رام الله/ صدر عن مؤسسة ياسر عرفات العدد الثالث من الفصلية الثقافية 'أوراق فلسطينية' صيف 2013، التي تصدر متضمنة العديد من الدراسات والأبحاث التي توزعت على أبوابها المختلفة.
وجاءت المساهمات في هذا العدد لتغطي طيفا واسعا من القضايا التي تمس التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة العربية، عبر قراءات تحليلية لهذا الواقع ساهم فيها باحثون من فلسطين وتونس والمغرب ولبنان ومصر.
وفي الملف الفلسطيني واصل الناقد والباحث د. فيصل دراج سلسلة دراساته القيمة حول الوطنية الفلسطينية عبر قراءة عميقة وجديدة لشخصية الشهيد عبد القادر الحسيني خارج الصورة النمطية البلاغية المتداولة، عبر إلقاء الضوء على التكوين الثقافي للحسيني. كما قدم الباحث جميل هلال قراءة حول 'الطبقة الوسطى الفلسطينية أمام تحديات الشرذمة السياسية والخمول الفكري – الثقافي والنزعة المحافظة'.
وفي 'أوراق الحراك العربي' مساهمات لكمال عبد اللطيف حول 'الثورات العربية، نحو تجاوز ثنائية الداخل والخارج'، والباحث نزيه أبو نضال حول 'الثورات العربية بين التبعية والاستقلال، محاولة حرة لفهم ما يجري'، ووليد حمارنة حول 'المواقف الأمريكية من الربيع العربي: محاولة للفهم'، كما استعرض الباحث عمر كوش في دراسته الموقف التركي من الثورات العربية.
وفي باب 'أوراق فكرية' مساهمات لكل من: خديجة مروازي 'الدولة المدنية في سياق التحولات الجارية.. ممكن يتعثر'، وعبد الفتاح القلقيلي 'التذكير والتأنيث بين العلم والدين والسياسة'.
كما خصص العدد ملفا خاصا لدراسة محسن بو عزيزي حول 'العدالة في عيون السجناء: بحث في التمثلات الاجتماعية من داخل السجون التونسية'.
في 'أوراق ثقافية' مساهمات لكل من: أسامة العيسة 'البحث عن بهار الأربعين'، وناديا حجل 'تجوال في عتبة معرض ثقافي'، وأحمد رفيق عوض 'كيف قرأ العرب طاغور'، وصابرين صباغ 'قصص قصيرة'، كما تضمن الملف الثقافي شهادة للكاتب الفلسطيني فيصل حوراني حول تجربته الشخصية في التأريخ الشفهي وتدوين الشهادات، إضافة إلى لقاء مع الناقد الفلسطيني الراحل يوسف اليوسف أجرته في دمشق سلوى الرفاعي.
في 'الذاكرة الثقافية' مساهمتان للباحث اللبناني كريم مروة حول الشيخ عبدالله العلايلي وعرض لمذكرات خليل السكاكيني التي حررها أكرم مسلم، كما تضمنت المراجعات قراءات لفيصل دراج وعبد الفتاح القلقيلي ومحمد الأرناؤوط.
وتضمن العدد لقطات لشبابيك مدينة القدس التقطتها عدسة الكاتب محمود شقير، الذي أغناها بقراءة سريعة لتنوعها وجمالياتها وارتباطها بالحياة اليومية لأبناء المدينة.
في افتتاحية رئيس التحرير الكاتب يحيى يخلف التي حملت عنوان 'كيف تسرق الثورات؟'، استعرض يخلف المشهد العربي الذي يمور بالتحولات العميقة متوقفاً عند استكمال الشعب المصري لثورة 25 يناير، واستعادتها وفشل مشروع الإسلام السياسي الذي حاول خطف الثورة والحاقها بمشروعة، معتبرا أن فشل مشروع الإخوان المسلمين في مصر سينعكس على مجمل الحراك الشعبي في العالم العربي، كما ركز في افتتاحيته على مواصلة 'أوراق فلسطينية' في عددها الثالث رسالتها الفكرية التنويرية منحازة إلى مطالب وأهداف الجماهير العربية، بوسائل فكرية جادة ورصينة، وتجد صدى لهذه الرسالة في اهتمام القارئ العربي أولا، واهتمام الكتاب والمفكرين العرب الذين نتواصل معهم ثانيا، وفي اهتمام جامعات ومؤسسات ومراكز ثقافية ذات شهرة عالمية ثالثا (...)
ودعت أسرة 'أوراق ثقافية' الكتاب والمفكرين العرب إلى المشاركة في الكتابة على صفحات هذه المجلة، والمساهمة في تعميم ثقافة التغيير والتجديد، ثقافة الحرية، ثقافة الانحياز الى قضية الإنسان'.