2024-11-29 10:35 ص

الكاميرا الخفية.. أطلقها الامريكيون وسخّفها العرب

2013-07-30
الكاميرا الخفية من أكثر البرامج الترفيهية رواجا على القنوات التلفزيونية العربية والغربية، وتقوم حبكتها على وضع شخصيات معروفة أو مواطنين عاديين في مقالب وهمية ومواقف حرجة غير متوقعة تثير أعصابهم، وتكمن متعتها في رصد انفعالات ضحية المقلب وإظهاره على طبيعته ويتم تصويره بكاميرا غير مرئية.
 ظهر برنامج الكاميرا الخفية أول مرة سنة 1948 في الولايات المتحدة الأمريكية على يد المنتج الأمريكي ألان فونت، وهو أول من استعمل مصطلح كاميرا خفية، وكانت فكرة برنامجه الأول من نوعه في تاريخ الشاشة الصغيرة الإيقاع بشخصيات معروفة في مواقف مصطنعة للوقوف على انفعالاتها عند استفزازها، ولاقى برنامجه نجاحا جماهيريا كبيرا.
ومن أمريكا انتقل البرنامج إلى أوروبا وفرنسا تحديدا على يد جان بول وجاك رولاند وجاك لوكرا على قناة ”أر.تي.أف” سنة 1964، وسمي البرنامج أيضا الكاميرا الخفية، وكانت فكرته بسيطة فضحاياه كانوا أناسا عاديين يقعون ضحية مقالب هزلية في الشارع، وأصبح لهذا البرنامج معجبون ومتابعون بالملايين، وانتشرت هذه النوعية من البرامج في كل دول العالم.
وفي الجزائر، كان المخرج حاج رحيم أول من قدم الكاميرا الخفية في سنوات السبعينيات، ثم بثها في شهر رمضان وأصبحت من ذلك التاريخ من أساسيات الشبكة البرامجية في شهر الصيام.
وأخذت هذه البرامج من ألان فونت فكرته الأساسية وهي إثارة ضحية المقلب لخلق المتعة للمشاهدين، غير أن حبكتها وسيناريو المقلب لم يعد يتوقف على إيقاع الضحية في مواقف طريفة للتسلية، لكن تعداها إلى مواقف صادمة قد لا يتحملها أصحاب القلوب الضعيفة، على غرار ما تبثه القنوات العربية، إذ وجهت عدة انتقادات لهذه النوعية من البرامج في السنوات الأخيرة، كونها تخلت عن الأفكار البسيطة التي يمكن أن تصنع الفرجة والمتعة وبالغت في استفزاز الضيف ووضعه في مواقف مرعبة ومخيفة لا تراعي فيها قدرة الضحية المفترض على تحمل المفاجأة.
ولعل أصدق مثال على ذلك الكاميرا الخفية ”رامز عنخ أمون” الذي يبث على قناة ”الحياة” المصرية، إذ يخضع ضحاياه لمقالب لا يتحملها قلب إنسان، حيث يحتجزهم في مقبرة فرعونية ويطلق عليهم الأفاعي والثعابين، وما أن يصحو الضحية المسكين من الصدمة حتى يقع فيما هو أقسى عندما تصادفه مومياء فرعونية.
وفي الجزائر مازلنا نتذكر الكاميرا الخفية ”الطاكسي المجنون” الذي بث على التلفزيون الجزائري قبل سنوات، حيث حاول أحد ضحايا المقلب إلقاء نفسه من السيارة وهي تسير على الطريق السريع، لأنه اعتقد أن المرأة الجالسة أمامه جنية، ولم يختلف الأمر كثيرا مع كاميرا المخرج جعفر قاسم ”الوجه الآخر”، حيث يتم استضافة فنانين في برنامج إذاعي ثم يمنع الضيف من مغادرة الأستوديو بحجة وجود فيروس قاتل. وعاش العديد من ضحايا المقلب حالات هيستيرية، على غرار المغنية الشابة يمينة وأسماء جرمون. ومن الانتقادات الموجهة أيضا لهذه النوعية من البرامج في العالم العربي، فقدانها لمصداقيتها لدى المشاهد وفبركتها مع الضحية المفترض، على غرار البرنامج الذي تعرضه القناة المغربية الثانية ”دوزيم” تحت اسم ”جار ومجرور”، حيث نال البرنامج انتقادات عارمة بسبب ما أثير حول كون بعض الحلقات ”مفبركة” وتمثيلية، وليست كاميرا خفية حقيقية.
وظهر أن إحدى الحلقات كان استضيف فيها الفنان المغربي إدريس الروخ قد تعرضت للتلاعب، حيث كانت بعض المشاهد تبرز أن ما تم بثه ليس سوى تمثيل مركب، وذلك من خلال رصد الكثير من الأخطاء التقنية التي تم كشفها عبر فيديو بُث لاحقاً على يوتيوب.
"الخبر الجزائرية"