القدس/المنــار/ كشفت مصادر مطلعة لـ (المنــار) عن أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يحاول اقناع الرئيس الأمريكي، بأهمية مباركة واشنطن لخطوات اسرائيلية أحادية الجانب في حال فشل جهود رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري في مهمته، وأشارت المصادر الى أن نتنياهو أبلغ الادارة الأمريكية، بأن الخطوات أحادية الجانب التي يتمنى القيام بها لن تكسر "أدوات" العلاقة مع الجانب الفلسطيني، لكنها، ستجعل ادارة العلاقة بين الجانبين أكثر راحة، ولن تكون سياسة قائمة على اغلاق الابواب في وجه الفلسطينيين، وانما ستحدد بصورة أوضح هذه العلاقة، وستبني واقعا أمنيا على الأرض، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات القانونية في هذه العلاقة، منذ اعلان الفلسطينيين عن دولة، وكسبهم تأييد الجمعية العامة للامم المتحدة.
وتضيف المصادر أن هذه الخطوات التي يرغب نتنياهو في اتخاذها لن تكون دراماتيكية، وأنه لا يسعى للقيام بخطوات بحجم خطوات أريئيل شارون الخاصة بفك الارتباط من قطاع غزة، وانما هي خطوات محدودة لتنظيم بعض الآليات، وتطبيق بعض المفاهيم التي تقوم عليها رؤية حل الدولتين، وقد تشمل بعض عمليات لاخلاء مواقع عسكرية قريبة من الأماكن الفلسطينية المكتظة بالسكان، واخلاء نقاط استيطانية "عشوائية" كذلك لن تكون هذه الخطوة التي يسعى نتنياهو لكسب ثقة ودعم الجانب الأمريكي لها تفاهمات نهائية، بل على الاغلب انتقالية، وتحتاج الى تجاوب فلسطيني، وفي حال عدم توفر ذلك، فان اسرائيل ستجد نفسها مضطرة للجوء الى سياسة الخطوات الانفرادية القائمة على تحقيق المصالح الأمنية الاسرائيلية أولا.
هذا الموقف الاسرائيلي من الخطوات احادية الجانب، ليس بالجديد، فقد كثر الحديث عنه خلال فترة الجمود الطويلة التي عاشتها عملية السلام، كما أنه طرح تبناه الكثيرون في الجانب الاسرائيلي، خاصة المتشائمين منهم، والذين يعتقدون بأن هناك أهمية لترتيب ما أسمته المصادر بالعلاقة الجغرافية مع الفلسطينيين، وفي ظل عدم "نضوج" الشريك الفلسطيني، كما يدعي قادة اسرائيل الذين يرون بأن الخطوات أحادية الجانب تساهم في تعزيز الامن الاسرائيلي وتقليص نقاط الاحتكاك، بمعنى أن الخطوات التي يخطط لها حسب الادعاءات الاسرائيلية ستمنع سفك الدماء.
ونقلت المصادر عن مسؤول سياسي اسرائيلي كبير قوله، أن الأحداث في المنطقة وتطوراتها والاحتياجات الأمنية الاسرائيلية قد تشكل تأشيرة مرور لهذه الخطوات أحادية الجانب، في ضوء التشكيك بفرص بقاء حالة الاستقرار النسبي في الضفة الغربية، وأهمية التركيز على وضع الصيغ والأفكار والسيناريوهات التي يمكن أن تساهم في تقليص المخاطر القادمة من الساحة الفلسطينية.
ويضيف المسؤول السياسي الاسرائيلي أن أي حل قادم سيكون قائما على أفكار خلاقة وواقعية، ومبنية على تخطيط جيد لوسائل الربط من شوارع التفافية وجسور معلقة وانفاق، ليس فقط بين المناطق الفلسطينية وانما ايضا بين التجمعات الاسرائيلية، خاصة الكبرى منها، ويعترف المسؤول الاسرائيلي، بأن تل أبيب أبلغت واشنطن بأن اسرائيل ستحاول في حال فشل كيري في مهمته باستئناف المفاوضات واستمرارها الترويج لخطوات احادية الجانب عبر التأكيد على أنها خطوات مهمة لن تعرقل مستقبلا أية انفراجات سياسية للتوصل الى حلول، بل ستشكل داعما لها، وهناك أكثر من سيناريو تم اعداده لهذه الخطوات الانفرادية المحدودة، التي قد تقدم عليها اسرائيل، وجميعها، على حد قوله قابلة للتطبيق ومبنية على آراء الخبراء وتوصيات الاجهزة العسكرية والامنية المختلفة، وهي لن تبعد انجاز السلام وستعمل على تحقيقه على مراحل.