وتقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن هناك خلطا للملفات داخل الحكومة الاسرائيلية قائم على حالة "النكاية" وبشكل خاص بين حزب البيت اليهودي برئاسة بينت وبين الحركة برئاسة ليفني، وما تحاول ليفني تمريره من مسائل تتعلق بحقيبتها الاساسية وزارة العدل يتم التشويش عليه من جانب بينت ورفاقه في الحزب، وترى الدوائر أن مواقف بينت هذه هي ردود فعل غير مباشرة على مساعي ليفني فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، أي أنها مواقف احتجاجية ، في حين أن ليفني تتحرك من وراء الكواليس وهي المقربة من الدوائر الامريكية المشرفة على ملف المفاوضات مع الفلسطينيين لاستغلال هذا الملف من أجل استفزاز حزب البيت اليهودي ودفعه للخروج من الائتلاف.
وتؤمن ليفني ، بما نقلته الى الوزير الامريكي كيري، وهو أن نتنياهو مقيد بأغلال الاحزاب المتطرفة، ولن يستطيع تقديم شيء يسهل عملية انطلاق المفاوضات قبل أن يبدأ بالتحرر تدريجيا من تلك الأغلال والقيود وفي حال تم ذلك، فان البدائل للحفاظ على الائتلاف موجودة، فالوزيرة ليفني تواصل التنسيق مع الزعيم السياسي لحركة شاس ارييه درعي فهذه الحركة ومعها حزب يهدوت هتوراة، بدائل ممكنة للقفز الى مركب الائتلاف بعد خروج بينت لاعادة التوازن المطلوب والمريح.
وترى ليفني أن دخول شاس ويهدوت هتوراة الى الحكومة في حال غادرها بينت سيعزز من فرص تقدم عملية السلام والوصول الى اتفاقيات يمكن تطبيقها بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي، وتلعب ليفني بذلك على حالة الغضب داخل حركة شاس بسبب مشاركة حزب البيت اليهودي الصهيوني المتدين في الحكومة، وهي تؤمن ايضا بأن تفاهمات مع الجانب الفلسطيني يمكن تمريرها داخل الحكومة اذا ما انضمت اليها شاس، التي تتمنى مجيء اللحظة التي يمكن من خلالها الانتقام من بينت، وتضيف الدوائر أن أية انسحابات اسرائيلية تجميلية يمكن تمريرها في حكومة يختفي منها بينت، وفي ظل هذه الرغبة تواصل ليفني تحركاتها لتوفير عوامل "الحرد" لزعيم البيت اليهودي، ولذلك هي تبذل جهودا كبيرة لاطلاق عملية السلام.