2024-11-01 10:43 م

محضر «حوار سرى» بين «جولدا مائير» و«كسينجر»: «السادات» طلب السلام فى 1974

2013-05-06
تل أبيب/ نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية محضر محادثة سرية بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية  جولدا مائير، ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كسينجر، تناولت محاولات البدء فى مفاوضات سلام بين مصر وإسرائيل، ومناقشة الرسائل والبرقيات التى أرسلها الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل والولايات المتحدة لطلب السلام، وذلك بمناسبة مرور 115 عاماً على مولد «مائير».

وجاءت المحادثة السرية بتاريخ 1 مارس 1974، قبل شهر من نشر تقرير لجنة التحقيقات الإسرائيلية للوقوف على أسباب هزيمة حرب أكتوبر، التى اتهمت جولدا مائير ووزير دفاعها موشى ديان بالتسبب فى خسارة الحرب، وضغطت عليهما للاستقالة من الحكومة. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن «مائير» لم تعلق على حديث «كسينجر» عن أشرف مروان، الذى وصفته الصحيفة بمساعد الرئيس السادات والجاسوس الإسرائيلى «المزعوم»، وأضافت الصحيفة أنه من المثير أن «مروان» شارك أحياناً فى محادثات بين «كسينجر» و«السادات»، كما عاد للاتصال بـ«الموساد» فيما بعد، مؤكدة أنها أدركت فى النهاية ضرورة إنشاء قناة اتصال مباشرة مع مصر، وهو ما جرى بالفعل فى عهد حكومة مناحم بيجن، بعدما فتح الملك حسن، ملك المغرب، قناة اتصال مع القاهرة.

وتساءل «كسينجر»، خلال المحادثة، عن صحة ما ذكره له «السادات» من أن المخابرات الإسرائيلية طلبت لقاء نظيرتها المصرية، مؤكداً أن «السادات» وافق بوساطة الملك حسن، بشرط المحادثات مع الفلسطينيين أيضاً. وتابع: «لكنه لم يرغب فى حدوث ذلك بالمغرب، وطلب منى أن أنقل لكِ اهتمامه بالأمر بشرط أن يكون بوساطتى».

ونقلت الصحيفة قول «مائير»: «لا أعرف شيئاً عن طلب المخابرات الإسرائيلية، حيث لم ألتق رئيس «الموساد» هذا الأسبوع. وسمعت أن السادات يرغب فى مساعدتى فى مقابلة ديان، هو إنسان معقد جداً. عارضته فى 67 ولكننا عملنا معاً بشكل جيد. ديان يعتقد أن السادات يرغب فى السلام». ورد «كسينجر»: «سلوكه الأخير كان إيجابياً جداً. وأنا أعتقد أن السادات يريد السلام أيضاً، وقد أرسل مروان إلى السعودية والكويت لصد المحاولات السورية. يمكنكِ إرسال أحد وزرائك للمحادثات فى واشنطن، إذا أرسل الأسد وزيراً هو الآخر، ولكن أيمكنك إرسال ديان فى مهمة خاصة؟»، ولكن «مائير» تجاهلت الأمر، ما يعنى عدم موافقتها عليه.

وتابعت «هآرتس»: «بعد الإطاحة بـ(جولدا مائير) بسبب التقرير الذى حمَّلها مسئولية الخسارة هى وعدداً من مسئولى الجيش الإسرائيلى، وتحديداً فى 30 مايو من العام نفسه، حيث سأل الرئيس السادات هنرى كسينجر: «هل رابين فى مثل شجاعة مائير؟ وأجابه كسينجر بأن السؤال يجب أن يكون هل رابين من الصقور أم الحمائم؟».

وأضاف التقرير أن «كسينجر» قال لـ«السادات» إن «مائير» لا ترغب فى التخلى عن أى أراضٍ، فهى فلاحة روسية وتتمسك بالأرض، ولكن دون جهودها لا نستطيع دفع مجلس الوزراء الإسرائيلى للموافقة على مفاوضات السلام، وأن «رابين» ليس أكثر منها شجاعة ولكنه أعمق فكراً، «لكننا سنحاول وضعه على الطريق الصحيح ولكن علينا تجنب «ديان» لأنه يعتقد أن الوقت قد حان لشن حرب ضد مصر، وإذا أصبح رئيساً للوزراء فأنا واثق أنه سيشن حرباً، فهو تلميذى».