القاهرة/ تواجه قناتا «الناس» و«الرحمة» انتقادات بعد اعادة دبلجة بعض أفلام الكارتون الشهيرة وعمل ما يمكن وصفه بـ «أسلمة» هذه الأفلام تمهيدا لعرضها في شهر رمضان المقبل.
فالأفلام التي خاطبت عقول الأطفال لسنوات طويلة وأعجب بها الصغير والكبير مثل «توم وجيري» و«بوجي وطمطم» و«علاء الدين والمصباح السحري» و«المحقق كونان» أصبح الدوبلاج الخاص بها باللغة العربية الفصحى، بل الخطاب الذي تحتويه يتحدث عن عذاب القبر ويوم القيامة.
ردود أفعال رجال الدين وعلم النفس والاجتماع تباينت حول هذا الخبر، فقد وصفت أستاذة علم النفس في جامعة عين شمس الدكتورة ايمان القماح بعض التيارات الاسلامية بانهم «أصحاب نفوس مريضة تحاول ان تجرد نفسها من العقل والفكر، وان يكونوا تابعين حتى اذا كان ما يقمون به لا يمت للدين بصلة».
وأشارت في تصريحات لـصحيفة «الراي» الكويتية، الى ان هذه «الأفلام الكارتونية كانت صديقة الأطفال تنمي فكرهم وتعلمهم أشياء جديدة، بالاضافة الى انها وسيلة للتسلية والمرح، بعد التعديل الوقح أرى ان هناك محاولة لاعادة تنشئة جيل بأكمله يعاني من عقد نفسية ولا يستطيع ان يتعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه، ليس بذلك فقط، بل أيضا العمل على ترسيخ فكرة الغضب النفسي داخل الانسان حتى يثور على ذاته، وهذا أخطر بكثير».
وترى أستاذة علم الاجتماع الدكتورة سامية خضر، ان «الوضع الحالي الذي تعاني منه مصر، وفكرة الأخونة التي وصلت وزارة الثقافة وحرية الابداع، يجلعنا نقول انه ليس ببعيد ان يحدث سطو خطير على أفلام الكارتون».
ولفتت الى ان «هناك أوضاعا كثيرة يحاول النظام الحاكم وعشيرته ترسيخها بعد ان فشلوا في جذب الشعب المصري من حولهم، ووصفت التعدي على الحقوق الفكرية وحرية الابداع بالفوضى العارمة التي لابد من الوقوف أمامها حتى لا يزداد الأمر سوءاً».
وتساءل عضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور عبد الله النجار: «أين وزارة الاعلام من هذا كله؟!» مشيرا الى ان «الله عز وجل أمر بان نعلم أولادنا كيف نؤمن بالله ورسوله عن طريق الفكر الصحيح والمعاملة الجيدة واحترام الوالدين والحديث عن الصلاة والصوم وغيرها من مبادئ وأركان الاسلام، فالدين الاسلامي هو دين معاملة ومسامحة وليس ترهيبا وخوفا».
وقال: «أفلام الكارتون التي تربى عليها أجيال كاملة لا أرى انها تثير غرائز أو تتحدث عن اباحيات، ولكن ما يحدث الآن هو اهانة بكل المقايس للدين الاسلامي».