2024-04-26 12:09 م

«الكبير أوي» باقِ على عرشه

2015-07-08
ايزيس خليل
حظيت دنيا سمير غانم باهتمام الجمهور، بفضل أدائها العفوي والسلس لشخصيّة فتاة من حيّ شعبيّ، تحلم بخوض عالم الشهرة والأضواء، وتفشل مرّة بعد أخرى في نيل دور على الشاشة. أخذت غانم المشاهدين في مسلسل «لهفة» إلى مساحة جديدة في مجال كوميديا الشخصيّات، وهي منطقة يبرع فيها في الوقت الراهن الممثّل أحمد مكي، في الجزء الخامس من «الكبير أوي». لا يبتعد مكي في الجزء الحالي عن سياق الأجزاء السابقة، إذ أنّه لا يزال قادراً على خطف ضحكة الجماهير من الوهلة الأولى للمتابعة.
المنافسة بين «لهفة» و «الكبير أوي» واضحة، خصوصاً أنّ دنيا غانم شكّلت ثنائياً ناجحاً مع مكي بدور هديّة في الأجزاء الأربعة السابقة «الكبير أوي». لكنّ الكفة رجحت لصالح مكي مع توالي الحلقات، بعدما خانت الإيفيهات المستهلكة غانم.
بُنيَ «لهفة» على فكرة لدنيا سمير غانم وهشام جمال، وشاركت في تأليفه ورشة كتابة ضمّت فاروق هاشم، وأمير طعيمة، ومصطفى عمر، وأحمد كامل، وعمرو سكر، وأحمد سعد، وتولّى إخراجه معتزّ التوني. يشارك في بطولة العمل سمير غانم بدور حلواني والد لهفة، وعلي ربيع، ومعاذ نبيل بدوري شقيقيها أيمن وعلي، وسامي مغاوري بدور خالها عمران، وهناء الشوربجي بدور خالتها ابتهال، ومحمد سلام بدور مرتضى ابن خالتها المتيّم بحبّها.
في كلّ حلقة، تخوض لهفة مغامرة صعبة لنيل أدوار صغيرة على الشاشة، وتلتقي بممثلين يؤدّون أدوارهم الحقيقيّة كضيوف شرف مثل منى زكي، ومحمد رمضان، وحسن الرداد، وغيرهم (من المتوقّع أن يطلّ في الحلقات القادمة كريم عبد العزيز، وأحمد السقا، وميرفت أمين وغيرهم). يعوّل العمل كثيراً على الأغاني والأزياء بشكل كبير، إذ تولّى هشام جمال تأليفها، وفي حين تميّزت وفاء العويلي في اختيار الملابس المتناسية مع شخصيّات العمل، والشخصيّات المختلفة التي تلعبها لهفة.
بالرغم من أداء الممثّلين المتميّز، وتصدّر العمل للمشاهدات على «يوتيوب»، إلا أنّه يعاني من خلل واضح في الإيقاع، سواء داخل الحلقات لناحية مطّ السياق الدرامي، أو لناحية العمل ككلّ، إذ نشاهد حلقة متماسكة وتحمل تجديداً، وأخرى ضعيفة ومملّة. ويسطع نجم سمير غانم في الخلفيّة، إذ أنّه يحتفظ بحضوره الجميل ويلعب بخفّته المعتادة على أبواب الثمانين. يحمل ابنته دنيا معه نحو النجوميّة بخطوات ثابتة، وكأنّه يقدم لها هدية عمل مشترك على طبق من فضّة، في نهاية مشواره الفني.
على المقلب الآخر، حمل «الكبير أوي» تجديداً على أكثر من صعيد، مع إضافة شخصيّة جديدة إلى ثلاثي الأخوة الكبير وجوني وحزلقوم، وهي أخوهم الرابع نعيم. يلعب مكي بمهارة شديدة الأدوار الأربعة، بتقنياته التمثيليّة العالية المعهودة، إذ أنّ الجمهور لا يشعر ولو للحظة واحدة بأنّ الشخصيّات الأربع من أداء ممثّل واحد. يخدمه السياق الدرامي، والحبكة شديدة الدقّة التي خلقها الكاتبان مصطفى صقر ومحمد عز الدين حول مغامرات الأخوة بين مصر، وتركيا، وتوزيع الميراث بينهم.
خلق مكي حالة كوميدية متفردة بين نجوم جيله، من خلال ثباته في تقديم خمسة أجزاء من مسلسل واحد وهو متربع على نفس مساحة النجاح والمتابعة. تميّز أيضاً في شخصيّة حزلقوم التي أدّاها في «فيلم لا تراجع ولا استسلام» (2010) مع المخرج أحمد الجندي، وعادت لتظهر في «الكبير أوي 3» بتفاصيلها الخاصّة، لتستقلّ بسلسلة إعلانات ناجحة لإحدى شركات الاتصالات الكبرى في مصر.
تعتمد تجربة أحمد مكي، وبعده دنيا سمير غانم، على كوميديا الشخصيّات والبطل الواحد، مع تنويع ضيوف الشرف في كلّ حلقة، ما يخلق توقّعات عالية عند الجمهور. ذلك ما حصل في حالة «لهفة»، إذ أنّ بعض الحلقات جاءت بالرغم من وجود الضيوف، على عكس ما خلقه «الكبير أوي» في سيناريوهات قد يسخر فيها من المعتاد معالجته دراميّاً، يقدّمها بشكل هزلي ينتقد واقعها وأصل طرحها.
أسئلة عدّة تطرح الآن حول مسلسل «لهفة» بعدما خذله النصّ بالرغم من نجاح أداء ممثّليه، بينما لا يزال أحمد مكي متربعاً على عرش أفضل المسلسلات الكوميدية العربيّة للعام الخامس على التوالي.

عن "السفير" اللبنانية