2024-11-25 11:34 م

أمسية أدبية للكاتب محمود شقير

2013-04-01
رام الله/ أعرب الكاتب والأديب الفلسطيني محمود شقير عن خشيته من أن يصبح 'الفيسبوك' الزاد اليومي للشباب، و'هو أمر خطير جدا، ولا يعطي الثقافة الصحيحة'.
وأضاف، خلال الأمسية الأدبية والثقافية التي أقيمت في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، 'أن الشباب لا يمكنهم التعرف على النصوص الأدبية والثقافية بشكلها الصحيح من خلال الفيسبوك'.
وكان شقير كتب مقالا عن علاقته بالفيسبوك، قال فيه 'لم أكن أتوقّع أنّني سأمكث كلّ هذا الوقت بصحبة الفيسبوك، كنت اشتركتُ سابقًا في عدد من المواقع الإلكترونية، أنشر فيها قصصًا ومقالات، وكنت لا ألبث أن يصيبني الملل فأغادرها، والحقّ ليس على هذه المواقع التي احتفت بي وبما أكتب، لكنّه مزاجي الذي لا يحتمل هذا الروتين المتكرّر كلّ صباح وكلّ مساء'.
وأضاف 'وفي لحظة ما، بعد مشاركتي في الفيسبوك بأشهر، فكّرت بمغادرته إلى غير رجعة، لأنّه التهم جزءًا غير قليل من وقتي، وجاء هذا على حساب اهتمامي بالكتاب الورقي وبالمجلّة وبالصحيفة، ولأنّ التفاعل الحقيقي على صفحات الفيسبوك بين الآراء والاجتهادات المختلفة غير متوافر إلى حدّ كبير. قلت: أتوقّف عن النشر فيه وأكتفي بتخصيص نصف ساعة يوميًّا لمتابعة بعض ما ينُشر فيه. وقد شرعت في ذلك، ومرّت أشهر وأنا لا أنشر شيئًا من كتاباتي ولا أعلّق على ما أقرأ، حتى لاحظ ذلك بعض الأصدقاء والصديقات، وتَمّ توجيه سؤال إلي: لماذا لا تنشر نصوصًا في صفحتك؟ قلت: لم أعد راغبًا في النشر، ربّما لأنّه يتعذّر الوصول إلى حالة من الحوار الموضوعي الناضج، وبما يخدم تطوير حراك ثقافي وآخر سياسي نحن بأشدّ الحاجة إليهما'.
وأشار شقير إلى أن قرّاء 'الفيسبوك' لا يُقبلون على قراءة النصوص الطويلة، لأسباب قد تكون كامنة في طبيعة هذه الأداة التواصلية نفسها، ويتوجهون دائما إلى الكتابات القصيرة.
وقال 'نلتقي اليوم في حضرة محمود درويش، وهذا وحده يجعلنا مبتهجين، فهو صاحب باع في الثقافة الأدبية، والثقافة الإنسانية'، لافتا إلى أنه بالأمس كانت ذكرى يوم الأرض 'الذي نتذكر فيه شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل الأرض، وأسرانا البواسل الذين ضحوا بحريتهم من أجل الأرض والوطن'.
وعن بداية حياته العملية، قال شقير 'لولا مجلة الأفق الجديدة وجهاز الحاسوب ما استطعت الاستمرار بالكتابة'، مضيفا أن 'صعوبة النشر التي واجهتها في البداية تركت في نفسي الأثر الكبير ومن خلالها تابعت بالكتابة'.
وأوضح أن روايته الأولى كانت 'أيام الشباب' وعمره 23 عاما، ثم تلتها رواية عن تجربته في السجن بعد خروجه وإبعاده إلى بيروت لثلاثة أشهر ثم عمان، و'كان من المفترض أن ينشرها محمود درويش، لكن أرسلت له رسالة أن أوقف نشرها فهي بعيدة عن مفهوم الروايات'.
وأشار شقير إلى أنه وجد في القصة القصيرة جدا شيئا يعوضه عن المنفى، قائلا 'بعد عودتي من المنفى إلى فلسطين والقدس، رأيت أن القصة القصيرة التقليدية لم تعد تقدم المطلوب، وتوجهت إلى كتابة قصة صغيرة ساخرة'.
وحول آخر رواية له 'فرس العائلة'، قال شقير إنه يتابع آراء الناس والأصدقاء في الرواية، ليقرر بعدها الخطوة المقبلة، بأن يكمل الرواية بكتابة الجزء الثاني أم الاكتفاء بهذا الجزء.
يشار إلى أن محمود شقير من مواليد جبل المكبر/ القدس عام 1941، وحاصل على 'ليسانس' فلسفة واجتماع جامعة دمشق 1965، ونائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين وعضو الهيئة الإدارية للرابطة لمدة عشر سنوات 1977 -1987، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين 1987-2004، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني 1988-1996، وترأس وعمل في العديد من الصحف والمجلات الفلسطينية والعربية، ونشر العديد من القصص والمقالات الأدبية والسياسية والقصص القصيرة، وأدب الأطفال في صحف فلسطينية وأردنية وعربية وأجنبية.
وقدم عدد من الكتاب والسياسيين، خلال الأمسية، شهادات حية عن الكاتب والأديب شقير، ذكروا فيها مناقبه وإبداعاته التي خطت في الأدب العربي والفلسطيني على وجه الخصوص.
ووقع شقير في، نهاية الأمسية، روايته الجديدة فرس العائلة لكافة المعجبين بكتاباته، والمهتمين بالأمسية الأدبية.