القدس/المنــار/ تفيد المعلومات الواردة من واشنطن أن هناك اصرارا غير عادي من جانب الادارة الأمريكية على استئناف المفاوضات وأن ضغوطا كبيرة تمارس على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني لتحقيق الاتطلاقة المطلوبة في عملية السلام خلال اسبوعين على الاكثر، وهي في ذلك تنسق وتتعاون مع أطراف اقليمية ودولية، ورغم هذا الشعور والتوجه المتفائل بأن الطرفين يستعدان لاستئناف الاتصالات ودخول مرحلة جديدة من التفاوض، لكن، الحقيقة أنهما يتجهان الى قاعة المفاوضات مرغمين، فمن جهة يرفض رئيس وزراء اسرائيل تقديم أي توضيح حول مواقفه ورغباته حول التفاوض وشكل الاتفاق الذي يأمل في تحقيقه مع الفلسطينيين، وفي نفس الوقت يرى الجانب الفلسطيني أن المفاوضات دون رؤية واضحة وبشكل ضبابي هي مفاوضات عمياء لن تصل بالفلسطينيين الى أي مكان، الا أن واشنطن لها حساباتها المختلفة عن حسابات طرفي الصراع، فهي تصر على اعادة اطلاق عملية التفاوض لاسباب تتعلق بمعالجتها لمسائل وقضايا خطيرة في المنطقة، وايضا هناك قيود تمنع القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية من التقدم بصورة مريحة، فأمام نتنياهو قيود ائتلافية تحدد حركته، وفي الساحة الفلسطينية حالة غير صحية كون القيادة تسيطر على الضفة فقط، ويحاول نتنياهو المناورة، بشكل ذكي أمام تحركات كيري لاطلاق عملية السلام، ونتنياهو لا يمتلك موقفا مشابها لموقفه من جانب وزير دفاعه بوجي يعلون، وهذا تدركه واشنطن جيدا، وتحاول تليين مواقف يعلون ودفعه الى الاحتكاك أكثر بعملية السلام، وتسعى الدوائر الامريكية المعنية الى تحليل شخصية يعلون والتعرف اكثر على ارائه ومواقفه حتى يمكن استخدام اللغة المطلوبة في التعامل معه، والاستثمار الامريكي في يعلون والتقرب اليه ورعايته سيزداد بصورة كبيرة لأن هناك في واشنطن من يرى أن وزير الدفاع الاسرائيلي نجم صاعد ومؤثر في الحلبة الحزبية الاسرائيلية، ويمتلك علاقات طيبة مع المستوطنين، أي أنه قد يشكل عاملا مخففا للازمات بين الحكومة والمستوطنين في حال تم اتخاذ خطوات تدفع عملية السلام.
واشنطن تصر على اطلاق عملية السلام والاستثمار في وزير الدفاع الاسرائيلي
2013-06-16