ينتشر حول العالم حاليا مرض جنسي قادر على مقاومة تأثير المضادات الحيوية العادية. قبل عامين اكتشف في اليابان نوع جديد من سلالة البكتيريا التي تتسبب بمرض السيلان، وبعد ذلك في كاليفورنيا. ثم في السويد أو فرنسا، ولا يستبعد الخبراء احتمال انتشار البكتيريا المذكورة في دول اخرى ايضا.
وتزداد المخاوف من المرض مع دخول فصل الصيف باعتباره فصل السياحة حول العالم.
حتى ان بعض الخبراء يحذرون من احتمال ان تتحول البكتيريا، وهي من نوع Ho41 التي تعرف ايضا باسمها اللاتيني Neisseria gonorrhoeae الى وباء قاتل مماثل لمرض الايدز، لكن لم يتم حتى الآن تسجيل اي حالة وفاة ناجمة عن الاصابة بالسيلان نتيجة لهذه السلالة.
من وجهة النظر قصيرة الامد يمكن حتى لهذا المرض ان يكون اسوأ من الايدز، لان البكتيريا عدائية جداً، ويمكن ان تصيب صحة الانسان بشكل سريع، يمكن للمرء ان يدخل في الصدمة الانتانية septic shock، ويموت خلال بضعة ايام كما افاد أخيراً الطبيب الاميركي آلان كريستيانسون.
وكما هو معلوم، فان مرض السيلان يظهر على شكل التهاب قيحي قوي في الجهاز البولي والتناسلي، كما انه في بعض الاحيان يتمدد في البلعوم، العينين أو المستقيم.
ويتم عادة علاج السيلان بالمضادات الحيوية، لكن المشكلة تكمن في تكاثر السلالات المقاومة للمضادات الحيوية المستعملة بشكل اعتيادي، وهذا هو حال النوع Ho41 المقاوم لدواء سيفترياكسون، اي المضاد الحيوي الذي يوصف عالميا كدواء لعلاج السيلان.
عدم الانجاب والعمى
اذا لم يعالج مرض السيلان بالشكل المطلوب، فإن الخطر الاكبر لدى الرجال هو التهاب حاد في الجهاز التناسلي، وعند النساء ينتشر الالتهاب عبر الرحم وقناتي فالوب حتى تجويف البطن.
ويمكن للمرض ان يتسبب بعدم الانجاب لدى الجنسين، وكذلك بالعمى، وعند النساء يتسبب احيانا بالتصاقات في قناتي فالوب مع خطر الحمل خارج الرحم وآلام الحوض المزمنة.
مخاطر احتمال انتشار البكتيريا الجديدة يؤكدها الدكتور كريستيانسون «من المؤكد ان الامر خطير جدا»، كما افاد بأن المشكلة الاساسية لانتشار البكتيريا تتمثل وفق رأيه بالتصرف الجنسي الخطر، وتحديداً الممارسات الجنسية مع شريك عابر.
الخطأ الثاني البارز يتمثل بعدم اللجوء لطبيب اختصاصي عند نشوء المرض والمشاكل المرتبطة به، حيث يسعى بعض الاشخاص للعلاج الذاتي معتمدين على بعض انواع المضادات الحيوية التي تختار بشكل غير ملائم، ان هذه المضادات الحيوية غير الملائمة التي يتم تناولها لفترة قصيرة غير كافية، هي في الواقع احد الاسباب المهمة التي ساهمت بانتشار السلالات المقاومة من هذه البكتيريا.