2024-11-01 10:28 م

الأرشيف العسكرى الإسرائيلى: «ديان» رفض توجيه ضربة استباقية لمصر قبل حرب أكتوبر

2013-04-01
تل أبيب/ نشر الأرشيف العسكرى الإسرائيلى وثائق جديدة تتضمن بروتوكولات محادثات وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشيه ديان، ورئيس الأركان الأسبق ديفيد إليعازر، التى جاءت قبل يوم واحد من حرب أكتوبر 1973، حيث أشارت الوثائق الجديدة إلى أن ديان رفض صراحة اقتراحا باستدعاء جنود الاحتياط عشية اندلاع الحرب، خوفاً من أن تستخدمها الدول العربية ذريعة للتأكيد على أن إسرائيل هى من بدأت بالحرب.

وأشارت الوثائق إلى أن ديان أكد أن إعلان التعبئة العامة لجنود الاحتياط فى الجيش الإسرائيلى، كان سيثير «فضيحة» لإسرائيل. وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، فى تقريرها عن الوثائق، إن الأجواء العامة التى سادت مكتب الموساد آنذاك، توضح أن مسئولى المنظومة الأمنية فى إسرائيل عملوا بناءً على المعلومات الجزئية التى وفرها لهم أشرف مروان، الذى تجسس لصالح إسرائيل، وأضافت: «كانت الرسالة التى نقلها رئيس مكتب تسيفى زامير رئيس الموساد آنذاك، إلى ديان وإليعازر، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السادات قرر البدء بإطلاق النيران».

وقال زامير فى مذكراته، إن مروان استطاع التعامل بحكمة، حيث قال حينها: «إن كانت هناك ظروف عسكرية أو سياسية مختلفة، وإن كان هناك تغير حاسم ومهم فى الظروف العسكرية والسياسية، فإن السادات سيكون قادرا على إيقاف كل شىء»، وأشارت «هاآرتس» إلى أن غياب تلك الجملة عن التقرير تسبب فى عدم مناقشة أى تعزيزات سياسية يمكنها أن تكون سببا لوقف السادات للحرب.

أُجريت المناقشات فى البداية فى الساعة السادسة صباحا، وقبل أن تنتهى بدقائق انضم إليها رئيس جهاز المخابرات العسكرية، الذى نقل تقارير تؤكد أن سوريا نقلت ترسانتها، دباباتها ومدفعياتها، استعداداً للهجوم الدفاعى، وأن «القوات المصرية استعدت أيضاً للدفاع والهجوم». وأكد أنه من الناحية السياسية فإنه ليس للسادات أى حاجة للخروج للحرب، وأن الأمر لا يتجاوز كونه تدريبات مشتركة.

وأشارت «هاآرتس» إلى أنه بعد انتهاء الحرب، اتهم ضباط فى جهاز «آمان» الإسرائيلى، رئيس المخابرات العسكرية بالامتناع عن نقل التقارير التى وردت إليه من خلال اعتراض برقية الملحق العسكرى العراقى فى موسكو إلى بغداد، التى أكد فيها أن حربا فى طريقها للاندلاع بعد أن حصل على معلومات من السوفيت، إلا أن الوثائق التى أُفرج عنها، أمس، تؤكد أن رئيس المخابرات العسكرية نقل إلى ديان وإليعازر معلومات عن إجلاء السوفيت من سوريا، وأن سوريا ومصر فى طريقهما للهجوم على إسرائيل.

وتابعت: «تفاصيل المناقشات التى دارت لدى ديان معروفة للجميع منذ سنوات، ولكن المستندات الجديدة تزيد من التعجب حول هذا الأمر، فلماذا ألقت لجنة التحقيق برئاسة رئيس محكمة العدل العليا شمعون آجرانت، بالمسئولية على المخابرات العسكرية؟. ويتضح من الوثائق أنه بعد أن حصل ديان ورئيس الأركان على الإنذار المؤكد بأن الحرب ستبدأ بعد 12 ساعة من المناقشات بينهما، لم يقلقا مما إذا كان الأمر سيهدد قدرة الردع لدى القوات الموجودة فى الجولان وسيناء، واعتقد ديان أن تعزيز قوة الجولان بكتيبة واحدة أخرى سيكفى».

وطلب إليعازر تجنيد أربعة لواءات من قوات الاحتياط الإسرائيلية بهدف الاستعداد للهجوم المضاد، إلا أن ديان فضل تجنيد لواءين فقط، أحدهما فى الشمال والآخر فى الجنوب، وقال ديان: «من الناحية السياسية، سيضرنا الأمر جدا، فسيقولون إننا خرجنا للحرب، وإن تجنيد قوات الاحتياط هو عمل حربى بحت، حسنا، سنذهب إلى جولدا مائير بالاقتراحين، ستكون هناك فضيحة إذا جندنا كل قوات الاحتياط، لا مفر أمامنا إلا الدفاع».

وأشارت «هاآرتس» إلى أن ديان اتصل هاتفيا بمدير مكتب رئيس المخابرات العسكرية، وطلب منه أن يخبره بالتحديد عما نقله له أشرف مروان، فقال: «أكد لى أن الحرب ستندلع الليلة، أما عن الخطة، فخلال ساعتين سنتلقى برقية بها»، وهو ما دفع ديان للقول إنه يجب البدء بضربة استباقية إلى سوريا وليس مصر، حيث إن الوضع السياسى لإسرائيل آنذاك لم يكن يسمح بفعل نفس ما تم فعله فى حرب 1967.

وقال إليعازر إنه يصدق ما نقله له مروان هذه المرة، على الرغم من الإنذار الخاطئ الذى أرسله قبل شهرين فقط، مؤكداً أنه يمكن توجيه ضربة استباقية لمصر من خلال ضرب المطارات المصرية والسورية، إلا أن ديان رفض، مؤكداً أن الضربة الاستباقية ليست فى الحسبان نهائيا.