لم يكن إمام دمشق الأكبر محمد سعيد رمضان البوطي أول رجل دين يقتل بنار الحقد الوهابية التكفيرية، ولن يكون الأخير، فقد سبقه كوكبة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي من مختلف الأطياف.
جميعهم قتلوا غدراً، ولم يكونوا يحملون سلاحاً سوى الكلمة الطيبة والوعظ الأخوي، ومناشدة المعارضة لنبذ العنف والركون إلى الحوار، وقطع الطريق على المخطط الخارجي الساعي إلى تدمير سورية بعد العراق وليبيا، وبعضهم لم يتحدث في السياسة مطلقاً، بل قتل وهو يسعف الجرحى كالأب باسيليوس نصار أول الضحايا من رجال الدين في سورية الذين اتحد دمهم مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة.
أول الضحايا كان الأب باسيليوس نصار كاهن كنيسة مار إلياس الغيور في بلدة كفربهم القريبة من حماة، أصيب برصاصة قناص عندما كان يحاول مساعدة أحد الجرحى في حي القلعة بحماة فمات على إثرها في 25-1-2012.
بعدها تمكن رصاص الاغتيال من الصوت الجريء الرافض للعنف الوهابي، الشيخ محمد أحمد عوف صادق إمام مسجد أنس بن مالك في دمشق، الذي كان في طليعة مشايخ دمشق الذين قالوا لا للفتنة، وأعلنوا جهارا أن مكان للتكفيريين الإسلام الشامي، اغتيل في 15-2-2012.
الشيخ سيد ناصر العلوي، إمام حسينية الحوزة العلوية في دمشق، قتل برصاص الجماعات التكفيرية التي اعتدت على مقام السيدة زينب جنوبي دمشق، قتل في 14-4-2012 ليلحق به الشيخ عبد القدور جبارة الذي قتل برصاص التكفيريين قرب مقام السيدة زينب في دمشق يوم 15-6-2012 .
وفي أول رمضان الماضي خطف مسلحو لواء التوحيد التابع للإخوان المسلمين وجبهة النصرة، الشيخ عبد اللطيف الشامي إمام مسجد أمنة بنت وهب في حلب وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح، وأعدم بطريقة بشعة حيث سددت فوهة البندقية إلى عينه وذلك يوم 25-7-2012، وهو ابن شقيق الشيخ محمد الشامي الذي اغتاله الإخوان المسلمون في حلب قبل 32 عاماً.
كما أقدم مسلحون في حي ركن الدين على اغتيال الشيخ حسن برتاوي خطيب جامع الإمام النووي في الحي الدمشقي العريق الذي يقطنه أكراد الشام منذ مئات السنين، وقتلوه في 27-8-2012 .
كذلك الأب فادي حداد كاهن كنيسة قطنا للروم الأرثوذكس، الذي اختطف من قبل ميليشيات القاعدة التي طلبت فدية قدرها 15 مليون ليرة، والأب فادي كان يتوسط لدى المسلحين لإطلاق سراح مخطوفين فتم خطفه، فيما رفض رئيس المجلس الوطني جورج صبرا وابن قطنا التواسط له عند المسلحين منكراً وجود أي جهة إسلامية متطرفة في الثورة باسم جبهة النصرة التي ادعى أنها اختراع من قبل النظام، ولاحقا وجدت جثة الأب فادي منكلا بها في قطنا يوم 25-10-2012.
وجد الإرهاب الإخواني – السلفي طريقه إلى الرقة أيضا حيث تم قتل الشيخ عبد الله صالح مدير أوقاف الرقة في 30-12-2012 برصاص المسلحين التابعين للإخوان المسلمين، رغم جهوده الحثيثة لإطلاق سراح معتقلين منهم، وتقريب وجهات النظر بين السلطة والمتظاهرين .
كذلك الأمر بالنسبة للشيخ عبد اللطيف الجميلي خطيب جامع صلاح الدين في الأشرفية الذي فارق الحياة متأثراً بإصابته بشظايا قذيفة هاون أطلقها مسلحو الميليشيات التكفيرية من حي بني زيد باتجاه حي الأشرفية حيث سقطت في صحن الجامع وقتل في 8 شباط 2013.
وفي آذار الجاري اغتيل الشيخ عدنان صعب إمام مسجد المحمدي في المزة بدمشق، بتفجير عبوة ناسفة في سيارته أمام منزله بحي الزاهرة بدمشق .
وصل المسلسل الإجرامي إلى جامع الإيمان ليرتكب مجزرة شنيعة بحق المصلين وصولاً إلى جسد إمام دمشق الأكبر الشيخ البوطي وهو يناهز الرابعة والثمانين من العمر، قضى ثلاثة أرباع القرن منها في التعبد وخدمة الإسلام والمسلمين، ولم يشفع له للمصلين من حوله وجودهم في بيت من بيوت الله، حيث قتل يوم 21 -3-2013 مع حفيده و 47 من تلاميذه والمصلين في جامع الإيمان بحي المزرعة بدمشق.
المصدر: عربي برس