2024-11-27 11:41 م

المناورات العسكرية الاسرائيلية.. الاسباب والأهداف

2013-06-06
القدس/المنــار/ شكلت اسرائيل منذ اقامتها عامل زعزعة للاستقرار في المنطقة، وشنت العديد من الحروب ضد شعوب الاقليم، ووصلت برامج التخريب والفتنة معتمدة على قيادات عربية وأدوات تعمل لصالحها في عدد من الساحات، وتحظى سياسات اسرائيل دعما ومباركة من الولايات المتحدة، وبالتالي، شكلت غطاء لها في الهيئات الدولية، بل وشاركتها حروبها بأشكال مختلفة.
ومنذ أكثر من عامين تورطت اسرائيل في الأزمة السورية تسليحا وتدريبا واستخباريا، وفي ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وتقهقر العصابات الارهابية الممولة خليجيا، وبفعل التحذيرات التي تلقتها من جهات دولية ومن دمشق نفسها، باتت اسرائيل تخشى تطورات لاتخدم أهدافها ، سببها التورط المفضوح في الحرب التي تتعرض لها سورية، وراحت تكثف من تدريبات جيشها ومناوراته بكافة أذرعه تحسبا من مفاجآت قادمة.
وقبل ايام نفذت الجبهة الداخلية وقوات الجيش الاسرائيلي مناورات لمواجهة تعرض اسرائيل الى ضربات صاروخية من أكثر من جهة، لرفع جهوزية الجيش وعمل فرق الانقاذ، وهذا يعني أن تل أبيب تتوقع الأسوأ.
وتقول دوائر دبلوماسية لـ (المنــار) أن هذه التدريبات التي استمرت اسبوعا لها اهمية كبيرة، فهي امتداد لاستخلاص العبر من حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث اصطدمت اسرائيل انذاك بعدم جهوزية جيشها، وانعدام التنسيق بين الاجهزة المختلفة في حالة الحرب. فهذه الحرب أثبتت أن لا وجود لحرب على جبهة دون ان تتعطل الحياة، وتقع الخسائر، فاسرائيل التي اعتادت اشعال الحروب وتنفيذ الاعتداءات دون تكبد اية خسائر، وجدت نفسها في حرب لبنان الثانية تحت وطأة الحرب مع حزب الله وتكاليفه، ففي الوقت الذي يعاني فيه العرب من خسائر في الحروب، فان اسرائيل هي الاخرى عرضة للمعاناة في حال اندلعت حرب جديدة.
وهناك أهداف للمناورات التي جرت مؤخرا وتشكل استمرارا لمناورات مستمرة منذ سنوات، فاسرائيل تقوم بالتصعيد وتوتير الاوضاع لكسب المزيد من الدعم الامريكي والتحريض على جهات في المنطقة كايران وسوريا وحزب الله، فهذه المناورات تترافق مع نزوات البعض ومهاجمته لحزب الله وايران والدفع بالساحة اللبنانية الى الاشتعال، ويرافق ذلك ايضا زيارات للعثماني الجديد اردوغان الى دول شمال افريقية لحشد المرتزقة ضد الشعب السوري.
والهدف الثاني، هو بسط حالة من التوتر واشغال الاقليم لتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، وهناك هدف ثالث يتمثل في تخويف دول الخليج من خطر ايراني لدفع هذه الدول لابتياع السلاح من اسرائيل وغيرها تحت يافطة مواجهة "العدو الايراني" فلم تعد اسرائيل عدوا لهذه الدول وفي هذا السياق يمكن تفسير فتح دول عربية ساحاتها لطيران اسرائيل وايضا تهدف هذه المناورات الى اشغال الاسرائيليين عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاسرائيليون، ومنهم من يرفض التورط الاسرائيلي في الازمة السورية، وهناك هدف آخر يتمثل في السعي لتشكيل أحلاف علنية بين اسرائيل وتركيا ودول عربية، وهذا ما بحثه باراك اوباما خلال زيارته الى اسرائيل مع بنيامين نتنياهو. والهدف الذي يمكن وضعه على رأس قائمة الاهداف هو تهديد سوريا التي حذرت من اعتدادات جديدة تقوم بها اسرائيل ضد الشعب السوري ومؤسساته، وبالتالي، هي مناورات لخلط الاوراق، ولكن، لا يمنع ذلك، من أن تقوم اسرائيل بشن عدوان واسع بمشاركة عربية وأمريكية ضد ساحات في المنطقة مستغلة ما يجري في هذه المنطقة من أحداث وتطورات.