمصالحة، وانما تخطط لتولي الحكم في الضفة الغربية، وهذه الاحلام كثفت من تحرك قيادات حماس باتجاه فصائل أخرى للتحالف لمواجهة الموقف "الخطير"، والفصائل "اليسارية" أيضا تحذو حذو حماس، و "الحردانين" من فتح، أي أن الوضع "لخّة" أو "مخلوطة" لا معروف لها رأس ولا ظهر.
ومن جانب آخر، تستمر ظاهرة "الوشوشة" و "التشويش" فمن يدعي أنه "ضامن" لمقعد هنا أو هناك، يجد نفسه في اليوم الثاني خارج "اللعبة" و "تذلله" لم ينفعه وجهوده ذهبت هباء منثورا، يدخل البيت غاضبا، ويجلس فيه سارحا، ويخرج الى حيث لقاءات الكولسة متهما ومدعيا ومحذرا، ومنهم، يستمر في "كظم غيظه".
وتبقى الحقيقة، والعلم عند الله، وبين يدي "المطبخ" والمقربين، وربما لدى هذه العاصمة أو تلك، فمن العواصم من تحركت، وبأعلى صوتها، صرخت "وين رايحين" ومنها، من لفتها الدهشة، وراحت تبحث عن دواعي وأسباب الخطوات ذات العلاقة بالمشهد السياسي، وأخرى تسأل هل لرجالاتها نصيب، وبعضها استنفرت لتزج بركيزة لها، الى مقاعد اللجنتين، التي تسببت في حالة الاستنفار والهيجان وفتح ميدان السباق، بين الخيول، والنتائج لا أحد قادر على تكهنها ، فمن هذه الخيول لا يمتلك مواصفات اقحام نفسه، في سباق كهذا، وأحصنة، لن تصل الى خط النهاية، وبعضها ستدمى أقدامها، اذا لم تلقى أمامها "العصي" للعرقلة،
لكن، الأهم من هذا كله، وما يجب أن ينظر اليه وسريعا، هو موقف الشارع المتألم، انه يتساءل، هل "الحسبة" سليمة وبخير وبمواصفات ترضيه، أم أن الامر عكس ذلك.
وهنا، ماذا ستكون عليه الردود، أين ومتى، وكيف، فقد بلغ "السيل الزبى"... لذلك، نطلب من الله عز وجل أن "يجملها بالستر"، ويمرر الرابع عشر والخامس عشر من أيلول على خير، علينا جميعا.