وتقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن قرارات بناء الوحدات الاستيطانية وانتهاك المقدسات ومصادرة الاراضي وهدم الابنية، وتكثيف الحملات الضرائبية، وهذا التغول القمعي من جانب اسرائيل في القدس، يندرج في اطار الصراع الحكم بين الاحزاب الاسرائيلية المتنافسة، حيث يقود نتنياهو هذا التنافس، فهو بسياسته القمعية بأشكالها المختلفة يريد الخروج من مأزقه وتصدير أزمته حفاظا على ائتلافه بارضاء المتطرفين والمستوطنين.
لكن، هذه السياسة من جانب نتنياهو، دفعت أبناء القدس الى المواجهة رافضين أن يكونوا وقود هذا التنافس الحزبي في اسرائيل، وهذه المواجهة قد تتحول الى عامل يبطل معادلات، ويحبط سياسات، والتأسيس لواقع جديد يفرض على الجهات ذات العلاقة الحذر ودراسة هذا التطور من كافة جوانبه.
وتضيف الدوائر أنه مهما اشتد القمع الاسرائيلي، فان المواجهة من جانب شبان المدينة وفتيانها، لن تخمد بفعل هذا القمع، ما تشهده المدينة قد يؤدي الى اندلاع انتفاضة ثالثة، ذات اهداف واضحة يستحيل لسكان المدينة ومحيطها وشعب فلسطين التنازل عنها، والتساؤل الذي تطرحه الدوائر، هل سيواصل نتنياهو ركوب رأسه، وهل سيخوض المواجهة في القدس الى النهاية، وماذا لو اتسع نطاق الاحداث الى خارج المدينة، وأية غوامل جديدة ستدخل الميدان، وكيف سيكون حال ورد فعل الجهات التي تنتظر منذ زمن اندلاع الانتفاضة، ثم ماذا سيكون عليه الحال في الضفة الغربية، وردود فعل السلطة الفلسطينية.